إلى الشهيد عزت مسودة..لقد نلت الذي طلبته...بقلم : نضال حمد

الجمعة 17 يونيو 2011

إلى الشهيد عزت مسودة..لقد نلت الذي طلبته


نضال حمد

في 15 مايو/ ايار ترك روحه هناك ما بين صفد و القدس فعاد يوم 5 حزيران / يونيو كي يحيا معها في فلسطين

كان الشهيد عزت عزيز مسوده في يوم النكبة 15 أيار اقتحم السياج الحدودي في الجولان العربي السوري المحتل ووصل إلى مجدل شمس غير آبه بحقول الألغام. وجنود الاحتلال الذين فروا كالأغنام من أمامه هو ورفاقه الزاحفين إلى فلسطين وطن الشعب العربي الفلسطيني. ذهب عزت إلى ما بعد بعد الجولان فوصل إلى صفد عروس الجليل الأعلى والى القدس مدينة الآباء والأجداد، عاصمة فلسطين الحرة والمستقلة، فاتحاً بشجاعته وجرأته وروحه الوطنية العالية الطريق للآخرين.اعتقله الصهاينة وحاكموه ومن ثم أعادوه إلى سورية، لكنه لم يستسلم ولم يهن ولم يتراجع عن قرار العودة حياً أو شهيداً.. فكانت له الشهادة في يوم النكسة.

كان بطلاً من فلسطين و مشروع شهيد مع سبق الإصرار، أصر على أن يكون في طليعة الزاحفين إلى فلسطين في يوم النكسة بالخامس من حزيران/ يونيو الجاري، فوصل الجولان أولاً حيث شاهدته وهو يتحدث لفضائية العالم بحب وحماس ورغبة عارمة في الاستشهاد في هذا اليوم، فقلت كان عزت يعرف أن هذا اليوم هو يومه الأخير في الحياة الدنيا.

تذكرت كلماته الجميلة والكبيرة التي نطق بها يوم استضافنا وإياه وأخت شابة لم أعد للأسف أذكر اسمها في راديو القدس قبل أيام من استشهاده الزميل الإعلامي الفلسطيني الناجح د بسام رجا.

حيث تحدثنا عن جيل الشباب والعودة والإصرار، وعن تجربة النكبة ووصول عزت إلى القدس وغيره إلى أمكنة أخرى في فلسطين المحتلة والجولان المحتل.

في تلك المقابلة سعدت بسماع كلمات الشهيد عزت وهو يتحدث عن جيل الشباب ومهماته وعن المقاومة والعودة والتحرير... قام عزت بالإطراء على مواقفي واعتبرني من الرموز الوطنية المقاومة التي يتعلم منها هو وجيل الشباب، جيل العودة الذي حرر مجدل شمس ووصل القدس.. وقال أنهم يسيرون ويمشون على نفس الطريق. أما أنا فأقول له : يا عزت الشهيد أنني أنا وأمثالي علينا التعلم منك وليس العكس، فقد سبقتنا إلى الميدان، مقاومة وعطاء واستشهاد وتفاني وإصرار وتضحية، فأمثالك هم السادة والأساتذة وأمثالي أنا وغيري هم التلاميذ. فالمجد لك ولروحك الثورية الوطنية الفياضة بحب فلسطين والتضحية لأجلها..

تحدث عزت الذي لم أكن أعرفه قبل ذلك اليوم كما أنني لم ألتق به أبدا، وحتى أنني عرفت صورته فقط يوم استشهاده ووضعتها صورة لبروفيلي في الفيسبوك دون أن يخطر ببالي أنه هو نفسه عزت الذي تعرفت عليه عبر راديو القدس قبل أيام. عزت الذي تحدث عني بكل حب ووفاء وانتماء لجيل الثورة المستمرة. اليوم فقط عرفت أنه هو نفسه، وتأكدت من ذلك عبر الزميل بسام رجا. الذي بدوره تحدث بحب واحترام وكبرياء عن الشهيد عزت. وقال لي استضفت عزت من الجولان قبل استشهاده..

في الجولان كان يقف إلى جانب الشهيد عزت القائد الوطني أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ويطلب من الشباب الحذر والانتباه.
في شريط الفيديو الذي بث على الفيسبوك رأيت بدوري الشهيد البطل والشاب الرائع عزت وهو يتحدث بروح قتالية وطنية عالية حيث كان بالفعل يقف إلى جانبه أبو احمد فؤاد ورفاق آخرين، وضعوا كمامات وقائية على أنوفهم وأفواههم. كلمات عزت كانت معجماً مليء بالجرأة والشجاعة والاندفاع والحماس والرغبة بالاستشهاد.

ونفس كلمات عزت تخرس كل الأصوات النشاز، التي نشرت ومازالت تنشر السموم حيثما حلت وأينما ذهبت، وتخرس كذلك كل الأبواق المتآمرة والعميلة والتي تتبع أجندات مختلفة تريد هذه الأيام النيل من معسكر المقاومة العربية. ومن الفصائل الوطنية الفلسطينية ومن المخيمات الفلسطينية في الشتات وبالذات مخيم اليرموك مصنع الثوار والفدائيين والمقاومين. هؤلاء تعرضوا بدورهم لمؤامرة دنيئة من جهات حاقدة ومندسة أرادت إشعال الفتنة في المخيم، وإدخاله في آتون اللهيب السوري الداخلي.

وأرادت الإساءة إلى دماء الشهداء الذين سقطوا في الجولان، حيث حصل ذلك في يوم تشييع الشهيد عزت مسوده ورفاقه ورفيقاته وإخوانه وأخواته.. مؤامرة أساءت للشهداء أنفسهم، ولأهالي الشهداء وللمخيمات وللنسيج الوطني والقومي الوحدوي الفلسطيني السوري. ولو كان عزت مسوده مازال حياً لكان أول من رجم هؤلاء بالحجارة وبالكلمات المناسبة.

أخي عزت تشرفت بمعرفتك خلال المقابلة في الراديو، لكنني ازددت شرفاً حين رأيتك عبر الفيديو في الجولان قبل لحظات من رحيلك تصرخ للكاميرا : راجعين، راجعين على البلاد، هذه بلادنا، ما بنتخلى عنها.. وما بنتركها، دم الشهداء ما بروح على الفاضي.. دم الشهداء غالي..

ثم ازددت اعتزازا بك حينما شاهدتك في اللقاء الأخير الذي أجرته معك الإعلامية الفلسطينية الشابة عتاب الدقة من فضائية العالم، كنت تتوهج احمراراً وشعار جبهتك الشعبية جبهة حكيم الشعب الفلسطيني يزين صدرك الذي اخترقته رصاصات الصهاينة بعد اللقاء بعشر دقائق. لقد نلت الشهادة التي طلبتها وتمنيتها أكثر من مرة، فهنيئا لفلسطين بك

وبأمثالك من الشباب الثوري الرائد في زمن الفوضى والخراب والانهزام والاستسلام.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية