أيها المغاوير .. ما النصر إلا صبر ساعة
بقلم: مصطفى الصواف
نتنياهو يجب أن يعلم جيدا أن الأسرى في سجونه ليسوا بعيدين عما يجري في موضوع الصفقة، وما تقوم به قوى المقاومة الآسرة للجندي من وضع الأسرى في صورة صفقة التبادل بشكل تام، وعلى نتنياهو، إن كان لا يدري، أن يدري أن الأسرى أكثر تشددا من قوى المقاومة، وأن قوى المقاومة فيما يتعلق بالأسرى لا تتخذ أي قرار إلا بعد مشورتهم وإقرارهم به.
إذا كان نتنياهو يعتقد أن عزل الأسير البطل يحيى السنوار، سيشكل ضغطا على حماس، أو أن منع الطعام الخارجي عن الأسرى يمكن أن يؤثر على شروط الصفقة، أو سحب الامتيازات من الأسرى، قد يؤدي إلى الاستسلام من قبل المقاومة لشروط نتنياهو وتخليها عن شروطها، أعتقد أن نتنياهو وهم وأن إجراءاته هذه لن تؤدي إلى نتيجة ايجابية في صالح الاحتلال بل ربما وهذا ما هو مؤكد ستؤدي إلى مزيد من التشتت.
نتنياهو يظن أن البطل السنوار يقف حجر عثرة أمام إتمام الصفقة، وفق الرؤية الإسرائيلية، لذلك قام بإصدار قرار سياسي بعزل السنوار، حتى لا يتم التواصل بينه وبين الخارج في التنسيق في موضوع الصفقة، علما أن قواعد الصفقة وشروطها ثبتت، وليست بحاجة إلى تشاور، وان هناك توافقًا تامًا في هذا الموضوع بين قيادة الأسرى و كتائب القسام لن يؤثر فيها قرار العزل للسنوار، لأن قواعد الصفقة مغلقة ومساحة التحرك متفق عليها وهوامش المناورة مرسومة، لذلك خطوة نتنياهو كالقفز في الهواء.
نتنياهو يريد أن يكشف حقيقة الاحتلال في تعامله مع الأسرى التي يصورها بالنجوم الخمسة، لان إجراءات الاحتلال وتعامله مع الأسرى فيها مخالفات كبيرة للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة، كما أن ما يشاع عن المعاملة الإنسانية الحضارية من قبل الاحتلال للأسرى مبالغ فيها، ونعتقد أن هذه القرارات التي صدرت من نتنياهو ستكشف حقيقة السياسة الإسرائيلية المخالفة لكل الأعراف والقوانين، وتظهر زيف إنسانية الاحتلال وديمقراطيته وستوضح حقيقة تعامله مع الأسرى.
ما تحدث عنه نتنياهو من إجراءات ضد الأسرى هي بالفعل المطبقة على الأسرى، ودون ذلك كان يشكل نوعًا من الدعاية من قبل الاحتلال الصهيوني وآلته الإعلامية، وهذا ليس قولنا وحدنا ولا قول الأسرى أنفسهم وخاصة منهم المرضى أو المعزولون في والحبس الانفرادي وممنوعون من التواصل لا مع الأسرى في داخل السجون ولا التواصل مع ذويهم، ناهيكم عن ظروف الاعتقال التي يعيش فيها الأسرى وحجم المساحة الممنوحة لكل أسير داخل زنزانته الفردية أو الجماعية والتي لا تتعدي في أحسن الأحوال عن مترين مربعين يعيش فيهما الأسرى ، فعن أي نجوم خمسة يتحدث نتنياهو.
نعتقد أن نتنياهو بقفزته في الهواء من خلال ما أعلن عن اتخاذه من خطوات تصعيدية وإجراءات تضييق لن يحقق الهدف الذي يسعى إليه وهو ثورة الأسرى في وجه حماس أو ثورة أهالي الأسرى، وهو كذلك يحاول من خلال هذه القفزات ذر الرماد في عيون المجتمع الإسرائيلي الذي يضغط بشكل واضح على نتنياهو من أجل إتمام الصفقة بعد الدعوات التي صدرت عن الضباط والجنود والخبراء العسكريين والسياسيين.
خطوات نتنياهو لا نعتقد أنه سيكون لها أثر على حركة حماس أو على كتائب القسام أو القوى الآسرة للجندي، وفي نفس الوقت لن تترك أي أثر قد يشكل ضغطا من قبل الأسرى، الذين سيواجهون الإجراءات الإسرائيلية بطرقهم الخاصة، وسينجحون بإذن الله في الحيلولة دون تطبيقها على الأرض.
أما الصفقة فنتنياهو يعلم أن خياراته فيها باتت معدومة وسياسة إضاعة الوقت والهروب من الاستحقاق لا تجدي نفعا، والصفقة متحققة متحققة بإذن الله تعالى، والمسألة بحاجة إلى صبر (وما النصر إلا صبر ساعة) نتمنى أن تتحقق قريبا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية