(إسرائيل) وتضخيم سلاح المقاومة.. أبعاد وأهداف ... بقلم : سعيد دويكات

الثلاثاء 19 يوليو 2011

(إسرائيل) وتضخيم سلاح المقاومة.. أبعاد وأهداف

سعيد دويكات

كل مخلص ومحب لفلسطين يتمنى لو كان ما يقوله الأعلام الصهيوني عن قدرات المقاومة حقيقياً لأنه يعطي للناس دفعا معنويا كبيرا، ولكن ظروف الحصار الخانق وتكرار العدو لهذه الاسطوانة يضع علامات استفهام كثيرة على هدف إثارة الاحتلال لهذا الموضوع.


منذ فترة ليست بالقصيرة والإعلام (الإسرائيلي) بكافة إشكاله (إذاعة، تلفزيون، مواقع الكترونية ) يعزف على وتر سلاح المقاومة خاصة في غزة،وتضاعفه (كمّاً ونوعاً)،بحيث (حسب قول إعلامهم) أن صواريخ المقاومة باتت تهدد بئر السبع وتل أبيب (تل الربيع) مرورا بكل القواعد العسكرية،وان مدى بعض الصواريخ يزيد عن ستين كيلو مترا، وآخر التصريحات الصادرة تقول: بأن هذه الصواريخ ستصل إلى ريشون لتسيون (عيون قارة).


وخير دليل على ذلك ما أوردته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الصهيونية واسعة الانتشار قبل يومين (حول امتلاك المقاومة أكثر من عشرة آلاف صاروخ وامتلاكها لمضادات الطائرات والدروع بمختلف الأنواع وبأن سيناء ذات الثلاثمائة ألف نسمة كلها تعمل بتهريب السلاح لغزة في غفلة وضعف من الجيش المصري بعد الثورة)..مثل هذه الأنباء تهدف (إسرائيل) من وراء نشرها إلى تحقيق جملة من الأهداف وعلى مستويات عدة :

أولا: على المستوى الدولي:

1- الإبقاء على حالة الحصار المفروضة على غزة والحيلولة دون نجاح أية محاولة لرفعه أو التخفيف منه عن طريق تقديم ذريعة للمحاصرين للاستمرار في حصارهم والتلويح بورقة قوية في وجه الدول والأطراف الراغبة برفع الحصار لثنيها عن ذلك.

خاصة مع تصاعد الأصوات المنادية برفعه وأساطيل السفن المستمرة لكسره والموقف السيئ الذي تظهر به (إسرائيل) أمام العالم نتيجة لذلك.

2- إيجاد أرضية دولية تتقبل فكرة حرب جديدة على غزة- إذا دعت المصلحة الإسرائيلية لذلك - بدعوى وجود خطر محدق تحت يافطة القيام بعمل دفاعي ضد جماعات إرهابية مسلحة،خاصة مع إدراك (إسرائيل) لصعوبة شن حرب الآن بعد فظائعها في الحرب السابقة وبعد تغير النظام المصري وتقرير جولدستون.(الذي أرغم على إبداء الندم عليه في مقالة صحفية).

ثانيا : على المستوى (الاسرائيلي) :

1- إشغال المجتمع (الإسرائيلي) عن قضية الجندي الأسير شاليط وتراجعات نتانياهو فيها وإفشاله لصفقة تبادل الأسرى من خلال حرف الأنظار عنها إلى مسألة أخرى، وهي مواجهة حماس.

2- التنصل من أي ضغط محتمل للعودة إلى (غرفة إنعاش مفاوضات السلام) بدعوى أن الأولوية هي لمحاربة الإرهاب، ومن ثم الاستمرار ببرامج الاستيطان والتهويد والقتل والاعتقال وبوتيرة عالية.

ثالثا : على المستوى الفلسطيني :

1-إبقاء الفلسطينيين على مختلف أطيافهم في حالة ترقب وارياك وعدم القدرة على اتخاذ مواقف حاسمة،فهناك إرباك للمواطن في غزة بلقمة عيشه وأمنه وحياته وإرباك للسياسي بأنه مستهدف بالاغتيال في أية لحظة، وفي الضفة الغربية إرباك للسلطة من استمرار حالة اللاسلم واللاحرب واللاتفاوض وأنصاف الرواتب واللارواتب وهي لا تدري مع هبوب رياح ربيع العرب ما الذي يمكن أن يجري في الضفة إن حصلت حرب في غزة خاصة مع تصاعد القمع والاستيطان والتهويد فيها (في الضفة) وارتفاع في درجة الغليان.

2- تحريض عامة الناس على المقاومة وإيصال رسالة لهم مفادها أن المقاومة وسلاحها هي سبب معاناتهم بهدف خلق إشكالات وبلبلة داخلية.

رابعا : على المستوى المصري :

1- الضغط على المجلس العسكري والحكومة المصرية من أجل إجبارهما على اتخاذ خطوات تسهم في محصلتها بزيادة الضغط والحصار على غزة وهو ما سيؤدي إلى فقدان الثقة بالمجلس العسكري والحكومة مصريا وعربيا وربما جر الجيش إلى مربع المواجهة مع الشعب المصري أو توتير العلاقات مع الشعب الفلسطيني، وما ينتج عن الأمرين من أضرار كبيرة لمصر وفلسطين والأمة بأسرها وبالتالي منافع جمة (لإسرائيل).

2- وضع الجيش المصري في مواجهة مع الضغط الأمريكي من اجل منع تقديم أية تسهيلات على الحدود مع قطاع غزة (معبر رفح) وبالتالي ضمان بقاء الوضع على حاله كما قبل الثورة وهو بالنسبة (لإسرائيل) أضعف الإيمان.

ما تُنصح به قوى المقاومة

إزاء هذا (التضخيم الممنهج) من قبل إعلام الاحتلال لقوى المقاومة فإن النصيحة واجبة بما يلي:

1-أخذ الأمر بمنتهى الجدية والاستعداد له بكل الطاقات والإمكانات المتوفرة لديها حسب القانون الإلهي العظيم ( وأعدّوا)
ويشمل ذلك الإعداد في كافة المجالات التي يمكن بها مواجهة العدو..الإعداد العسكري والأمني والنفسي والاجتماعي والإعداد الإقتصادي (ضمن المتاح) والإعداد الطبي والإعداد الإعلامي الذكي فالإعلام سلاح خطير يتميز العدو بقدراته الكبيرة فيه لذا يجب الحذر منه والعمل على إفشاله وإسقاط هذه الورقة من يده على قاعدة (خير وسيلة للدفاع الهجوم ).

2-أخذ العبر من الحرب السابقة من خلال نقد ذاتي حقيقي ونقل ذلك من الجانب النظري إلى العملي للتعرف على نقاط القوة وتطويرها والتعرف على نقاط الضعف وتصويبها.

3-عدم التهاون بمسألة أمن المؤسسات والمراكز والأفراد والقادة وعدم الثقة بالوعود والتطمينات-كما السابق- لأن كل مكسب تسجله (إسرائيل )هو ضربة مؤلمة وقاسية للشعب فيجب ألا يمكن الاحتلال من تحقيق أي هدف من أهدافه وخاصة الرئيسة منها بدعوى حب الشهادة والاستشهاد.

4-التنسيق التام بين قوى المقاومة خاصة تلك التي أثبتت صدقيّتها في الحرب الأخيرة وإيجاد آلية عمل مشتركة تتوحد فيها كل الجهود وتتكامل القدرات والطاقات ولا تتشتت أو تتفرق. وأن يكون الأمر عاجلا غير آجل.

5-تحصين الجبهة الداخلية بإيجاد جو من الترابط والتآلف بين الناس والحكومة والفصائل وبث الوعي الأمني المدروس بعيدا عن "الهوس الأمني " الذي يغذي أجواء الشائعات المغرضة ويشرع أمامها الأبواب.

6- إبقاء سياسة العيون المفتوحة على المستوى الداخلي والخارجي وتكثيف الضغط على (الطابور الخامس) وشل حركتهم للحيلولة دون ممارساتهم لأية أعمال تخدم العدو وتلحق الضرر بالأمة.

7- التعامل بحنكة وكياسة مع أطراف ربما أساءت لانحراف في الفكر أو سوء في الفهم وبصورة تضمن ولاءهم أو على أقل تقدير تحييدهم وكف أذاهم، إذ لا يقاس هؤلاء – رغم سوء فعالهم أحيانا- مع من يخدم العدو بقصد سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

8- تعميق ثقافة الشهادة والجهاد والاستشهاد في نفوس الجميع قادة وأفرادا، حكومة وشعبا، وحبذا لو كان القادة هم البادئون- والأمل أنهم كذلك- في التخلي عن كل ما يشعر بفجوة بينهم وبين عامة الناس ( إلا ما اقتضته الضرورة الملحة) ليكونوا المثل والقدوة كما كان القادة المؤسسون وكثير ممن تلاهم وأول ما يتم التنازل عنه هو الألقاب التي أرى – على تواضع رأيي- أنه لا معنى لها (معالي وعطوفة وسعادة وسيادة ) لأنها رصيد من لا رصيد له أما من كان رصيده العملي والجهادي حافلا فليس بحاجة إليها.

9-التروي وعدم الانجرار وراء أية (أفخاخ ) احتلالية ميدانية أو إعلامية يكون هدفها التعرف عن قرب على القدرات الحقيقية للمقاومة على قاعدة (المؤمن كيّس فطن).

10-الأخذ بنصائح من عرف صدق نصيحتهم من الدول والجماعات والأفراد وعدم الالتفات إلى المتآمرين والمرجفين والمثبطين،وأدعياء الحرص على المصلحة العامة، واليقين التام بنصر الله لعباده المؤمنين ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون، وإن جندنا لهم الغالبون ).

فان وقعت الحرب -لا قدر الله- فإن الرجال قد أعدوا لها عدتها والأمر يومئذ لله، وإن كان الأمر مجرد سياسة تسجيل نقاط وتخويف فقد كسبت المقاومة وشعبها الإعداد والاستعداد.


ختاماً : حاشا أن تكون هذه المقالة تنظيراً على من حملوا أرواحهم على راحاتهم فمثلنا هيهات أن يرقى إلى أمثالهم، ولكن هو الحب وحق النصيحة.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية