أُغلق الأقصى و أنا حي!
د.ديمة طارق طهبوب
جلاد هو التاريخ لا يعرف الرحمة لمن يشاركون في تسويد صفحات أوطانهم و شعوبهم و أممهم مشاركة الخونة او بسكوت المتخاذلين و الانهزامين!
تدور الاحداث و تنقضي الأزمان و يفنى الشخوص و تبقى ذاكرة التاريخ لا تنسى و لا ترحم و رزنامته حاضرة يوما بيوم بل دقيقة بدقيقة تقول حدث في مثل هذا اليوم كذا و كذا و مهما حاولت الشعوب الاختباء او النسيان من ايامها و افعالها و أحداثها المشينة فستجد التاريخ يقف لها بالمرصاد لا يبدل و لا يغفر ما لم تنسلخ الشعوب انسلاخا كاملا و تتبرؤ براءة شاملة من تاريخ أجداد لم يجلبوا لهم سوى العار و الشنار و ذلك بتسجيل أسماءهم في سجلات الفخار ليمحوا بالحسنات السيئات.
لقد فهم المسلمون الاوائل أن الله قد أكمل لهم دينهم *** يرضَ المؤمنون منهم بأن ينتقص شيء من هذا الكمال في واقع الحياة فأقام أبو بكر الدنيا و لم يقعدها على عقال لو فكر المرتدون ان يمنعوه من مال الزكاة، و طاف عبد الله بن الزبير سباحة حول الكعبة يوم اصابها السيل، و تحمل ابن حنبل كل أنواع الأذى و المهانة للدفاع عن القرآن، و سير المعتصم الجيوش لصرخة امرأة مسلمة في الأسر، و أبى صلاح الدين أن يبتسم و الصليبييون يرتعون في بيت المقدس، و لسان حالهم أجمعين ذلك السؤال الاستنكاري: "أينقص الدين و أنا حي؟!"*** يخطر ببال اي منهم لا قليل و لا كثير الاستنقاص من قدر الدين الكامل او شعائره أو أهله او مقدساته و فيهم نفس و حياة ترضى بالذل و الهوان!!!
(لأول مرة )و العنوان و الحدث جذاب بحد ذاته يسترعي الانتباه و الاهتمام لمعرفة هذه الباكورة و هذا الانجاز ثم تهبط القلوب من عل للدرك الاسفل عندما تعلم أن الخبر يتعلق بالمسجد الاقصى و ان هذه المرة الأولى تتعلق باغلاقه تماما و عدم السماح بالصلاة فيه و حتى رفع الأذان و الاغلاق التام هذا لم يحدث حتى في عصور الصليبيين الاكثر حلكة و ظلمة و دموية في تاريخه!!!
الأقصى يغلق بالكامل لأول مرة منذ عقود و سنوات في عام ٢٠١٤ في حياتنا و نحن نلهو و نلعب دون أن نحرك ساكنا و لا حتى بالاستنكار كأضعف الإيمان ليكتب في تاريخنا ان هذا الجيل هو أول جيل مسلم شهد و قبل بإغلاق قبلة المسلمين الاولى و ثالث المسجدين اغلاقا تاما عن الصلاة!!!
هي ثلمة و سوءة في سيرة كل صاحب دين و مبدأ و عقيدة ستظل ماثلة لتقرع من كان بهم بقية من ضمير بنقصان الدين الكامل و هم أحياء يُرزقون أو هكذا يظنون!
بعد الفتح المحمدي الاول و العمري و الصلاحي الثاني و الثالث يأتي الاغلاق بل الاغلاق التام في عهدنا ليدنس الحاضر و يلقي بظلاله السيئة على التاريخ فالحاضر أشد وقعا و قوة و ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من يقول ها أنا ذا!
نقص الدين و نحن احياء و انتقص من أرض البركة و أرض المعراج و أرض المحشر و المنشر و نحن أحياء فأي حياة تلك حياتنا و أي نوع من البشر نحن؟
"عبادا لنا" اولئك فقط هم الذين لا يسمحون أن ينتقص من الدين و لو عروة و هم احياء! عبادا لنا لا ينتظرون اجماعا و لا حكومات و لا ملوكا و لا جيوشا بل يخرج الواحد منهم فردا الا من قوة ايمانه ليسئوا وجوه بني اسرائيل و يؤلمونهم كما يؤلموننا!
لقد نقص الدين و نحن أحياء و يجب ان نذكر هذا بندا في سيرة حياتنا و لا ننساه بل و نقرّع به ما بقي من صحوة مواتنا فالعبد يُقرع بالعصا و الحر تكفيه الإشارة!
د.ديمة طارق طهبوب
جلاد هو التاريخ لا يعرف الرحمة لمن يشاركون في تسويد صفحات أوطانهم و شعوبهم و أممهم مشاركة الخونة او بسكوت المتخاذلين و الانهزامين!
تدور الاحداث و تنقضي الأزمان و يفنى الشخوص و تبقى ذاكرة التاريخ لا تنسى و لا ترحم و رزنامته حاضرة يوما بيوم بل دقيقة بدقيقة تقول حدث في مثل هذا اليوم كذا و كذا و مهما حاولت الشعوب الاختباء او النسيان من ايامها و افعالها و أحداثها المشينة فستجد التاريخ يقف لها بالمرصاد لا يبدل و لا يغفر ما لم تنسلخ الشعوب انسلاخا كاملا و تتبرؤ براءة شاملة من تاريخ أجداد لم يجلبوا لهم سوى العار و الشنار و ذلك بتسجيل أسماءهم في سجلات الفخار ليمحوا بالحسنات السيئات.
لقد فهم المسلمون الاوائل أن الله قد أكمل لهم دينهم *** يرضَ المؤمنون منهم بأن ينتقص شيء من هذا الكمال في واقع الحياة فأقام أبو بكر الدنيا و لم يقعدها على عقال لو فكر المرتدون ان يمنعوه من مال الزكاة، و طاف عبد الله بن الزبير سباحة حول الكعبة يوم اصابها السيل، و تحمل ابن حنبل كل أنواع الأذى و المهانة للدفاع عن القرآن، و سير المعتصم الجيوش لصرخة امرأة مسلمة في الأسر، و أبى صلاح الدين أن يبتسم و الصليبييون يرتعون في بيت المقدس، و لسان حالهم أجمعين ذلك السؤال الاستنكاري: "أينقص الدين و أنا حي؟!"*** يخطر ببال اي منهم لا قليل و لا كثير الاستنقاص من قدر الدين الكامل او شعائره أو أهله او مقدساته و فيهم نفس و حياة ترضى بالذل و الهوان!!!
(لأول مرة )و العنوان و الحدث جذاب بحد ذاته يسترعي الانتباه و الاهتمام لمعرفة هذه الباكورة و هذا الانجاز ثم تهبط القلوب من عل للدرك الاسفل عندما تعلم أن الخبر يتعلق بالمسجد الاقصى و ان هذه المرة الأولى تتعلق باغلاقه تماما و عدم السماح بالصلاة فيه و حتى رفع الأذان و الاغلاق التام هذا لم يحدث حتى في عصور الصليبيين الاكثر حلكة و ظلمة و دموية في تاريخه!!!
الأقصى يغلق بالكامل لأول مرة منذ عقود و سنوات في عام ٢٠١٤ في حياتنا و نحن نلهو و نلعب دون أن نحرك ساكنا و لا حتى بالاستنكار كأضعف الإيمان ليكتب في تاريخنا ان هذا الجيل هو أول جيل مسلم شهد و قبل بإغلاق قبلة المسلمين الاولى و ثالث المسجدين اغلاقا تاما عن الصلاة!!!
هي ثلمة و سوءة في سيرة كل صاحب دين و مبدأ و عقيدة ستظل ماثلة لتقرع من كان بهم بقية من ضمير بنقصان الدين الكامل و هم أحياء يُرزقون أو هكذا يظنون!
بعد الفتح المحمدي الاول و العمري و الصلاحي الثاني و الثالث يأتي الاغلاق بل الاغلاق التام في عهدنا ليدنس الحاضر و يلقي بظلاله السيئة على التاريخ فالحاضر أشد وقعا و قوة و ليس الفتى من قال كان ابي بل الفتى من يقول ها أنا ذا!
نقص الدين و نحن احياء و انتقص من أرض البركة و أرض المعراج و أرض المحشر و المنشر و نحن أحياء فأي حياة تلك حياتنا و أي نوع من البشر نحن؟
"عبادا لنا" اولئك فقط هم الذين لا يسمحون أن ينتقص من الدين و لو عروة و هم احياء! عبادا لنا لا ينتظرون اجماعا و لا حكومات و لا ملوكا و لا جيوشا بل يخرج الواحد منهم فردا الا من قوة ايمانه ليسئوا وجوه بني اسرائيل و يؤلمونهم كما يؤلموننا!
لقد نقص الدين و نحن أحياء و يجب ان نذكر هذا بندا في سيرة حياتنا و لا ننساه بل و نقرّع به ما بقي من صحوة مواتنا فالعبد يُقرع بالعصا و الحر تكفيه الإشارة!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية