أو من قلة نحن اليوم أيها الأردنيون؟
لجين أحمد
فيما مضى من وقت، توالت النكبات والنكسات التي عاشتها الجماهير العربية، وأبرزها خيبة البعد عن الذات، وبلغ أثر هذه الخيبات تدني الهمة في التفاعل مع القضايا المفصلية والمصيرية، ورغم الثورات العربية والتي هي في الحقيقة مواجهة لما تم تصديره من زمن الخيبات والفشل، الا ان هناك شريحة كبيرة في الشعوب العربية ما زالت تقيم في اللامبالاة، وتهيمن عليها مقولة أنج سعد هلك سعيد، وما من ناج في هذا البعد عن القضايا المصيرية.
من نافلة القول أن القوى الحية في المجتمعات العربية من المغرب إلى المشرق ضبطت بوصلتها تجاه القضية الفلسطينية لفترة غير قليلة، إلا أن علاقتها بالأنظمة وعلاقتها فيما بينها، جعلها تخوض معارك كانت فيها تطارد أشباحا من زقاق إلى زقاق ومن قرية إلى سهل، كثير من التضحية وقليل من الإنجاز، تضحية أقعدتها فيما بعد عن العطاء والاستمرار، اضف إلى ذلك الخوف من فشل أي تحرك مستقبلي باتجاه أي قضية وطنية، فأصبح الكيان الصهيوني في الوعي العام الكيان الذي لا يقهر.
تغير الحال بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية واندحر الجيش الذي لا يقهر، نعم تجبر المحتل على فلسطين وشعبها وهزت الأمة مجازره بحقها خلال سنوات مضت وبينما كانت القنابل تنزل على أجساد بني شعبي كانت تنزل نارا على أجساد بني أمتي, فكثرت أوراق الضغط الصهيوني على كل واحد فينا حتى تحرك بضع من شباب الأردن رافعين راية الجهاد والمقاومة ملتحمين جسدا وروحا مع القضية الفلسطينية.
من حسن حظ فلسطين والأردن أن معظم من لبى نداء الواجب من الأردن كانو أسماء لامعة هزت الكيان، وكم واحد منا قفز وتطاير فرحا مع كل سقف باص طار دون أن نعلم حقيقة الرجال خلفه؟
لم يكن هؤلاء النشامى مجرد عابري سبيل في تاريخ المقاومة بل حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب, وبالرغم من كل ذلك لم يظفروا بوقفة حقيقية من شعبهم في الأردن عرفانا بعظيم صنيعهم.
زرع النظام حالة من الخوف لدى الكثيرين، أو الكثيرون زرعوه بداخلهم تقاعسا وتبريرا لسلبيتهم حتى بات التضامن مع الأسير هاجسا أمنيا يؤرق الكثيرين رغم أن أحدا من المتضامنين في قضية الأسرى لم يتعرض للمساءلة حتى لحظة كتابتي هذا المقال.
تناسى السلبيون أن عبدالله وهاني ومنير ورأفت وغيرهم جاهدوا في سبيل الله لأجلهم ولأجل الأردن لأنهم عرفوا أن حدود الكيان ليست نهر الأردن بل من النيل إلى الفرات,إذا فقد نابوا عن الأمة عموما والشعب الأردني على وجه الخصوص في جهادهم.
إلا ان التفاعل الشعبي لم يرق لعظيم تضحياتهم ولم يهرع الجميع لذوي الأسرى في شدتهم وما يمرون به منذ لحظة اعتقال أبنائهم حتى يومنا هذا وقد تعدى اضراب الأسرى الأردنيين الأسبوع.
تحولت حياة الكثيرين لاهتمام بمأكلهم ومشربهم متانسين جدوى وحقيقة تواجدهم في هذه الدنيا فتحجرت قلوبهم واستخفوا بمن يقف مع أم الأسير على أرصفة دوائر النظام وهي تستصرخ الدنيا ان انصروا ابني!
تناسى هؤلاء القيمة المعنوية لأن يقف مع عائلة الأسير في محنتها وأن الوقوف معهم هو من صلب العقيدة وما أروع أن يصل للأسير في زنازنته أن هناك بقية من شعب متمسك بكرامته يقف مع اهله في أفراحهم وأتراحهم ويشد من أزرهم. فعائلة الأسير هي عائلتي وعائلة كل مسلم موحد بالله, هذه هي القاعدة الصحيحة ومادون ذلك إنكار وجحود لعظيم فعل الأسير.
الاهتمام بعائلة الاسير واجب ديني ووطني وإنساني، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا.
لجين أحمد
فيما مضى من وقت، توالت النكبات والنكسات التي عاشتها الجماهير العربية، وأبرزها خيبة البعد عن الذات، وبلغ أثر هذه الخيبات تدني الهمة في التفاعل مع القضايا المفصلية والمصيرية، ورغم الثورات العربية والتي هي في الحقيقة مواجهة لما تم تصديره من زمن الخيبات والفشل، الا ان هناك شريحة كبيرة في الشعوب العربية ما زالت تقيم في اللامبالاة، وتهيمن عليها مقولة أنج سعد هلك سعيد، وما من ناج في هذا البعد عن القضايا المصيرية.
من نافلة القول أن القوى الحية في المجتمعات العربية من المغرب إلى المشرق ضبطت بوصلتها تجاه القضية الفلسطينية لفترة غير قليلة، إلا أن علاقتها بالأنظمة وعلاقتها فيما بينها، جعلها تخوض معارك كانت فيها تطارد أشباحا من زقاق إلى زقاق ومن قرية إلى سهل، كثير من التضحية وقليل من الإنجاز، تضحية أقعدتها فيما بعد عن العطاء والاستمرار، اضف إلى ذلك الخوف من فشل أي تحرك مستقبلي باتجاه أي قضية وطنية، فأصبح الكيان الصهيوني في الوعي العام الكيان الذي لا يقهر.
تغير الحال بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة الفلسطينية واندحر الجيش الذي لا يقهر، نعم تجبر المحتل على فلسطين وشعبها وهزت الأمة مجازره بحقها خلال سنوات مضت وبينما كانت القنابل تنزل على أجساد بني شعبي كانت تنزل نارا على أجساد بني أمتي, فكثرت أوراق الضغط الصهيوني على كل واحد فينا حتى تحرك بضع من شباب الأردن رافعين راية الجهاد والمقاومة ملتحمين جسدا وروحا مع القضية الفلسطينية.
من حسن حظ فلسطين والأردن أن معظم من لبى نداء الواجب من الأردن كانو أسماء لامعة هزت الكيان، وكم واحد منا قفز وتطاير فرحا مع كل سقف باص طار دون أن نعلم حقيقة الرجال خلفه؟
لم يكن هؤلاء النشامى مجرد عابري سبيل في تاريخ المقاومة بل حفروا أسماءهم بأحرف من ذهب, وبالرغم من كل ذلك لم يظفروا بوقفة حقيقية من شعبهم في الأردن عرفانا بعظيم صنيعهم.
زرع النظام حالة من الخوف لدى الكثيرين، أو الكثيرون زرعوه بداخلهم تقاعسا وتبريرا لسلبيتهم حتى بات التضامن مع الأسير هاجسا أمنيا يؤرق الكثيرين رغم أن أحدا من المتضامنين في قضية الأسرى لم يتعرض للمساءلة حتى لحظة كتابتي هذا المقال.
تناسى السلبيون أن عبدالله وهاني ومنير ورأفت وغيرهم جاهدوا في سبيل الله لأجلهم ولأجل الأردن لأنهم عرفوا أن حدود الكيان ليست نهر الأردن بل من النيل إلى الفرات,إذا فقد نابوا عن الأمة عموما والشعب الأردني على وجه الخصوص في جهادهم.
إلا ان التفاعل الشعبي لم يرق لعظيم تضحياتهم ولم يهرع الجميع لذوي الأسرى في شدتهم وما يمرون به منذ لحظة اعتقال أبنائهم حتى يومنا هذا وقد تعدى اضراب الأسرى الأردنيين الأسبوع.
تحولت حياة الكثيرين لاهتمام بمأكلهم ومشربهم متانسين جدوى وحقيقة تواجدهم في هذه الدنيا فتحجرت قلوبهم واستخفوا بمن يقف مع أم الأسير على أرصفة دوائر النظام وهي تستصرخ الدنيا ان انصروا ابني!
تناسى هؤلاء القيمة المعنوية لأن يقف مع عائلة الأسير في محنتها وأن الوقوف معهم هو من صلب العقيدة وما أروع أن يصل للأسير في زنازنته أن هناك بقية من شعب متمسك بكرامته يقف مع اهله في أفراحهم وأتراحهم ويشد من أزرهم. فعائلة الأسير هي عائلتي وعائلة كل مسلم موحد بالله, هذه هي القاعدة الصحيحة ومادون ذلك إنكار وجحود لعظيم فعل الأسير.
الاهتمام بعائلة الاسير واجب ديني ووطني وإنساني، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية