ألغام صهيونية في طريق المصالحة الفلسطينية
هيثم الصادق
أثار إعلان الدوحة الذي عزز التقارب بين حماس وفتح، بعد ما وصف بالمفاوضات الاستكشافية بين النهج التفاوضي و«إسرائيل» وضغوط اللجنة الرباعية على التيار الأوسلوي، غضب الكيان الصهيوني، ودفعه إلى تفعيل لعبته الخبيثة في إيقاع الفتنة بين الطرفين، ومحاولة الخروج من الأزمة التي تضيق حلقاتها عليه كلما لاحت بوادر حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، ويمكن التقاط خيوط المؤامرة الصهيونية لإجهاض اتفاق الدوحة في التفاصيل التالية:
- محاولة إقناع حماس بعدم جدوى المصالحة الفلسطينية من خلال تسريع المقايضة بين التهدئة من الجانب الفلسطيني مقابل رفع الحصار من الجانب الصهيوني، ورغم أن هذه المقايضة بدأت قبل إعلان الدوحة بفترة طويلة ويقود التفاوض بشأنها جيرشون بسكين مدير معهد الدراسات الفلسطينية- الإسرائيلية الذي لعب دوراً محورياً في مفاوضات صفقة «وفاء الأحرار»، ورغم أن الأسباب الرئيسية لهذه المفاوضات هي إحساس الكيان الصهيوني بنجاح حكومة غزة في إدارة أزمة الحصار فلسطينياً، وعجزه عن إغلاق الأنفاق التي شكلت اختراقاً كبيراً للحصار عسكرياً، وتصاعد التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني ضد هذا الحصار الذي يمثل عقاباً جماعياً للفلسطينيين بوصفه عملاً لا أخلاقياً وغير قانوني أو شرعي في جوهره، والتي دحضت افتراءات ومحاولات قوى الاستكبار المتواطئة مع الاحتلال والمنافقة له شرعنة هذا الحصار الجائر، إلا أن الكيان الصهيوني يسعى للتعجيل في فك الحصار لأن ذلك قد يشكل عائقا في التقارب بين رئتي الوطن الفلسطيني، ففي الوقت الذي يكرس فيه رفع الحصار الحرية للقطاع، فإنه ووفقا للرؤية الصهيونية يصبح التوحيد بين القطاع المتحرر والضفة التي ما زالت مسرحاً لعبث المحتل وقوانينه وحواجزه وحملات المداهمة والاعتقال اليومية للفلسطينيين فيها أكثر تعقيداً وصعوبة.
- ممارسة الضغوط على نهج أوسلو من خلال تهديد سلطة رام الله بإمكانية تقويض السلطة وهو ما أعلنه نتانياهو وبيرس عشية إعلان الدوحة، من خلال تخيير السلطة بين المصالحة مع حماس أو التحالف مع الكيان، في وقت تعيش فيه السلطة حالة استلاب كامل خاصة في ظل التنسيق الأمني المتواصل مع الأجهزة الصهيونية، والحالة الاقتصادية المزرية بسبب تغلغل الفساد وتمسك رموزه بفتات المعونات الأميركية، واستخدام البعض للسلطة كمشروع تكسب، وتحاشي تجميد الاحتلال للأموال الضريبية الفلسطينية، ورهاب مسؤولي السلطة من مصير عرفاتي، وهو ما يعوق حل الكثير من الملفات خاصة الاعتقال السياسي والإقصاء التعسفي للموظفين وإغلاق المؤسسات المدنية.
- محاولة «إسرائيل» إفشال أي اتفاقية تساهم الدوحة في تحقيقها، حتى لو كانت تلك الاتفاقية هي رعاية ناد رياضي، فكيف الحال والملف سياسي فلسطيني يرى فيه الاحتلال تهديداً مباشراً له.
كل ذلك يؤكد ضرورة يقظة الفلسطينيين إزاء اللعبة الصهيونية الخبيثة.
صحيفة الوطن القطرية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية