أيها العرب.. غزة لن تجرح إنسانيتكم ... بقلم : غسان الشامي

الأحد 10 نوفمبر 2013

أيها العرب.. غزة لن تجرح إنسانيتكم

غسان الشامي

يوماً بعد يوم تشتد الآلام والمعاناة على أهل غزة الصابرين، ويتواصل مسلسل الحصار اليومي ليشمل كافة مناحي الحياة الإنسانية في القطاع الصامد الذي يعيش الأمرين جراء استمرار إغلاق المعابر وهدم الأنفاق التي تمثل شريان الحياة الرئيسي في قطاع غزة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على كافة القطاعات الحيوية كالصحة والزراعة والصناعة والتجارة فضلا عن شح المواد الخام والمواد الأساسية اللازمة للمصانع والشركات، كما أن الأوضاع الإنسانية في غزة مهددة بصورة كبيرة بنفاد كميات الدواء من مستشفيات قطاع غزة .

إن ما تحياه غزة من معاناة وآلام يومية وحصار يشتد رويدا رويدا لن يفت في عضدها ولن يهزمها وستبقى رايتها عالية منتصرة رغم كيد المتآمرين والمتأمركين وأصحاب المشاريع الصهيونية الهادفة لإحكام الحصار وتشديد قبضته على قطاع غزة وإغراقها في البحر ..

المؤامرات على غزة في هذه الأيام تزداد شراسة من قبل الإسرائيليين والأمريكان وبعض أبناء جلدتنا ممن يدور في الفلك الصهيوني ويساهم بتقديم الاقتراحات والتصورات للعدو الصهيوني من أجل تشديد الخناق على غزة، وهذا ما كشفته حجم المعلومات الأمنية الكبيرة التي تصل العدو الصهيوني سنويًّا عن قطاع غزة ومقاومة غزة .. أمام الأهوال والمؤامرات على قطاع غزة .. ستبقى غزة شوكة في حلق الاحتلال وستبقى صامدة صمود الجبال ولن يستطيع أحد أن يقف بوجه رجالها وجنودها ومقاومتها الباسلة، وتضحياتها الكبيرة.

إن غزة الجريحة لازالت تشكل الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والدسائس وها هي المقاومة الفلسطينية تسجل كل يوم انتصارات واختراقات للعدو الصهيوني كان آخرها إسقاط طائرة استطلاع صهيونية، كما سجل أبطال القسام انتصارا كبيرا في عملية بطولية في نفق العين الثالثة الذي شكل مفاجأة كبيرة للصهاينة بقدرات كتائب القسام القتالية وتمكنها من بناء هذا النفق على مدار عامين والوصول للعمق الصهيوني والروح القتالية الشرسة التي يتمتع بها مقاتلو وقادة كتائب القسام .. إن اكتشاف الصهاينة لهذا النفق غيّر الحسابات الميدانية لهم وغيّر موازين عسكرية كثيرة، حيث أصبح التفكير بحرب صهيونية ثالثة ضد غزة يحتاج إلى الكثير من المشاورات والمداولات الصهيونية قبل بدء هذه الحرب التي ستكون جحيما للصهاينة في حال البدء بها ..

إن غزة أيها العرب تمثل لواء الدفاع عن الأمة العربية من العدو الصهيوني، وتمثل رايات الأحرار والمنتصرين وما زالت غزة تدفع ضريبة الكرامة والمقاومة من دماء أبنائها ومن معاناة مرضاها ومن براءة أطفالها .. إن غزة أيها العرب لن تجرحكم يوما ولن تحرجكم أيضا وهي دوما داعمة لإرادتكم في الحرية والتحرر من التبعية لأنظمة الحكم الظالمة التي حكمت العرب سنوات طوال.. أيها العرب أنتم شاهدون على ما تحياه غزة من آلام ومعاناة يومية جراء حصارها و إغلاق معابرها، فمعبر رفح الذي يمثل نافذة غزة عبر العالم يغلق باستمرار ومعاناة السفر تمثل كابوساً لأهل غزة، ولكن غزة عبر هذا المعبر الحدودي الصغير ترحب بالجميع من كل جنس ولون وخاصة لاجئي سوريا الذين يعانون الولايات جراء الجرائم اليومية التي ترتكب بحقهم دون أن يقف أحد بجانبهم، فقد أصبحوا يعيشون طعم الموت بصورة يومية دائمة رغم المناشدة لوقف المجازر التي ترتكب بحقهم، فالجرح عميق عندما تسمع أو تشاهد ما يحدث في سوريا من مجازر ترتكب بحق السوريين واللاجئين الفلسطينيين ..لكِ الله يا شام البطولة والفداء .

في ظل ما تحياه غزة من آلام ومعاناة وانقطاع للتيار الكهربائي يطل علينا فريق أوسلو بجلساته التفاوضية الدنيئة التي تساوم على بيع الوطن للصهاينة وبرعاية أمريكية دائمة، وفي ظل معاناة وآلام غزة يطل علينا فريق من الخونة والعملاء الذين يثبطون من همم وعزيمة أبناء شعبنا الصامد ويعملون على بث روح الهزيمة والانبطاح بين أبناء شعبنا ويساهمون في الترويج للشائعات الهدامة .. أمام هذا وذاك ستصمد غزة وتنتصر على كافة المؤامرات والدسائس الصهيونية وستصبر على الجراح والآلام وسيهزم الجمع وينتصر أهل الحق والإيمان على الظلم والظلام ..
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية