أي كلام لك نصدق يا توفيق؟ ... بقلم : د.فايز أبو شمالة

الإثنين 30 ديسمبر 2013

أي كلام لك نصدق يا توفيق؟

د.فايز أبو شمالة

لأنكم قيادتنا التاريخية يا توفيق، فأنتم القدوة، ولأنكم القدوة، فأنتم أنصافُ آلهةٍ، بل أنتم ملائكة تلبس الأبيض، ويتطهر بفضائها الندى، لذلك نلتقط كلامكم المنزه عن الهوى، ونحفظه نشيداً وطنياً، قبل أن نناقشكم، لنفند بعض أفكاركم التي أوردت قضيتنا مهاوي الردى. تقول يا سيد توفيق الطيراوي: إن الثورات في كل من تونس ومصر والدول العربية الأخرى هي نتاج تحرك شباب وطنيين خرجوا ضد الاستبداد والدكتاتورية والفساد.

وهذا كلام نوافقك عليه بالكامل، ونشهد معك أن بلاد العرب تحتاج إلى ألف ثورة كي تتطهر من الفساد والديكتاتورية والاستبداد، ولا نستثني قيادة السلطة الفلسطينية التي شكلت الحفرة الامتصاصية لكل فساد الأرض واستبداده ودكتاتوريته. ولكننا لا نوافقك الرأي حين تقول: إن نتائج الثورات تمثلت في محاولات تدمير هياكل الدولة، وإضعاف وشق الجيوش العربية.

أتدري لماذا لا نوافقك الرأي: لأن الجيوش العربية كانت سند الاستبداد الذي تحدثت عنه، وكانت سلاحاً في يد الحاكم الدكتاتور، وكانت ترعى الفساد، فكيف نبكي على هيكل دولة فاسدة؟ وكيف تريدنا أن نحترق على جيوش عربية رعت الفاسدين ونفذت أوامرهم؟ كما أننا لا نوافقك حين تقول أنت وأمثالك ممن يعادون ثورات العرب: إن مخطط الثورات العربية أدى إلى تدمير القضية الفلسطينية التي أصبحت في نهاية سلم الأولويات العربية، وأصبحت القطرية هي في المقدمة على حساب القضية القومية".

لا نوافقك لأن القضية الفلسطينية كانت ممسحة الأنظمة العربية بعد كل وجبة فساد، وكانت حصان طروادة العربي بعد كل أمسية استبداد. وقد دللت سلسلة الأحداث التي عصفت بالقضية الفلسطينية أنها لم تكن يوماً على رأس اهتمام الأنظمة العربية الاستبدادية، فالقضية الفلسطينية لم تخطر على بال أنور السادات حين وقع اتفاقية كامب ديفيد، ولم تخطر على بال الأنظمة على مدى ثمانين يوماً من حصار بيروت، ولم تخجل الأنظمة العربية حين رفضت في قمة بيروت الاستماع هاتفياً لكلمة الرئيس عرفات، ورفضت الضغط لفك حصاره.

القضية الفلسطينية لم تكن تنام في حضن الأنظمة العربية الدافئ قبل الثورات، والدليل على ذلك هو الاحتلال الآمن للضفة الغربية، وتشريع عدم المقاومة، واعتراف الأنظمة العربية بـ(إسرائيل)، وتنكر الأنظمة العربية لحق العودة، مع تثقيف الأجيال على مقولة (إسرائيل) وجدت كي تبقى، وبقيت الأنظمة العربية تجتر الهزائم، وتوقع الاتفاقيات المهينة مع الصهاينة.

نحن معك أيها القائد توفيق الطيراوي حين تؤكد أن الذهاب إلى المفاوضات خطأ، وعدم الانضمام للمؤسسات الدولية كان خطأ كبيراً؛ لأن الإسرائيليين لم ينفذوا الاستحقاقات السابقة، وأي اتفاق إطار قادم سيكون ثمنه كبيراً علينا، فجون كيري هو راعي أساسي لمصالح (إسرائيل) وليس لمصالح الفلسطينيين، وليست أمريكا راعياً نزيهاً لأنها منحازة لـ(إسرائيل).

هذا الكلام المسئول عن عبثية المفاوضات يفرض عليك شخصياً أن تجسد قناعتك بمواقف عمليه داعمة للمقاومة، ورافضة للتنسيق الأمني، ويفرض على كل أولئك القادة التاريخيين أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ولو لمرة واحدة، مرة واحدة تصرفوا بمسئولية، وانسحبوا من حياة الشعب الفلسطيني، أو احترقوا بنار الفشل الذي سببتموه للقضية الفلسطينية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية