أنت البطل المنتظر ... بقلم : إباء أبو طه

الجمعة 30 يناير 2015


أنت البطل المنتظر




إباء أبو طه




يقولون إن نصر الله قريب، وإنّه لن يأتي إلا بكثرة الدعاء؛ فإن كان الأمر كذلك *** لم ينصِّب المسلمون من رجالهم من يتفرغ لوظيفة الدعاء بعد قرون من الانهزامات المتوالية، ولو كان الأمر كذلك لكان الأجدر بأن يفعل ذلك رسولنا الكريم (محمد صلى الله عليه وسلّم) فهو أحق بأن يدعو وأوجب بأن يستجاب له، ولكنه كان يأخذ بالأسباب ويمتطي ركاب الخيل، ويعد العدة للقاء عدوّه! ، قال عز وجل: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.

إعادة تنظيم شبكة أفكارنا ومعتقداتنا وقيمنا هي ما نحتاجه، لنكشف الستار عن مسلمات غشتها أوجه التصلب الفكري وروح القدسية، فكم من فكرة اعتنقناها واكتشفنا بعد أنها ليست منا ولا تمت لمبادئنا بصلة، وهذا ما ينطبق على البعض في بحثهم عمّن ينقذهم، يمد له يد العون، مثل " المهدي المنتظر" ، يفتحون بطونهم لحلول سماوية سحرية سريعة، تلك التي لا تحتاج إلى صعود قمم، وبذل جهد مشقة التخطيط والاستعداد، أو حتى التأمل والتفكر وتشخيص مشاكل المجتمع وواقعه؛ فالتمني هو ذاك الفن الذي يجعلنا شغوفين بانتظار البطل السماوي المنتظر، لعلّه يفك قيداً أو يحرك عجلات مصنع، أو حتى يضع موازين الحق في نصابها؛ فهذه هي عقلية المشلول الذي بات يضع الأحجار الثقيلة في عنقه، ويضع بينها صفارة إنذار ينعق كلما سار واتجه لقصور معرفته برسالته وغاياته.

يقول علماء التنمية البشرية، لن يتم حل أي مشكلة بنفس العقل الذي أوجدها، فعقولنا وأنفسنا هي ما يجب أن تتغير، لا مكاننا ولا زماننا، قال تعالى “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فالموجود هو طريق إلى المقصود، فالمسلمون يرون بأن الموجود غير مفيد، وأن المقصود مفقود، وبهذا يبقى المسلم يعيش ما بين الكسل والتمني منتظرا حلولا ذات الوجبات السريعة للنفوس التي لم تعد تشبع من الاتكاء على أريكة التقاعس والانتظار؛ فلا يمكن للمسلمين أن يحلّوا مشكلة واقعهم ما لم يقتنعوا أن مشكلتهم تخضع لقوانين وسنن ربانية مصداقا لقوله تعالى “فهل ينظرون إلى سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا، أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم”.

ففكرة انتظار البطل بحد ذاتها، تعرقل فكر المسلم وتجعله مكبل الهمة، خانع الإباء، يعيش على فتات ساعات الانتظار، يعرقل عجلة تحريك الإسلام بصلابة رحاه، وبمسلماته الفكريّة، لذا لا تنتظر من يبني لك كن أنت البنّاء، ولا تنتظر من يصنع لك البطل كن أنت البطل الذي تبحث عنه؛ ففكرة انتظار البطل هي ابنة الظلم القهر.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية