إعلامنا... هلي يمكن أن يستفيد من طاقات الشباب؟
د. هشام سليم المغاري
لا يقلّ الإعلام خطورة عن الوسائل القتالية العسكرية، وميدانه أكثر اتساعاً وأقلّ تكلفة، فإذا كانت الوسيلة القتالية تُستخدم لتصيب شخصا أو مجموعة محدودة من الناس، فإن الرسالة الإعلامية تصل إلى كل الفئات بسرعة فائقة، وتؤثر فيها بشكل مباشر، وإذا كان نابليون- في زمانه- قد قال: "إن صرير قلم واحد أشدّ مضاضة على نفسي من دويّ ألف مدفع"، فما بالنا اليوم وقد تقدّمت وسائل الإعلام بشكل ربما لم يكن نابليون نفسه قادراً على تخيّله.
إن الإعلام الذي تحتاجه المقاومة بحاجة إلى استراتيجيات ثلاث: استراتيجية وقائية، تهدف إلى تعبئة الشعب وتعزيز صموده، وكسب الرأي العام. واستراتيجية دفاعية، تهدف إلى مواجهة الحرب الإعلامية المعادية، وشرح الحقائق وتفسيرها، وإزالة الغموض عنها. واستراتيجية هجومية، تهدف إلى إضعاف الأعداء والخصوم وكشف زيفهم وكسر إرادتهم. كما إنه بحاجة إلى خطاب من ثلاثة أبعاد: خطاب موجه إلى الشعب الفلسطيني والعربي، وآخر موجه إلى الشعب (الإسرائيلي) وقيادته، وثالث موجه إلى الغرب.
إن تحقيق الاستراتيجيات الإعلامية، وانتقاء الخطاب المناسب من حيث الفئة المستهدفة، أو اللغة أو الرسالة أو الوسيلة، بحاجة إلى سياسة إعلامية، تضبط الإيقاع الإعلامي، وتحدّد مساره، وتبيّن المسموح منه والممنوع، وتعالج قضاياه في مختلف الظروف (العادية والأزمات)، وتضعه في موضعه الصحيح من خارطة المشهد العام للقضية الفلسطينية. وما من شك أن وضع السياسة الإعلامية يحتاج إلى فريق متعدّد الخبرات، مطّلع على السياسات العامة للمقاومة، ومدعوم بدراسات معمّقة تكشف عن المتغيرات ذات العلاقة بالعملية الإعلامية، كما إن تنفيذ السياسات والخطط الإعلامية يحتاج إلى تكلفة مرتفعة وجهد مضني.
قد لا يتوفر للمقاومة ما يكفي من مصادر وتمويل لتغطية نفقات الإعلام الباهظة، لكنها تمتلك من الطاقات البشرية ما لا تمتلكه جهات أخرى، أو مؤسسات إعلامية متقدّمة، كما إن وسائل الإعلام التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يُكثر الشباب الفلسطيني المقاوم من زيارتها يمكن أن تصل ملايين البشر من دول ولغات مختلفة، دون أن تكلّف شيئاً، والمشاركة فيها يمكن أن تشكّل بديلاً مهماً لسد العجز في القدرات الإعلامية، ذلك إذا أحسنّا استثمار ما لدينا من طاقات بشرية، وبذلنا ما يلزم من جهد في تأهيلها من حيث الفنون الإعلامية واللغات المحلية والدولية. ويكفي للتدليل على ذلك أن ندرس التجربة الصهيونية في معركة (حجارة السجيل)، حيث بدأ صنّاع السياسة في (إسرائيل) إعادة تنظيم الصفوف ومضاعفة جهودهم لقيادة الرأي العام العالمي، وتحقيقاً لهذه الغاية قامت وحدة المتحدّث باسم الجيش (الإسرائيلي) بمضاعفة جهودها على منصّات ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والمدوّنات، وفي موازاة ذلك أشار وزير الخارجية الصهيوني (ليبرمان) في بيان صحفي له بعد العملية أن وزارة الخارجية (الإسرائيلية) أعدت نحو (200) طالباً (إسرائيلياً) و(1300) طالباً من الخارج للانتشار في أرجاء الشبكات الاجتماعية وبث الرسالة (الإسرائيلية)، وبذلك تمكّنت (إسرائيل) من حشد عدد يفوق كتيبة في مواجهة إعلام المقاومة والإعلام المناصر لها.
كل ما هو مطلوب من قادة إعلام المقاومة أن يكتشفوا مَنْ يناسب من الشباب وطلبة الجامعات وبذل قليل من الجهد في تدريبهم وزيادة حصيلتهم اللغوية، وتوجيههم حول طرق التواصل والحوار والتأثير ومدّهم بما يلزم من معلومات، ثم دفعهم ليكونوا جنوداً لخدمة المقاومة في الانترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص.
د. هشام سليم المغاري
لا يقلّ الإعلام خطورة عن الوسائل القتالية العسكرية، وميدانه أكثر اتساعاً وأقلّ تكلفة، فإذا كانت الوسيلة القتالية تُستخدم لتصيب شخصا أو مجموعة محدودة من الناس، فإن الرسالة الإعلامية تصل إلى كل الفئات بسرعة فائقة، وتؤثر فيها بشكل مباشر، وإذا كان نابليون- في زمانه- قد قال: "إن صرير قلم واحد أشدّ مضاضة على نفسي من دويّ ألف مدفع"، فما بالنا اليوم وقد تقدّمت وسائل الإعلام بشكل ربما لم يكن نابليون نفسه قادراً على تخيّله.
إن الإعلام الذي تحتاجه المقاومة بحاجة إلى استراتيجيات ثلاث: استراتيجية وقائية، تهدف إلى تعبئة الشعب وتعزيز صموده، وكسب الرأي العام. واستراتيجية دفاعية، تهدف إلى مواجهة الحرب الإعلامية المعادية، وشرح الحقائق وتفسيرها، وإزالة الغموض عنها. واستراتيجية هجومية، تهدف إلى إضعاف الأعداء والخصوم وكشف زيفهم وكسر إرادتهم. كما إنه بحاجة إلى خطاب من ثلاثة أبعاد: خطاب موجه إلى الشعب الفلسطيني والعربي، وآخر موجه إلى الشعب (الإسرائيلي) وقيادته، وثالث موجه إلى الغرب.
إن تحقيق الاستراتيجيات الإعلامية، وانتقاء الخطاب المناسب من حيث الفئة المستهدفة، أو اللغة أو الرسالة أو الوسيلة، بحاجة إلى سياسة إعلامية، تضبط الإيقاع الإعلامي، وتحدّد مساره، وتبيّن المسموح منه والممنوع، وتعالج قضاياه في مختلف الظروف (العادية والأزمات)، وتضعه في موضعه الصحيح من خارطة المشهد العام للقضية الفلسطينية. وما من شك أن وضع السياسة الإعلامية يحتاج إلى فريق متعدّد الخبرات، مطّلع على السياسات العامة للمقاومة، ومدعوم بدراسات معمّقة تكشف عن المتغيرات ذات العلاقة بالعملية الإعلامية، كما إن تنفيذ السياسات والخطط الإعلامية يحتاج إلى تكلفة مرتفعة وجهد مضني.
قد لا يتوفر للمقاومة ما يكفي من مصادر وتمويل لتغطية نفقات الإعلام الباهظة، لكنها تمتلك من الطاقات البشرية ما لا تمتلكه جهات أخرى، أو مؤسسات إعلامية متقدّمة، كما إن وسائل الإعلام التقنية ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت التي يُكثر الشباب الفلسطيني المقاوم من زيارتها يمكن أن تصل ملايين البشر من دول ولغات مختلفة، دون أن تكلّف شيئاً، والمشاركة فيها يمكن أن تشكّل بديلاً مهماً لسد العجز في القدرات الإعلامية، ذلك إذا أحسنّا استثمار ما لدينا من طاقات بشرية، وبذلنا ما يلزم من جهد في تأهيلها من حيث الفنون الإعلامية واللغات المحلية والدولية. ويكفي للتدليل على ذلك أن ندرس التجربة الصهيونية في معركة (حجارة السجيل)، حيث بدأ صنّاع السياسة في (إسرائيل) إعادة تنظيم الصفوف ومضاعفة جهودهم لقيادة الرأي العام العالمي، وتحقيقاً لهذه الغاية قامت وحدة المتحدّث باسم الجيش (الإسرائيلي) بمضاعفة جهودها على منصّات ووسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية والمدوّنات، وفي موازاة ذلك أشار وزير الخارجية الصهيوني (ليبرمان) في بيان صحفي له بعد العملية أن وزارة الخارجية (الإسرائيلية) أعدت نحو (200) طالباً (إسرائيلياً) و(1300) طالباً من الخارج للانتشار في أرجاء الشبكات الاجتماعية وبث الرسالة (الإسرائيلية)، وبذلك تمكّنت (إسرائيل) من حشد عدد يفوق كتيبة في مواجهة إعلام المقاومة والإعلام المناصر لها.
كل ما هو مطلوب من قادة إعلام المقاومة أن يكتشفوا مَنْ يناسب من الشباب وطلبة الجامعات وبذل قليل من الجهد في تدريبهم وزيادة حصيلتهم اللغوية، وتوجيههم حول طرق التواصل والحوار والتأثير ومدّهم بما يلزم من معلومات، ثم دفعهم ليكونوا جنوداً لخدمة المقاومة في الانترنت بشكل عام، ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية