إلى العملاء... الخلاص أو القصاص
بقلم / م. هادي سعيد " إن تنفيذ حكم الإعدام بحق العملاء يشكل انعطافة هامة في تاريخ النضال الفلسطيني نحو الحرية والانعتاق من نير الاحتلال، وتحمل هذه السابقة معاني ورسائل عديدة توجهها لأول مرة منذ اتفاق أوسلو حكومة فلسطينية إلى أطراف مختلفة نجملها فيما يلي:
السجن هو المكان الطبيعي للخونة، والمحاكمة العادلة هي السبيل الوحيد للقصاص من كل من تسول له نفسه أن يكون عينا للمحتل، أو أداة لتنفيذ جرائمه.
العيون الساهرة ستبقى بالمرصاد للاحتلال وأدواته، لا مكان للتنسيق الأمني، ولا مجال للعملاء من الفلات والهرب والتخفي.
المقاومة وحدها هي اللغة التي يفهمها العدو، ومن حق المقاومة أن تحمي الحكومة ظهرها، ومن حق المجتمع أن تحميه الحكومة من عبث وفساد أدوات الاحتلال، وما قامت به الحكومة اليوم ينسجم مع كافة الشرائع السماوية، وقد أقرته مجمل القوانين الوضعية.
الحكم الشرعي للخونة
جاء في موسوعة المفاهيم لمجمع البحوث التابع للأزهر الشريف:
إن الخيانة تضييع شيء مما أمره الله به، أو اقتراف أمر مما نهى عنه، أو عصيان أمر رسول الله- -، أو تفريط في الأمانة، فكل ذلك يعد خيانة، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (الأنفال: 27).
والذي يدل اليهود على عورات المسلمين، ويتسبب في قتل المجاهدين يُعد محاربًا يستوجب قتله؛ لأنه تسبب في قتل المسلمين، وسبب السبب يأخذ حكم السبب، ومن أعان على القتل ولم يباشره كان قاتلاً أيضًا، على أن هذا الأمر الذي قام به من التعاون مع الأعداء يعد خيانة لله وخيانة لرسوله- - وخيانة لهذا الدين، وخيانة للمسلمين، وقد أفتى العلماء بقتل هذا الخائن العميل للضرر الملحق بجماعة المسلمين منه، ويطبق عليه حدِّ الحرابة.
الباب لم يوصد بعد...الخلاص الخلاص
أيها العملاء: كونوا على ثقة أنكم موضع متابعة، لن يفلت أحد منكم من العقاب، لقد خبرتم أجهزة الأمن في غزة جيدا، وشبكات الإسقاط التي تم تفكيكها هي خير شاهد ودليل..
لن تفلح أحدث التقنيات، ولن تجدي أفضل الوسائل نفعا في إخفاء أمركم، أنتم تعلمون من يلاحقكم جيدا، هم رجال باعوا أنفسهم لله ورسوله، ولكم فيمن سبقكم عبرة وعظة، فالمصير واحد، إما أن يلقي بكم المحتل إلى قارعة الطريق، وإما أن يترككم تواجهون وحدكم مصيركم المحتوم، وفي النهاية فإن النتيجة واحدة، فالخسارة والخزي والعار والقصاص ينتظركم في الدنيا والآخرة.
عودوا إلى أحضان شعبكم، وليتوجه كل واحد منكم إلى جهاز الأمن الداخلي في منطقته، وكونوا على ثقة بأن هذه البادرة ستشفع لكم إن أخلصتم النية وعقدتم العزم على التوبة والخلاص.
إن باب التوبة مفتوح، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ﴾ (البروج: 10).
اغتنموا الفرصة قبل أن تفوتكم، واعلموا جيدا أن إخوة رحماء بانتظاركم، يمدون لكم أيديهم لينتشلوكم من مستنقع العار وهواجس الترقب والانتظار، فسارعوا إليهم قبل أن تندموا وقت لا ينفع الندم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية