إلا المساجد أيها الفُُجَار...بقلم : د - أحمد محمد الأشقر

الخميس 11 أغسطس 2011

إلا المساجد أيها الفُُجَار


د - أحمد محمد الأشقر


الإجرام وصف يدل على البشاعة و الفظاعة و يحمل في طياته صفات لأناس قد أظلمت أفئدتهم و قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة.

أعجب من الذي قال: لو أن بغلة تعثرت في العراق لسألني الله لِمَ لَم تُمهد لها الطريق يا عمر!؟ و من الذي يتسحر على الدم الأحمر و يُفطر على تحطيم عظام الناس!

تمادى المجرم في إجرامه و لم يرقب في أهلنا الأحباب في سوريا إلاً و لا ذمة... صور لبشاعة و إجرام تعود بنا إلى العصور الحجرية و غياهب الأدغال قبل اكتشافها عندما بالكاد تفرق بين الإنسان و الحيوان. أناس في طلاتهم و حديثهم كالناس , لكنهم أفظع من الحيوانات المفترسة في أفعالهم. حتى أن هناك بعض الحيوانات المفترسة أكثر منهم رحمة. لكننا في زمن يقتل القائد جنده و يسحق الرئيس شعبه تحت جنازير الدبابات التي يجب أن تتحرك لتدافع عن أصغر طفل في أقطارنا! زمن فيه الشعب مهلوس أو إرهابي أو مغرر به أو خارج عن القانون! أما الرئيس و عائلته و زبانيته فهم العقلاء و الشرفاء و أهل الفهم و الإصلاح و التنمية. نعم نحن الشعوب نحن المجانين و أنتم العقلاء.

بالأمس رأيت مشهداً تقشعر له الأبدان, ذكرني بحرب الفرقان و حسبت أن الصورة مسجلة من ذكريات غزة, وإذ هي من سوريا و تحديدا من دير الزور! تسيل فيها دماء الأبرياء في الشوارع و الطرقات لتتساقط على حاكمها اللعنات, من العباد و رب الأرض و السماوات. لقد دكت مدافع القائد مآذن المساجد الشامخات و تحديدا مسجد " عثمان بن عفان ", و امتدت يد الحقد و الغدر إلى دور العبادات, لتمنع الأذان أو القرآن أو الصلوات, توقفوا أيها الفجار... إلا المساجد يا بشار!!!
إن السياسي يجب أن يقول الحق على الدوام, و أن يتحدث في الوقت المناسب, والزمن المناسب, و إن لم نتحدث اليوم فمتى سنتحدث!؟ و إن لم نفضح إجرامهم اليوم فمن سيفضح!؟

أعلم أن السياسة مبنية على المصالح لا على العدل و الإنصاف كما أنني أعلم أنهم عندما تمتد أيديهم إلى بيوت الله في الأرض فإنهم يستخفون بعقولنا ظنا منهم أننا سنسكت أو نموت أو نصمت, لكنهم قد أعلنوا الحرب على الله نحن فيها جند الرحمن و عبيده, وهم فيها يصطفون إلى جانب الكفار و المجرمين.
إن ما تستطيع أن تستوعبه عقول الشعوب اليوم لن تتداركه الأنظمة البائدة و التي في طريقها إلى الاندثار و الاضمحلال أو تفهمه, حتى يلج الجمل في سم الخياط!!!

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }.


د - أحمد محمد الأشقر


عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية – فلسطين


12 رمضان 1432, الموافق 12 أب-أغسطس 2011
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية