إعلام
د. م. أسامة عبد الحليم العيسوي
لا يختلف اثنان على أن الإعلام لعب دوراً أساسياً ومؤثراً في الأحداث الأخيرة، التي تشهدها الساحة العربية في أكثر من مكان. ولكن الاختلاف الواقع، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان الإعلام حيادياً وواقعياً، ويؤدي رسالته بصورة شفافة ونزيهة؟ أم أنه كان موجهاً ومسيساً، وفي بعض الأحيان طامساً للحقيقة، ومروجاً للإشاعة، وناشراً للفتنة والبلبلة بصورة واضحة؟ الجواب بكل تأكيد واضح ومعروف للجميع ومن جميع الأطراف، حتى لو كابر البعض في الجواب على هذه التساؤلات. وهنا لا أريد أن أتكلم بإسهاب عن مكانة الإعلام ووسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وبالتأكيد لن ننسى الإعلام الجديد ووسائله من مواقع التواصل الاجتماعي، فيكفي الوصف الذي يطلق على بعض هذه الوسائل أو كلها بالسلطة الرابعة وبصاحبة الجلالة، ويكفي الحديث عن سرعة انتشارها، وقوة تأثيرها، وسهولة الوصول إليها، ويكفي التنويه عن كم الملايين من الدولارات التي يغدقها رجال الأعمال والساسة للترويج لأجنداتهم أو لأجندات خارجية. وعلى المستوى المحلي لا ننسى أن وسائل الإعلام حجزت مكانها في تغطية الأحداث ونشر الحقيقة في آخر معركتين خاضهما الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، فكان للفضائيات الدور الفعال والقوي في نقل أحداث معركة الفرقان، وحجز الإعلام الجديد مكانة بارزة في أوجه الانتصار على العدو في حجارة السجيل، والكل شهد بذلك. ومن هنا لا بد التأكيد على ضرورة الاهتمام بهذا السلاح الفتاك والمؤثر وتجييشه لنصرة الحق ولنقل الحقيقة. فنريدها أن تكون بوقا حقيقة، لا بوق تضليل كما هو واقع العديد من الوسائل العربية التي نتابعها حالياً. صحيح أن وسائلنا المحلية لن تستطيع أن تجاري هذه الوسائل، لا من حيث العدد، ولا من حيث الإمكانات اللوجستية أو المادية، ولا كذلك من حيث القدرات البشرية، بالإضافة إلى أنه من الصعب بل من المستحيل أن نقبل أن تصل وسائلنا الإعلامية إلى المستوى المتدني من الأخلاق واحترام المبادئ والصدق وأدبيات المهنة، فغير مقبول على الإطلاق أن تبرر الغاية الوسيلة. وفي نفس الوقت، غير مقبول عدم تسخير هذه المنابر بالصورة المناسبة التي تعكس وتنقل الحقيقة. وللوصول إلى ذلك لا بد من زيادة مساحة الاهتمام المعطاة للإعلام، وذلك من خلال توفير كافة المستلزمات اللوجستية المطلوبة والضرورية حتى يؤدي الإعلام دوره بكفاءة عالية، ويوصل رسالته باقتدار ونجاح. والأهم من ذلك الاهتمام بالإعلاميين، وصقل قدراتهم وزيادة إمكاناتهم من خلال الدورات التدريبية، وهنا بصراحة أقول أن الدرجات الأكاديمية لا تكفي لوحدها، وكذلك الخبرة العملية لوحدها لا تكفي. وكذلك جيد الاعتماد على عنصر الشباب ولكن ليس بصورة مفرطة، فالواقع يقول أن التجربة والممارسة الطويلة أساسية في نجاح الإعلام. ولتغطية هذا العجز لا بد من استضافة أو استكتاب أصحاب الخبرة وذوي المشورة وأهل الحكمة والحنكة ليستفيد منهم الإعلاميون الشباب وليثروا الساحة الإعلامية.
وعلى مستوى إعلام المؤسسات بصفة خاصة يجب التركيز أكثر على المؤسسة ذاتها وفعالياتها وليس على أشخاص المؤسسة.
ومن الضروري احترام الجمهور وعقولهم، وهذا يعني أن المرسل يجب أن يقنع المستقبل حتى تصل إليه الرسالة المرجوة. وخصوصاً أن كثرة البدائل المتاحة من الغث والسمين تعطي المُستَقبِل إمكانية اختيار جهة الإرسال التي تقنعه، ولديها مصداقية وواقعية ومرونة، وتتطرق إلى القضايا التي تجول في خاطره وتلامس همومه وتطلعاته. وطالما أننا نبحث عن دعم الحق ونشر الحقيقة: قديماً قالوا أن الحق بحاجة إلى قوة تحميه، لذا فالحق بحاجة إلى ... إعلام.
د. م. أسامة عبد الحليم العيسوي
لا يختلف اثنان على أن الإعلام لعب دوراً أساسياً ومؤثراً في الأحداث الأخيرة، التي تشهدها الساحة العربية في أكثر من مكان. ولكن الاختلاف الواقع، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كان الإعلام حيادياً وواقعياً، ويؤدي رسالته بصورة شفافة ونزيهة؟ أم أنه كان موجهاً ومسيساً، وفي بعض الأحيان طامساً للحقيقة، ومروجاً للإشاعة، وناشراً للفتنة والبلبلة بصورة واضحة؟ الجواب بكل تأكيد واضح ومعروف للجميع ومن جميع الأطراف، حتى لو كابر البعض في الجواب على هذه التساؤلات. وهنا لا أريد أن أتكلم بإسهاب عن مكانة الإعلام ووسائله المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، وبالتأكيد لن ننسى الإعلام الجديد ووسائله من مواقع التواصل الاجتماعي، فيكفي الوصف الذي يطلق على بعض هذه الوسائل أو كلها بالسلطة الرابعة وبصاحبة الجلالة، ويكفي الحديث عن سرعة انتشارها، وقوة تأثيرها، وسهولة الوصول إليها، ويكفي التنويه عن كم الملايين من الدولارات التي يغدقها رجال الأعمال والساسة للترويج لأجنداتهم أو لأجندات خارجية. وعلى المستوى المحلي لا ننسى أن وسائل الإعلام حجزت مكانها في تغطية الأحداث ونشر الحقيقة في آخر معركتين خاضهما الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، فكان للفضائيات الدور الفعال والقوي في نقل أحداث معركة الفرقان، وحجز الإعلام الجديد مكانة بارزة في أوجه الانتصار على العدو في حجارة السجيل، والكل شهد بذلك. ومن هنا لا بد التأكيد على ضرورة الاهتمام بهذا السلاح الفتاك والمؤثر وتجييشه لنصرة الحق ولنقل الحقيقة. فنريدها أن تكون بوقا حقيقة، لا بوق تضليل كما هو واقع العديد من الوسائل العربية التي نتابعها حالياً. صحيح أن وسائلنا المحلية لن تستطيع أن تجاري هذه الوسائل، لا من حيث العدد، ولا من حيث الإمكانات اللوجستية أو المادية، ولا كذلك من حيث القدرات البشرية، بالإضافة إلى أنه من الصعب بل من المستحيل أن نقبل أن تصل وسائلنا الإعلامية إلى المستوى المتدني من الأخلاق واحترام المبادئ والصدق وأدبيات المهنة، فغير مقبول على الإطلاق أن تبرر الغاية الوسيلة. وفي نفس الوقت، غير مقبول عدم تسخير هذه المنابر بالصورة المناسبة التي تعكس وتنقل الحقيقة. وللوصول إلى ذلك لا بد من زيادة مساحة الاهتمام المعطاة للإعلام، وذلك من خلال توفير كافة المستلزمات اللوجستية المطلوبة والضرورية حتى يؤدي الإعلام دوره بكفاءة عالية، ويوصل رسالته باقتدار ونجاح. والأهم من ذلك الاهتمام بالإعلاميين، وصقل قدراتهم وزيادة إمكاناتهم من خلال الدورات التدريبية، وهنا بصراحة أقول أن الدرجات الأكاديمية لا تكفي لوحدها، وكذلك الخبرة العملية لوحدها لا تكفي. وكذلك جيد الاعتماد على عنصر الشباب ولكن ليس بصورة مفرطة، فالواقع يقول أن التجربة والممارسة الطويلة أساسية في نجاح الإعلام. ولتغطية هذا العجز لا بد من استضافة أو استكتاب أصحاب الخبرة وذوي المشورة وأهل الحكمة والحنكة ليستفيد منهم الإعلاميون الشباب وليثروا الساحة الإعلامية.
وعلى مستوى إعلام المؤسسات بصفة خاصة يجب التركيز أكثر على المؤسسة ذاتها وفعالياتها وليس على أشخاص المؤسسة.
ومن الضروري احترام الجمهور وعقولهم، وهذا يعني أن المرسل يجب أن يقنع المستقبل حتى تصل إليه الرسالة المرجوة. وخصوصاً أن كثرة البدائل المتاحة من الغث والسمين تعطي المُستَقبِل إمكانية اختيار جهة الإرسال التي تقنعه، ولديها مصداقية وواقعية ومرونة، وتتطرق إلى القضايا التي تجول في خاطره وتلامس همومه وتطلعاته. وطالما أننا نبحث عن دعم الحق ونشر الحقيقة: قديماً قالوا أن الحق بحاجة إلى قوة تحميه، لذا فالحق بحاجة إلى ... إعلام.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية