إذا دحلان تولى... إذن عباس قد ولّى

إذا دحلان تولى... إذن عباس قد ولّى.... بقلم : د. علي الحاج

الأحد 18 أبريل 2010

إذا دحلان تولى... إذن عباس قد ولّى


د. علي الحاج


رقعة (شطرنج) السلطة الفتحاوية بجنودها وفيلتها وأحصنتها ووزرائها وملوكها بدأت تشهد حراكا غير عادي ونشطت أيدي (اللاعبين ) في تحريك قطعها هنا وهناك بما يؤدي إلى حسم اللعبة (القضية الفلسطينية )والظفر بالنتيجة لمصلحة الاحتلال.


في قانون لعبة الشطرنج ..الملك لا يُقتل ولا يُستبدل ولكن إذا حوصر وقيل له: (كِش ملك) ولم يعد له نفع ولم يجد ملاذاً آمناً فإن اللعبة تنتهي بالخسارة ...


ولكن بما أن سلطة فتح استثنائية في كل شيء (ليس فيها خير) فهي أيضا استثنائية في أحجارها الشطرنجية إذ إن اللعبة فيها لا تنتهي لان الملك (الفتحاوي الشطرنجي) يتم استبداله بملك جديد يضع نفسه (مجددا) رهن أيدي اللاعبين .


ومع تواتر الإخبار عن قرب تعيين (دحلان ) نائبا (للملك) عباس (النائب في لعبة الشطرنج اسمه (الوزير ) وهو أقوى القطع وأهمها ). ومع تصاعد أنباء الطموح الدحلاني بالنيابة يبدو أن ( الملك ) عباس يقترب رويدا رويدا من الوصول إلى مرحلة (كش ملك ) . وهناك إرهاصات عدة تشير إلى ذلك .


*** أولها : تدني شعبية عباس بشكل هائل في صفوف الشعب الفلسطيني وحتى في صفوف حركة فتح أو ما تبقى منها ، خاصة بعد الموقف المشين من تقرير (جولدستون ) مع أن قوانين لعبة الشطرنج لا تلوم القطعة التي تم( تحريكها) ولكن يُلام (المُحرِّك )، ولكن كما قلنا سلطة فتح استثناء !! ووقعت الفاس براس عباس ..


*** ثانيها : الفضائح المتلاحقة التي تطال أبرز الرموز المحيطة بعباس مما ضاعف من اهتزاز شخصية عباس (المهزوزة أصلا وآخرها رئيس ديوانه سيء الصيت والسمعة ، وقاضي قضاته (لص الأيتام ) ، ولا يغيب عن الصورة أبناء الرئيس الذين يعتبرون السرقة دون الملايين (عمل هواة أو لعب عيال ).. (هناك شبهات أن لدحلان وحليفه الطيراوي دورا في ذلك).


*** ثالثها : سطوع نجم (سلام فياض) وإعلانه قرارات هي من اختصاصات وقعة الشطرنج الأم (منظمة التحرير ) ، متجاهلا بل (مُطنِّشا ً) رئيسها عباس الذي لا ينبس ببنت شفة !!


*** رابعها : تراجع مكانة عباس الدولية حيث امتنعت العديد عن استقباله وكان اللافت أن من بين تلك الدول دول تدور بلا توقف في الفلك الأمريكي مثل (تونس) التي (حلقت ) لعباس ووفوده العديدة مرات عدة ورفضت زيارته ولم توافق إلا بعد توسلات ووساطات وكان ختام الزيارة (زحلقة ) قيل إنها (حَمّامِيّة وليست سياسية) !!


*** خامسها : فشل عباس في النيل من حماس رغم كل الدعم الدولي والعربي (محور الفولاذي) والخيانة والقمع في الضفة بل إن هناك تراجعا شعبيا ملحوظا ينسب إلى عباس مقابل الحديث عن تقدم اقتصادي ينسب إلى فياض .


*** سادسها : كثرة المحاور الغاضبة من عباس داخل (شطرنج ) فتح ، نتيجة (للتحريكات) الخاطئة التي يتعرض لها ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: فاروق القدومي ، عباس زكي ، منير مقدح ، ومعهم الكثيرون من كادر فتح ممن تم (كَشُّهُم ) من الحركة خاصة في الخارج .


*** سابعها : فشل عباس في فرض مرشحه لخلافته ( أبو ماهر غنيم ) بسبب رفض (التيار الدحلاني ) في اللجنة المركزية وتوافق ذلك مع نشر شريط فيديو (طرزاني ) للسيد غنيم في تونس والجزائر على نطاق واسع ... يبدو أن منافسي وفيق الحسيني في مسابقات (طرزان ) بدؤوا بالتزايد ..للعلم يبلغ أبو ماهر غنيم من العمر 73 عاما فقط !! أي أصغر من عباس بعامين ، فهل سيُسمعنا دحلان والطيراوي (متخصصان في تسجيل مغامرات قادة فتح ) أخبارا (ما) عن عباس في قابل الأيام ؟!


بالمناسبة في مؤتمر فتح (زفة بيت لحم ) كان الدحلان وأبو ماهر غنيم حليفين !! أرأيتم مدرسة الوفاء والإخلاص والأخلاق في فتح ؟!


يبدو أن رفيق الحسيني سينال وساما (أخلاقيا ) أمام ما يهدد الطيراوي بنشره عن (طرزانات فتح) إذا تمت محاسبته على خلفية نشر فضيحة الحسيني.


*** ثامنها : سعي دحلان الحثيث لتشكيل لوبيات (جمع لوبي) في أماكن الكثافة السكانية الفلسطينية (الأردن ، لبنان ، سوريا ، الخليج ) وإقامة لوبيات صحفية هناك للترويج له ،وقد لوحظ في الفترة الأخيرة زيادة عيار( التلميع) لدحلان خاصة من قبل الوكالة (الصفراء ) إياها !! كخليفة لعباس.


وقد عبّر دحلان عن ذلك في جنين ونابلس عندما أمر أنصاره بوضع صورته إلى جوار صورة عباس ( صورة دحلان كانت أكبر بكثير ).. يعيب دحلان (وكله عيوب) تسرعه وتهوره وكأنه لم يتعلم من درس غزة .


*** تاسعها : الموقف الأمريكي الخاذل لعباس والذي لا يتوقف عن( تحريكه ) في أماكن خاطئة تتيح لخصومه تسجيل النقاط ضده ورفض الكيان الصهيوني إعطاءه أي شيء ولو ( بَلِّةْ ريق) أمام الشعب مع مضاعفة الاستيطان وتهويد القدس (رغم كل الخدمات للاحتلال مما جعل الصورة العامة (للملك )عباس أمام العالم صورة الرجل الضعيف المتردد الذي لا يقوى على قول لا ولو مرة واحدة أمام من ( يُحرّكه) ووصل به المآل أن يكون كحال (من ابتلع المنجل) !!


*** عاشرها : يبدو أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من المؤامرات والتنازلات (خاصة القدس والترانسفير) ومزيدا من إعلان الولاء المكشوف للاحتلال وهي بحاجة (لملك ) قوي يقوم بها وتكون له سطوة (يفتقدها عباس ) الضعيف الذي يبدو انه قد استُهلك.


بمعنى أن المرحلة القادمة ستشهد فرض الحلول بالقوة وسوف تتولى ( سلطة فتح ) القيام بذلك مهما كلفها الأمر وسيكون التنافس على أشده بين صاحب الثأر (المَدحول) من غزة على يد حماس (دحلان ) ، وبين ( سلام فياض) وكلاهما له من الخدمات للاحتلال وأمريكا ما يجعل الحليم الصهيوني حيرانا.. أيُّ (الملكين ) على رقعة الشطرنج يولّي .


مع أنّ الترشيحات تميل لفياض أكثر لسببين :


أولا : سابقة الفشل الذريع لدحلان في غزة رغم ال466 مليون دولار الأمريكية.


ثانيا : أن فياض يعلم - من خلال التجربة- أن مبدأ فتح الحالي يجسّده المثل الشعبي (اللي بتزوج أمي بقُلُّه يا عمّي ) وبلغة البِزْنِسْ (من أعطاني دولارا كنت له عبدا ) والدولارات اليوم بيد فياض أكثر.


*** محصلة الأمر : إذا تقدم دحلان للأمام فعلى عباس السلام ..ولو كنت مكان عباس – لا قدر الله – لأعلنت التوبة وتفرغت للعبادة وانقطعت عن الناس وفزعت إلى الله لعل وعسى أن تصيبني بعض مغفرة .. . لأنه يبدو أن دحلان وفياض بدءا بشكل جدي التحضير لِمرحلة (كش الملك )!!


*** تنويه : الألقاب الواردة في المقالة (شطرنجية ) لان بعض أركان السلطة كذبوا وكُذبت عليهم كذبة وصدّقوا ألقابهم مع أنها كما يقول الشاعر : ألقاب مملكة في غير موضعها كالهرِّ يحكي انتفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية