أرجو ألا تتحدثوا عن الحوار

أرجو ألا تتحدثوا عن الحوار ... مصطفى الصواف

الأربعاء 12 أغسطس 2009

أرجو ألا تتحدثوا عن الحوار

مصطفى الصواف


سؤال غريب تطرحه وسائل الإعلام عقب كل عملية اغتيال تقوم بها الاجهزة الامنية في الضفة الغربية، هل هذا سيؤثر على الحوار؟، عن أي حوار تسألون؟، عن حوار يسبقه اغتيالات ويعقبه اغتيالات؟، عن حوار تحت سيف التهديد والوعيد؟ أي حوار هذا الذي يثار مع كل جريمة؟ الحوار انتهى منذ جولته الأولى أو حتى منذ لحظة الدعوة إليه لأنه بني على باطل ونهايته الفشل، وما يجري هو محاولة لاستهلاك الوقت, وليس حوارا من أجل الوصول الى اتفاق مصالحة ينهي الانقسام

 

هذه الجريمة المقترفة في سجن جنيد بحق المجاهد فادي حمادنة هي ترجمة عملية لتهديدات محمود عباس وعزام الأحمد ومحمد دحلان ونبيل عمرو، وتصريحات حسام خضر وغيرهم من قيادات فتح خلال جلسات وأيام المؤتمر، ويبدو أن هذا هو الجديد التي توعدت به فتح حماس، ويبدو أننا سنسمع الكثير عن عمليات الاغتيال داخل السجون التابعة لسلطة محمود عباس رئيس حركة فتح المزكى في مؤتمرها السادس

يقول الله تعالى في محكم التنزيل[ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ] [المائدة : 32]، هذا حكم الله، فهل للبشر حكم بعد حكم الله؟ وهل القاتل فقط المحقق أو مسئول التحقيق أو مدير السجن أو وزير الداخلية، أو حتى سلام فياض؟ المسئول الأول عن القتل الذي جرى في سجن جنيد أمس هو محمود عباس، لأن من يصدر أوامر الاعتقال والتعذيب والقتل عباس نفسه، ولعل لقطات الفيديو التي خرجت على وسائل الإعلام وهو يوجه تعليماته بالقتل والطخ دليل على ذلك

المسألة واضحة جدا وما حدث, أمس, يقول إن نتائج مؤتمر فتح السادس ستعتمد سياسة القتل والإعدام والاغتيال لكل من يقول لا، وليس فقط من يحمل البندقية، سيتم قتل رجالات حماس, وذلك تنفيسا للحقد الذي يكمن في عقلية ونفس عباس الذي يعرف عنه الجميع، لدرجة انه كان يتعامل بهذا المنطق نغ سيده وولي نعمته ياسر عرفات، فكيف مع حماس التي بدت العدو اللدود هذه الأيام لأنه فشل في احتوائها ووضعها تحت إبطه؟

إلى متى سيبقى الصمت؟ هل هناك بعد الموت أمر أخطر وأبشع؟ هل بعد التعذيب الشديد داخل المعتقلات من ألم أو عذاب قد ينتج عن الغاز المسيل للدموع أو الضرب: الهراوات لو تحرك الناس داخل الضفة الغربية؟ هل بات الخوف والرعب والإرهاب يحول دون الاحتجاج على هذه الجرائم المقترفة على أيدي هذه الأجهزة القذرة التي تنفذ سياسة الجنرال الامريكي دايتون وأسيادهم من قادة الاحتلال؟

قالوها من زمن طويل ( ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة ) وأنا من هنا أدعو أهلنا وربعنا في الضفة الغربية إلي أن يثوروا وتمردوا ويوجهوا أذناب الاحتلال, شوروا حتى لو بصدوركم العارية كما كنتم تواجهون من قبل قوات الاحتلال، ماذا سيحدث؟، هل سيطلقون عليكم النار؟ هل سيضربونكم بالهراوات أو عصي الكهرباء؟، هل سيعتقلونكم؟، ماذا سيحدث أكثر من الموت؟، ليكن الموت من خلال المواجهة، فكم منكم سيموت؟ عشرة، عشرون، حتى لو كان الأمر كذلك، ثوروا وتحركوا ودافعوا عن أنفسكم بصدوركم العارية؛ لأنكم ستواجهون هذا الموت وأنتم في بيوتكم، فلماذا لا تواجهونه في ظل مواجهة الظلم والظلمة أعداء الدين والشعب والوطن؟

إن لم تثوروا سيدخلون بيوتكم وأنتم نيام ويقتلونكم أو يضربونكم أو يخربون بيوتكم أو يعتقلونكم كما يفعلون؛ ولكن بوتيرة عالية، هذا ما توعدوا به حماس وأنصار حماس، فلا دين لهم ولا ضمير ولا تغرنكم القرابة أو النسب مع بعضهم، فهؤلاء باعوا أنفسهم للشيطان الأمريكي والصهيوني

لا تنتظروا الموت على فراشكم أو في زنازين التحقيق، بل واجهوا الموت عبر الإصرار على الحياة الكريمة، إما موت يغيظ العدى وإما حياة كريمة تسر الصديق، ثوروا فلن تخسروا شيئاً، وهم الخاسرون، أما أنتم بإذن الله الأعلون والمنتصرون، ولكن تحركوا قبل فوات الأوان

أما الحوار مع هؤلاء القتلة، هؤلاء الجناة، هؤلاء الذين تملأ قلوبهم الأحقاد وعقولهم الخراب، فلا يجدي معهم حوار، ودعوكم من هذه السياسة العقيمة وهذا الأسلوب الرديء، واتركوهم حتى يقتلهم حقدهم أو يستبدلهم الله، وقولوا لراعي الحوار عظم الله أجرك، اذهب أنت وهم وافعلوا ما تريدون فلن تفعلوا أمراً لا يقدره الله، أما نحن فلنا الله ثم شعبنا العظيم

رحمك الله أيها الشهيد البطل وألحقك الله وإخوانك, ممن سبقوك من الشهداء عامة والذين سقطوا على أيدي محمود عباس, الجنة، وستبقى أرواحكم لعنة تطاردهم في كل مكان وزمان، صبّر الله أهلكم وذويكم على مصابهم وجعلكم من شفعائهم يوم القيامة

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية