أمريكا تسدد حسابات الأقباط واليهود
د.عصام شاور
في هذه الأيام يحيي الشعب الأمريكي الذكرى الحادية عشرة لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة، وقد تصادف معها مقتل السفير الأمريكي وثلاثة دبلوماسيين يعملون في القنصلية الأمريكية في ليبيا انتقاما لسماح الولايات المتحدة الأمريكية بعرض فيلم مسيء للرسول محمد أنتجه إسرائيليون وروجه قبطي سافل يدعى موريس ونال مباركة قس أمريكي منحط.
القاسم المشترك للحادثتين هو الانتقام، وأمريكا لا تتعلم من أخطائها فهي تعرض مصالحها في الوطن العربي والإسلامي للخطر من أجل دولة الاحتلال إسرائيل ومن أجل اللوبي اليهودي وغباء بعض الأقباط، فهم الذين يسيئون للإسلام من على الأرض الأمريكية، وأمريكا بدورها تسمح بالإساءة وشعبها يدفع الثمن من دماء أبنائه.
الرئيس الأمريكي أوباما انتقد على استحياء العمل المسيء للمسلمين في أعقاب الاحتجاجات المصرية والهجمات الليبية، أما المرشح الأمريكي الآخر ميت رومني فاستغل ذلك الانتقاد ليهاجم خصمه وليظهر تشدده تجاه المسلمين مطالبا بمعاقبتهم، الأمر بالنسبة لمرشحي الرئاسة الأمريكية محض اقتناص للفرص وتعزيز مواقف للفوز بالرئاسة ولا عزاء للشعب الأمريكي ولا لضحايا تلك السياسات البائسة.
الفيلم المسيء يعكس القيم والأخلاق الإسرائيلية والأمريكية، ولا ننسى الفضيحة الجنسية للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وكذلك الفضيحة الجنسية للرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف الذي يمضي محكوميته في السجون الإسرائيلية، فأولئك ينطبق عليهم المثل العربي: " رمتني بدائها وانسلت"، وكذلك فإنني لا أستغرب تهجمهم على نبي الإسلام محمد وقد أساؤوا من قبل إلى أنبيائهم وتحول تقولهم وافتراؤهم على أنبيائهم الى أسفار تتلى في توراتهم وإنجيلهم إلى أن يحدثوا فيها تحريفات أخرى.
على الولايات المتحدة الأمريكية أن تحاكم كل من شارك في الإساءة إلى المسلمين أو تنتظر المزيد من عمليات الانتقام والقتل في صفوف مواطنيها، فهي لن تقدر على حمايتهم وقد ذهب من يحميهم ، فلم يعد هناك مبارك ولا قذافي وعملية التطهير مستمرة، وعليها أن تستنبط العبر وتعيد حساباتها بعد مقتل سفيرها في ليبيا فمشاركة أمريكيا في تخليص الشعب الليبي من نظام معمر القذافي لم ولن يغفر لها جرائمها ضد المسلمين ودعمها الدائم لدولة الاحتلال إسرائيل، ولن يمنحها الظهور بمظهر " الصديق المنقذ" الحصانة لا في ليبيا ولا في غيرها.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية