إسرائيل تدمر الفاتح 2 ... بقلم : يوسف رزقة

الإثنين 06 مايو 2013

إسرائيل تدمر الفاتح 2

يوسف رزقة
المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطني
وزير الإعلام الفلسطيني سابقا


لا جديد في قصف الطيران الصهيوني لمخازن الصواريخ السورية بعيدة المدى ، "فاتح ٢" إيرانية الصنع . ولا جديد في قصف مركز الأبحاث السورية المتقدمة . لا جديد في القصف لأن ما تم قصفه وتدميره كان على قائمة الأهداف الإسرائيلية المستهدفة في سوريا ، قبل الثورة السورية ، وبعد الثورة السورية .

الحجة المعلنة دفاع إعلامي عن فعل سياسي وعسكري هو جزء من استراتيجية أوسع تتضمن تدمير المستقبل السوري ، لا سيما وأن (إسرائيل) هي أكثر دول العالم معرفة بحتمية سقوط نظام الأسد ، وبحتمية صعود نظام جديد إلى سدة الحكم .

(إسرائيل) تعلم من سيسقط ولكنها لا تعلم من سيحكم غداً ، ولأنها تجهل ذلك ولا تتوقع أن يأتي إلى الحكم في مكان الأسد حليف، فقد قررت بمنطق الاستراتيجية الأمنية ، وبمنطق العمليات الاستباقية تدمير القوة العسكرية السورية ذات التأثير والمغزى ، وهي تستفيد من اتجاه النظام السوري إلى تدمير الدولة السورية .

(تدمير الأسد للدولة هو منطق عليَّ وعلى أعدائي ) ، وهو منطق انتحاري يلجأ إليه اليائس من النصر . (إسرائيل) تشعر بارتياح لتدمير سوريا ( الدولة -و النظام - والمجتمع ) ولكي تستكمل دائرة الارتياح فقد قامت بعملية عسكرية خطيرة . العملية الخطيرة ليست ضد النظام ، وليست مساعدة للثورة ، بل هي ضد سوريا المستقبل . ضد سوريا الإنسان الحر والمجتمع الحر لذا نجد المنطق السليم يقف ضد الهجوم الإسرائيلي ، كما يقف ضد النظام في مسألة تدمير سوريا ، أو ضد ما سميناه (عليَّ و على أعدائي ) ؟!

(إسرائيل) شريك أساسي غير معلن في تدمير سوريا ، وشريك دولي في إطالة عمر الحرب السورية للوصول إلى الغايات المطلوبة والتي تقوم على تدمير الدولة و المستقبل والإنسان ، بحيث يضطر القادم الجديد بعد الأسد إلى الاستسلام والقبول بالإملاءات الدولية والإسرائيلية. لا جديد في القراءة الاستراتيجية في الهجمات الإسرائيلية ، وربما لا جديد في التوقيت حيث تمَ اختياره بعناية ، وربما يكون هناك جديد واحد هو في الامتحان الصعب الذي وضعت فيه (إسرائيل) دولاً إقليمية مساندة لسوريا تدعي استعدادها للدفاع عن النظام ، هذا الامتحان سيكشف عن المفارقة الخطيرة والواسعة بين الموقف السياسي ، والموقف الإعلامي ، بين الحقيقة والخيال . الهجمات التي حدثت لم تكن الأولى ، ولن تكون الأخيرة ، ويجدر بالمتفرجين انتظار ما هو أسوأ لا في سوريا فحسب ، بل وفي المنطقة بشكل عام.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية