إما المقاومة و إما المصالحة ... بقلم : د. أحمد الأشقر

الإثنين 14 يناير 2013

إما المقاومة و إما المصالحة

من حق السيد محمود رضا عباس أن يقول ما يشاء, فحرية التعبير مكفولة, و حب الاستطلاع يجعلنا أكثر شغفاً يوما بعد يوم لمعرفة فيما يفكر هذا الرجل... شخصية غريبة يصفها البعض " بالواقعية ", أو " بالصراحة ", أحياناً تظن أن هذا الرجل يسبح في الخيال, أو أنه مهووس في صنع البطولات الوهمية التي لا مكان لها من الإعراب, و لا شبيه لها في التاريخ الذي يحمل فيه السيد عباس درجة الدكتوراه " و للأسف "!!!

يحق له أن يكذب ثم يكذب ثم يكذب إلى أن يُصدق نفسه, لكنها لعبة يلعبها مع نفسه.

من حقه أن يكره " المقاومة " لأنها شرف لا يستحقه هو و " الفلسطيني الجديد, المُعدل جينياً ".

من حقه أن يموت عشقاً في " أوسلو " لأنها عار لا يلتصق إلا بأمثاله.

من حقه أن يصف الصواريخ " بالعبثية ", ثم تدك تلك العبثيات تل الربيع و القدس المحتلة و هرتسيليا.

من حقه أن ينعت و يمقت كل من يأتِ إلى غزة متضامناً معها, و هو بدوره يتضامن مع زوجة رئيس الكيان و يعزيها في وفاة زوجها.

من حقه أن يذهب إلى الأمم المتحدة و يظن بأنه حرر فلسطين و فتح بيت المقدس, بينما لا يخرج من حدود المقاطعة إلا " بتصريح " صهيوني.

من حقه أن يتحدث عن المصالحة كيفما شاء و لا يرى فيها من بُد إلا إجراء الانتخابات الرئاسية و البرلمانية فقط, و كأنه واثق من النجاح فيها أكثر من نجاحه في ملف المفاوضات منذ العام 1991 و ما قبله من لقاءات سرية سيكشفها التاريخ فيما بعد, مع أن السيد عباس قال في أكثر من محطة أنه لن يترشح للانتخابات.

من حقه أن يضع شروطاً للمصالحة كيفما شاء, بينما يعجز عن دفع رواتب موظفيه, الذين أجلسهم عنوة إبان الإنقسام لتعجيز حماس و إلقائها في مربع الفشل, بينما لم تعجز حماس في ضبط الأمن و حماية الجبهة الداخلية و لجم المحتل و رفع اسم غزة إلى عنان السماء و بالتالي لم تعجز حماس في توفير مرتبات الموظفين و الحكم بشكل عام, لم تعجز حماس في السياسة التي فشل هو فيها, و لم تعجز في المقاومة التي لا يفهم هو شئ منها و لا فيها, اللهم إلا " المقاومة السلمية الشعبية ", حتى لا تُؤذى المحتل, بينما ألقى بالضفة الغربية في أحضان الصهاينة يلتهمها غول الاستيطان.

من حق عباس أن يُلوح بحل السلطة " مُهددا و مُتوعدا " الصهاينة, و كأنها طوق النجاة لهم!!!

و من حق عباس أن يلوح بحل السلطة وتسليم مفاتيحها لنتنياهو لتعجيزه, بينما لم يسمح لنفسه بأن يُسلم السلطة لحماس في 2006 و أمر موظفيه بالاستنكاف و بأن الرواتب ستُدفع لهم بالكامل لتعجيز حماس و إفشالها! هناك يسلم السلطة للصهاينة لتعجيزهم و لا يُسلمها لحماس لتعجيزها, لأنه يعلم مسبقا بأن حماس " لم و لن تعجز ".

من حق عباس أن يتحدث عن حل السلطة و الرحيل, فهو أصلاً لم يكن يوما قد سكن في قلب القضية و أظنه عليها بالدخيل! و من حقه ألا يلقى بالاً لمن سيوفر مرتبات موظفيه و المحسوبين عليه, لأنه يتاجر بقوت يومهم و يستخدمهم وصولاً إلى مآربه و خططه العبقرية المبتكرة!

من حقك أن تقول ما تشاء و تصنع أوهاماً كيفما تشاء, و من حق المقاومة أيضاً أن تقبل ما تشاء و ترفض ما تشاء, و تضرب بيد من حديد حينما تشاء!

من حق المقاومة أن تحافظ على سلاحها, لا بل من صميم واجبها ذلك و إلا فلا بارك الله فيها!

من حق وواجب حماس أن تدخل الانتخابات باسم المقاومة وببرنامج المقاومة و تحمى جبهات و أذرع المقاومة, بالرغم مما يطالها من العويل و التهويل من جيش المستنكفين في غزة الذليل, المتباكي على المرتبات, المتناسي للقدس عروس العاصمات! لكن ليس من حق أحد على وجه الأرض كائناً من كان أن يفكر مجرد التفكير و لو حتى على شاكلة " بالونات اختبار " بالمساس بالمقاومة و المقاومين و الاشتراط على المرابطين و المجاهدين, لأن البندقية هي الرحم الذي يحتضن السياسة التي يتحدث بها شعب احتُلت أرضه و هُجر شعبه, و لأن المفاوضات بعيدا عن زمجرة الصواريخ هي لغة دخيلة على شعبنا رفضها و دوما سيرفضها, و لأن المفاوضات و السلام لعبة خبيثة استجلبها قادة الذل و العار, ما كان لشعبنا أن يجرؤ في الحديث عنها لولا تلك الحفنة, الذين يرضعون من حليب الأمريكان, ويُمعنون ذبحاً في الأوطان.

تساؤل خطير يضعنا في أن نختار ما بين المصالحة أو المقاومة, لأنهما خياران أحلاهما مُر, فإما المصالحة التي باتت مُلحة و المطلب الوطني الرئيس و العاجل, وإما المقاومة التي دونها الرقاب.

لن نعجز في أن نختار و لن نعجز! لقد شرُفنا بأن انتمينا إلى هذا الشعب الفلسطيني المرابط الأصيل و لقد زدنا شرفاً – ونعوذ بالله من الكذب أو الرياء – بأن انتمينا إلى المقاومة, لذلك لن نختار شرفاً دون الشرف, و لن نتنازل المرة عن المصالحة و كذلك لم و لن نتنازل عن المقاومة المسلحة و بكل أنواع السلاح!!! وإذا ما فكر البعض في الاقتراب من المقاومة, و لو " بالغمز و اللمز أو التمني " فستنفجر في وجهه البراكين, و ستتساقط عليه السيوف و اللعنات إلى يوم الدين. و لكي لا أنسى فإنني أستذكر اليوم و أترحم على أحد صقور المقاومة في الذكرى العطرة الرابعة لاستشهاده ألا و هو الشهيد المقدام و القائد الهمام أ/ سعيد صيام, وزير الداخلية و الأمن الوطني السابق في حكومة " المقاومة ".

اشتقت إليك أبا مصعب ^^^^^^ و خَلَنى الشوق سعيدا

ما أجملني أنظر إليك ^^^^^^ ما أحلاك صيام شهيدا

اليوم بذكراك و عِشقاك ^^^^^^ تنبت من سواعدنا الجنودَ

رجالُ في الثبات حماةُ ^^^^^^ للدين للوطن أسودا

لن نركع لن نستسلم ^^^^^^ لا لن نهون لن نكون عبيدا


د/ أحمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية


غزة – فلسطين

15.01.2013
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية