أنفاق الحياة ومنافذ التحرير!
لمى خاطر
نفق خانيونس القسامي، سيدخل تاريخ المقاومة الفلسطينية المعاصرة كواحد من أعظم علامات التحدي التي تحاكي ملامح الأسطورة، ورغم أن المقاومة لم تنجز ما كان مأمولاً أن يصنعه عمل بهذا الإتقان، إلا أن دلالات النفق ستظلّ ماثلة لدى من يقدّر المقاومة حقّ قدرها ويحفظ للقساميين إنجازاتهم المتتالية، والتي تتوالى مع مرور الأيام، بينما تشيخ إرادة القتال لدى آخرين، ولا تُستحضر إلا لأغراض التمثيل على الجماهير ومداعبة أوهامهم!
حادثة اكتشاف النفق تقول لنا الكثير، تذكّر الغافلين أن واقع غزة لا يجوز أن يُقارن مع أية بقعة أخرى، ولا أن يُشبّه بساحة تتحكم فيها اتفاقات التنسيق الأمني، ويتحوّل عساكرها إلى حراس للمستوطنات وأمنها، مثلما تؤكّد أنه بينما كان المتثائبون يلوكون الكلام البذيء ويخوضون في شرف المقاومة متهمينها ببيعه، كان رجالها يحفرون الصخر بأظافرهم، ويؤسسون لمرحلة متقدّمة من المقاومة لا تتخيّلها أدمغة من يفترضون أن مقاومة غزة لا تعني سوى الصواريخ، وأن احتباسها بضعة أشهر يعني أنها شُطبت من قاموس المجاهدين أو من حسابات حكومة غزة!
أؤمن أن مفاجآت السلاح الحرّ في غزة، المرصود للجهاد، لن تُجبر صانعي الإفك وعشاقه على التحلّي ببعض الحياء أو التخلّي عن وضاعتهم، وإن كانت ستؤجّل فجورهم بعض الوقت، لكنّها ستظلّ تسافر تباعاً نحو فصول التاريخ الأكثر إشراقا، لتثبت لمن سيقرؤونها بعد حين أن مقاومة غزة، وبندقية القسام لم تحِد عن وجهتها، ولم تضلّ بوصلتها، ولم تؤجّر رصاصاتها للفجرة والسفاحين طمعاً في مالهم أو إسنادهم، وأن مبادئ وأخلاقيات المقاتلين ظلّت حاضرة لدى قبيلة القسام يوم انحاز آخرون للمصلحة، ويوم باع غيرهم شرفهم على مائدة التفاوض، ويوم توزّعت أولوياتهم، وطرأ على أجندتهم كل جديد إلا فلسطين!
غزة الحكيمة العنيدة لا تتصالح مع الهوان، ولا ترتضيه حتى لو كان معبراً لكسر ضائقة الحصار، ولهذا، ازدهر زرع القسام في بياراتها، وظلّت أشرعة بحارتها منتصبة، تصدّ الريح، وتشيّد الأطواد، وتهزأ بمن ينثني أمام المستحيل، أو يقرر التراجع أمام أبجدياته المرّة، لكنّها في الوقت ذاته أجادت المشي على حدّ السيف، وبين الألغام، وعرفت كيف تصون الراية وتحتضنها حتى لو بُترت أطرافها، كحال جعفر الطيار يوم مؤتة، وسيف الله المسلول وهو يسطّر انتصاراته فيما جسده ينوء بالجراح.
المؤمنون بالمقاومة، عرفوا جيداً وهم يتابعون عروض القسام قبل مدة أن خلف ذاك المدّ بنياناً راسخ الأساس، أصيل المعدن، وأن الجحافل ما كانت تستعرض بنادقها حبّاً في الظهور، أو ادعاء البطولة، لأن من تحررت غزة في عهده، ومن أسر جندياً محتلا من قلب دبابته، ثم واجه إسرائيل في حربين كبيرتين، ليس طارئاً على فلسطين، ولا قابلاً للتبدّل والتحوّل قبل اكتمال بدر الحرية، إنما هو المستحق أن يكون النواة لجيش التحرير، وأن تنطلق زغاريد الانعتاق من كنانته، وأن تُزرع جبال فلسطين بالغار لتتوّج هامته في يومها الموعود!
لمى خاطر
نفق خانيونس القسامي، سيدخل تاريخ المقاومة الفلسطينية المعاصرة كواحد من أعظم علامات التحدي التي تحاكي ملامح الأسطورة، ورغم أن المقاومة لم تنجز ما كان مأمولاً أن يصنعه عمل بهذا الإتقان، إلا أن دلالات النفق ستظلّ ماثلة لدى من يقدّر المقاومة حقّ قدرها ويحفظ للقساميين إنجازاتهم المتتالية، والتي تتوالى مع مرور الأيام، بينما تشيخ إرادة القتال لدى آخرين، ولا تُستحضر إلا لأغراض التمثيل على الجماهير ومداعبة أوهامهم!
حادثة اكتشاف النفق تقول لنا الكثير، تذكّر الغافلين أن واقع غزة لا يجوز أن يُقارن مع أية بقعة أخرى، ولا أن يُشبّه بساحة تتحكم فيها اتفاقات التنسيق الأمني، ويتحوّل عساكرها إلى حراس للمستوطنات وأمنها، مثلما تؤكّد أنه بينما كان المتثائبون يلوكون الكلام البذيء ويخوضون في شرف المقاومة متهمينها ببيعه، كان رجالها يحفرون الصخر بأظافرهم، ويؤسسون لمرحلة متقدّمة من المقاومة لا تتخيّلها أدمغة من يفترضون أن مقاومة غزة لا تعني سوى الصواريخ، وأن احتباسها بضعة أشهر يعني أنها شُطبت من قاموس المجاهدين أو من حسابات حكومة غزة!
أؤمن أن مفاجآت السلاح الحرّ في غزة، المرصود للجهاد، لن تُجبر صانعي الإفك وعشاقه على التحلّي ببعض الحياء أو التخلّي عن وضاعتهم، وإن كانت ستؤجّل فجورهم بعض الوقت، لكنّها ستظلّ تسافر تباعاً نحو فصول التاريخ الأكثر إشراقا، لتثبت لمن سيقرؤونها بعد حين أن مقاومة غزة، وبندقية القسام لم تحِد عن وجهتها، ولم تضلّ بوصلتها، ولم تؤجّر رصاصاتها للفجرة والسفاحين طمعاً في مالهم أو إسنادهم، وأن مبادئ وأخلاقيات المقاتلين ظلّت حاضرة لدى قبيلة القسام يوم انحاز آخرون للمصلحة، ويوم باع غيرهم شرفهم على مائدة التفاوض، ويوم توزّعت أولوياتهم، وطرأ على أجندتهم كل جديد إلا فلسطين!
غزة الحكيمة العنيدة لا تتصالح مع الهوان، ولا ترتضيه حتى لو كان معبراً لكسر ضائقة الحصار، ولهذا، ازدهر زرع القسام في بياراتها، وظلّت أشرعة بحارتها منتصبة، تصدّ الريح، وتشيّد الأطواد، وتهزأ بمن ينثني أمام المستحيل، أو يقرر التراجع أمام أبجدياته المرّة، لكنّها في الوقت ذاته أجادت المشي على حدّ السيف، وبين الألغام، وعرفت كيف تصون الراية وتحتضنها حتى لو بُترت أطرافها، كحال جعفر الطيار يوم مؤتة، وسيف الله المسلول وهو يسطّر انتصاراته فيما جسده ينوء بالجراح.
المؤمنون بالمقاومة، عرفوا جيداً وهم يتابعون عروض القسام قبل مدة أن خلف ذاك المدّ بنياناً راسخ الأساس، أصيل المعدن، وأن الجحافل ما كانت تستعرض بنادقها حبّاً في الظهور، أو ادعاء البطولة، لأن من تحررت غزة في عهده، ومن أسر جندياً محتلا من قلب دبابته، ثم واجه إسرائيل في حربين كبيرتين، ليس طارئاً على فلسطين، ولا قابلاً للتبدّل والتحوّل قبل اكتمال بدر الحرية، إنما هو المستحق أن يكون النواة لجيش التحرير، وأن تنطلق زغاريد الانعتاق من كنانته، وأن تُزرع جبال فلسطين بالغار لتتوّج هامته في يومها الموعود!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية