إسرائيل تفرض رؤيتها
د. يوسف رزقة
تتجه المسألة السورية نحو مزيد من التعقيد، والامتداد الزمني لفترة أطول صار من الصعب على الخبراء تحديد مواقيت متوقعة لانتهائها. وجوهر التعقيدات والامتدادات الزمنية لا تنبع من الداخل السوري نفسه، بل تنبع من التوازنات الإقليمية والدولية المتصلة بالساحة السورية، وبخريطة المستقبل في بلاد الشام.
ثمة معادلة إسرائيلية تقول (بإطالة أمد الاقتتال الداخلي) لأطول فترة زمنية ممكنة، وقد تمكنت (إسرائيل) من إقناع أمريكا ودول أوروبية مهمة بهذه السياسة حيث تقوم شواهد عديدة على أنها هي السياسة التي تلتزم الأطراف تطبيقها ورعايتها.
تهدف (إسرائيل) من هذه السياسة أمورًا عديدة ترى أنها تحقق مصالحها ومصالح الغرب في المنطقة ومنها:
أولا: إضعاف أطراف النزاع، وهدم ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، وتمزيق نسيج المجتمع السوري الاجتماعي، وتعزيز دول الأقليات.
ثانيا: استنزاف الأطراف المشاركة مباشرة في الصراع، وتوريط الأطراف غير المباشرة فيه، لأن طول أمد الصراع يترجم في النهاية إلى مال، واقتصاد، ومستقبل.
ثالثا: التحول بالصراع من ثورة ضد ديكتاتوري إلى صراع مذهبي طائفي يستثير الأحقاد القديمة ويستفزها لتصير عنوانًا عامًا قائدًا للصراع وللأطراف. وهو صراع لن ينتهي بانتصار طرف من الطرفين، وستكون أيامه وأعوامه طويلة، بل طويلة جدًا.
رابعا: التحول بالصراع إلى نشر الكراهية الشعبية لما يعرف اليوم بالربيع العربي، ومن ثمَّ تمنع تمدد الثورات العربية، وتعرقل فرص نجاح الدول التي نجحت فيها الثورات، وبالتالي يصبح الربيع العربي في ثقافة المواطن وذهنه (دم، وفشل، ومستقبل غامض).
هذه الأهداف وغيرها تتحقق ولا شك في طول أمد النزاع والقتال، ويعطي (إسرائيل) فرص جيدة للتدخل، وتخلق للربيع العربي والدول الأخرى مشاكل جديدة ملتهبة تصرف هذه الدول عن التفكير في فلسطين وفي الاحتلال الصهيوني لها.
في ضوء معركة (القصير) وتداعياتها، اتخذت إدارة أوباما قرارًا بتسليح انتقائي للمعارضة السورية. وهو موقف رفضته روسيا، ويبدو أن أمريكا تستهدف أن يكون تسليمًا مقننًا وانتقائيا لا يحدث خللا في معادلة (الصراع الطويل الأمد)، وهنا يمكن الإشارة أيضًا إلى منطقة حظر الطيران والمنطقة العازلة، حيث تشير التصريحات السياسية إلى أنها ستكون في جنوب سوريا على الحدود الأردنية المشتركة، وهو أمر ينتظر القرار الأمريكي الرسمي، حيث يتوقع المراقبون صدوره قريبًا.
القراءة الأمريكية لمنطقة حظر الطيران، ولقرار التسليح، تختلف كثيرا عن القراءة التي تقدمها المعارضة والثورة السورية، أو تتمناها، حيث لا نتوقع تأثيرا قويا للقرارين على طبيعة الصراع ومدده الزمنية الطويلة، ولكنه سيمنح المدنيين السوريين ملاذا آمنًا، وسيعزز دور الأردن كنظام في المنطقة. ولكنه لن يحدث خللًا كبيراً في معادلة (الحرب طويلة الأمد وباهظة الثمن) التي قررتها (إسرائيل). وتشرذم الثورة السورية نفسه يعزز فرص نجاح المعادلة الإسرائيلية الأمريكية.
د. يوسف رزقة
تتجه المسألة السورية نحو مزيد من التعقيد، والامتداد الزمني لفترة أطول صار من الصعب على الخبراء تحديد مواقيت متوقعة لانتهائها. وجوهر التعقيدات والامتدادات الزمنية لا تنبع من الداخل السوري نفسه، بل تنبع من التوازنات الإقليمية والدولية المتصلة بالساحة السورية، وبخريطة المستقبل في بلاد الشام.
ثمة معادلة إسرائيلية تقول (بإطالة أمد الاقتتال الداخلي) لأطول فترة زمنية ممكنة، وقد تمكنت (إسرائيل) من إقناع أمريكا ودول أوروبية مهمة بهذه السياسة حيث تقوم شواهد عديدة على أنها هي السياسة التي تلتزم الأطراف تطبيقها ورعايتها.
تهدف (إسرائيل) من هذه السياسة أمورًا عديدة ترى أنها تحقق مصالحها ومصالح الغرب في المنطقة ومنها:
أولا: إضعاف أطراف النزاع، وهدم ما تبقى من الدولة ومؤسساتها، وتمزيق نسيج المجتمع السوري الاجتماعي، وتعزيز دول الأقليات.
ثانيا: استنزاف الأطراف المشاركة مباشرة في الصراع، وتوريط الأطراف غير المباشرة فيه، لأن طول أمد الصراع يترجم في النهاية إلى مال، واقتصاد، ومستقبل.
ثالثا: التحول بالصراع من ثورة ضد ديكتاتوري إلى صراع مذهبي طائفي يستثير الأحقاد القديمة ويستفزها لتصير عنوانًا عامًا قائدًا للصراع وللأطراف. وهو صراع لن ينتهي بانتصار طرف من الطرفين، وستكون أيامه وأعوامه طويلة، بل طويلة جدًا.
رابعا: التحول بالصراع إلى نشر الكراهية الشعبية لما يعرف اليوم بالربيع العربي، ومن ثمَّ تمنع تمدد الثورات العربية، وتعرقل فرص نجاح الدول التي نجحت فيها الثورات، وبالتالي يصبح الربيع العربي في ثقافة المواطن وذهنه (دم، وفشل، ومستقبل غامض).
هذه الأهداف وغيرها تتحقق ولا شك في طول أمد النزاع والقتال، ويعطي (إسرائيل) فرص جيدة للتدخل، وتخلق للربيع العربي والدول الأخرى مشاكل جديدة ملتهبة تصرف هذه الدول عن التفكير في فلسطين وفي الاحتلال الصهيوني لها.
في ضوء معركة (القصير) وتداعياتها، اتخذت إدارة أوباما قرارًا بتسليح انتقائي للمعارضة السورية. وهو موقف رفضته روسيا، ويبدو أن أمريكا تستهدف أن يكون تسليمًا مقننًا وانتقائيا لا يحدث خللا في معادلة (الصراع الطويل الأمد)، وهنا يمكن الإشارة أيضًا إلى منطقة حظر الطيران والمنطقة العازلة، حيث تشير التصريحات السياسية إلى أنها ستكون في جنوب سوريا على الحدود الأردنية المشتركة، وهو أمر ينتظر القرار الأمريكي الرسمي، حيث يتوقع المراقبون صدوره قريبًا.
القراءة الأمريكية لمنطقة حظر الطيران، ولقرار التسليح، تختلف كثيرا عن القراءة التي تقدمها المعارضة والثورة السورية، أو تتمناها، حيث لا نتوقع تأثيرا قويا للقرارين على طبيعة الصراع ومدده الزمنية الطويلة، ولكنه سيمنح المدنيين السوريين ملاذا آمنًا، وسيعزز دور الأردن كنظام في المنطقة. ولكنه لن يحدث خللًا كبيراً في معادلة (الحرب طويلة الأمد وباهظة الثمن) التي قررتها (إسرائيل). وتشرذم الثورة السورية نفسه يعزز فرص نجاح المعادلة الإسرائيلية الأمريكية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية