أم نضال فرحات: الطريق الى الجنة
د. صلاح البردويل
برحيلها تركت أم نضال فرحات فراغاً كبيراً في الحياة الفلسطينية السياسية والثقافية والاجتماعية بل تركت فراغاً في عالم المرأة الفلسطينية والعربية والإسلامية فلم تكن أم نضال امرأة عادية يدور الجدل حول ما إذا كانت حرة أو مقموعة أو متساوية مع الرجال أو مهضومة الحقوق وإنما كانت قائداً فلسطينياً عربياً إسلامياً يحمل في جوانب حياته كل معاني الرجولة والعطاء والسمات الشخصية للقائد الفذ، لقد وجهت أم نضال إلى كل المزايدين والمزايدات على حقوق المرأة لطمةً عنيفة حينما جسدت برمزيتها وحضورها الفذ في كل الميادين إمكانية أن تتجاوز المرأة في قدرها مقدار الرجال وأن يفوق عطاؤها عطاء المسترجلين.
أم نضال كانت في بيتها رمزاً وكانت جامعةً وكانت مؤثرةً وكانت مربيةً وكانت قادرةً على أن تشيع أجواءً من القداسة والنورانية حولها، كما كانت بين النساء نموذجاً في التربية وقمةً في تجسيد عطاء المرأة قمةً في الرقة بلا اسفاف وقمة في الصلابة بلا جفاف وقمة في الألفة بلا تكلف، كانت داعية ومرشدةً وطبيبة نفسية تداوي جراح أخواتها وبناتها بلغة قرأنية وسلوك إيماني رشيق، كانت أم نضال تحت قبة البرلمان عنصراً فاعلاً مشاركاً حياً لا يغيب عنها مداخلة ولا يفوتها مشاركة. كانت متوازنةً في خطابها صادقةً في لهجتها مخلصةً في نصائحها طليقةً في لسانها وكانت أم نضال نعم الناصح الأمين تحنو على وطنها وعلى حركتها وعلى شعبها وعلى مشروعها الإسلامي كما تحنو على أبنائها.
لا تترك فرصةً الا وتحذر من تراكم الأخطاء في العمل أو من الظلم من حيث ندري أو لا ندري أو من هضم حقوق الفقراء والضعفاء تخشى أن يصاب المشروع الإسلامي من ثغر الإهمال. وعندما تتحدث تتحدث بحرقة بالغة وحرارة تتبدى من بين ثنايا الكلمات.
كانت أم نضال نعم البلسم الشافي للثكالى وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى تطبب الجراح وتمسح الوجع وترسم بصبرها وتضحيتها وقصة جهادها وهي أم الشهداء وأم الأسرى نموذجاً للصبر فما إن تراها الثكالى حتى يهون المصاب أمام مصابها وحتى يسهل الصبر أما صبرها.
وفوق كل هذا فقد كانت تتوق الى الشهادة ولا تكاد تغيب عنها لحظة واحدة تتفقد المرابطين وتغبطهم وترابط معهم وتتقرب الى الله بالقرب منهم واطعامهم ودعائهم لها ودعائها لهم كانت تعيش في الدنيا للأخرة وتبحث في كل موقف عن الأخرة.
فحق علينا اليوم أن ندعو لها جميعاً أن يجمعها الله بمن أحبت من أبنائها الشهداء ومن شهداء فلسطين والمسلمين والنبيين والصديقين في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يرزقنا الله جل وعلا أن نسير على خطاها وخطى المؤمنين الصادقين...
د. صلاح البردويل
برحيلها تركت أم نضال فرحات فراغاً كبيراً في الحياة الفلسطينية السياسية والثقافية والاجتماعية بل تركت فراغاً في عالم المرأة الفلسطينية والعربية والإسلامية فلم تكن أم نضال امرأة عادية يدور الجدل حول ما إذا كانت حرة أو مقموعة أو متساوية مع الرجال أو مهضومة الحقوق وإنما كانت قائداً فلسطينياً عربياً إسلامياً يحمل في جوانب حياته كل معاني الرجولة والعطاء والسمات الشخصية للقائد الفذ، لقد وجهت أم نضال إلى كل المزايدين والمزايدات على حقوق المرأة لطمةً عنيفة حينما جسدت برمزيتها وحضورها الفذ في كل الميادين إمكانية أن تتجاوز المرأة في قدرها مقدار الرجال وأن يفوق عطاؤها عطاء المسترجلين.
أم نضال كانت في بيتها رمزاً وكانت جامعةً وكانت مؤثرةً وكانت مربيةً وكانت قادرةً على أن تشيع أجواءً من القداسة والنورانية حولها، كما كانت بين النساء نموذجاً في التربية وقمةً في تجسيد عطاء المرأة قمةً في الرقة بلا اسفاف وقمة في الصلابة بلا جفاف وقمة في الألفة بلا تكلف، كانت داعية ومرشدةً وطبيبة نفسية تداوي جراح أخواتها وبناتها بلغة قرأنية وسلوك إيماني رشيق، كانت أم نضال تحت قبة البرلمان عنصراً فاعلاً مشاركاً حياً لا يغيب عنها مداخلة ولا يفوتها مشاركة. كانت متوازنةً في خطابها صادقةً في لهجتها مخلصةً في نصائحها طليقةً في لسانها وكانت أم نضال نعم الناصح الأمين تحنو على وطنها وعلى حركتها وعلى شعبها وعلى مشروعها الإسلامي كما تحنو على أبنائها.
لا تترك فرصةً الا وتحذر من تراكم الأخطاء في العمل أو من الظلم من حيث ندري أو لا ندري أو من هضم حقوق الفقراء والضعفاء تخشى أن يصاب المشروع الإسلامي من ثغر الإهمال. وعندما تتحدث تتحدث بحرقة بالغة وحرارة تتبدى من بين ثنايا الكلمات.
كانت أم نضال نعم البلسم الشافي للثكالى وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى تطبب الجراح وتمسح الوجع وترسم بصبرها وتضحيتها وقصة جهادها وهي أم الشهداء وأم الأسرى نموذجاً للصبر فما إن تراها الثكالى حتى يهون المصاب أمام مصابها وحتى يسهل الصبر أما صبرها.
وفوق كل هذا فقد كانت تتوق الى الشهادة ولا تكاد تغيب عنها لحظة واحدة تتفقد المرابطين وتغبطهم وترابط معهم وتتقرب الى الله بالقرب منهم واطعامهم ودعائهم لها ودعائها لهم كانت تعيش في الدنيا للأخرة وتبحث في كل موقف عن الأخرة.
فحق علينا اليوم أن ندعو لها جميعاً أن يجمعها الله بمن أحبت من أبنائها الشهداء ومن شهداء فلسطين والمسلمين والنبيين والصديقين في الفردوس الأعلى من الجنة وأن يرزقنا الله جل وعلا أن نسير على خطاها وخطى المؤمنين الصادقين...
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية