أوهام وأساطير

أوهام وأساطير.. بقلم : أ.د يوسف رزقة

الأربعاء 17 مارس 2010

أوهام وأساطير

أ.د يوسف رزقة

مرة ثانية, (كنيس الخراب) عنوان على الوهم والأسطورة . (إسرائيل) نفسها قائمة على أسطورة أرض الميعاد . العلو اليهودي في الشرق العربي وهم . الوهم فيزيائياً ليس له مستقبل . الوهم كالسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً . من الوهم ومن الأسطورة قولهم: إن افتتاح (كنيس الخراب) يعني البدء في بناء الهيكل الثالث في اليوم التالي.
 
الروح الفدائية المجاهدة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس واجهت الوهم والأسطورة وكشفت زيفها . دماء المقدسيين وجراحاتهم كذبت نبوءة الحاخام, وأشعلت في الوقت نفسه أملاً جديداً في نفوس المواطنين والمسلمين في فلسطين وخارجها.
 
حكومة فتح في الضفة برئاسة سلام فياض تمنع المواطنين من التظاهر, ونصرة الأقصى, والتعبير عن مشاعرهم . المسألة هنا واضحة: فياض يستمد شرعية رئاسته للحكومة من (هرتسيليا) وليس من الأقصى, لذا فهو يتصرف وفق المرجعية التي تمنحه الشرعية والقوة رغم اعتراضات بعض الأحرار من حركة فتح . بناء (كنيس الخراب) وإن كان استجابة لوهم وأسطورة فإنه جزء من استراتيجية صهيونية لتملك بيت المقدس, وتهويد القدس, وهدم المسجد, وبناء الهيكل, واستكمال أسطورة العلو في الأرض انطلاقاً من البقعة المباركة . لذا فإننا نرى في كنيس الخراب مفاهيم عديدة يجدر التنويه إلى بعضها ومنها:
 
1- إنه يعزز مفاهيم الصراع الديني العقدي . المشروع العقدي اليهودي يستفز العقيدة الإسلامية . عقيدة في مواجهة عقيدة . الكنيس جزء من سياق أشمل سبقه المسجد الإبراهيمي, ومسجد بلال, يعيد الصراع إلى مفهومه الأول الذي نبه إليه علماء الإسلام المتقدمون . إننا أمام مفهوم أصيل حاولت أنظمة الحكم العربي تجاوزه وحرفه باتجاه الوطنية والهوية السياسية . اليوم تعود الحقائق إلى وضعها الأول لا بإرادتنا، وإنما بإرادة الصهاينة, بعد قدر الله ومكره.
 
2- إن (كنيس الخراب) يعنى خراب المفاوضات الذي قيدنا بها عباس والنظام العربي عقدين كاملين, ومن ثمّ لا تجد فلسطينياً حراً ينظر باحترام للمفاوضات وسدنتها المنتفعين بها وجاهة ومالاً . الشعب الفلسطيني كله تقريباً –عدا المفاوضين- وبحسب استطلاعات الرأي هم ضد المفاوضات, وهم يتحدثون عن حل السلطة والعودة للمقاومة . المفاوض الفلسطيني فيما يبدو غير منزعج من الكنيس, وإنما هو منزعج لتداعياته السلبية على المفاوضات.
 
3- إن منع حكومة فياض الشعب الفلسطيني من التظاهر تأييداً للأقصى ينزع صفة الوطنية والمسؤولية والتفويض عن فياض وعباس, لاسيما بعد تصريح حاتم عبد القادر الذي يتهم فيه فياض . إنه لمن المؤسف أن تتظاهر غزة والعالم العربي والإسلامي، وأن تنام رام الله ونابلس والخليل والسؤال الكبير هنا: أين فتح؟! أين فصائل منظمة التحرير؟! إذا كانت حماس في المعتقل فالمسؤولية الأولى في عنق فتح وأحرارها . كنيس الخراب ينذر بالأسوأ, وعلى المسؤولين استشراف المستقبل, ومن المستقبل تحرير المعتقلين في سجون فتح.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية