إنا نجدد عهدنا لنبينا
اليوم فى الذكرى السنوية 12 لانطلاقة انتفاضة الأقصى المبارك و انطلاقة المقاومة الشعبية فى فلسطين نقف أمام فاصل تاريخى كبير فى حركة الشعب الفلسطينى التحررية المظفرة, فى تاريخ تضحية هذا الشعب الأبى المغوار و عطائه من أجل قضيته العادلة, قضية كل هذه الأمة.
فى مثل هذا اليوم تهاوت أحذية العباد و المصلين فوق رأس المجرم شارون لتشهد بذلك باحات المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين و مسرى المصطفى محمد صلى الله عليه و على اله و صحبه و سلم, و ليُسجل ذلك التاريخ.
إن ذاك المجرم اللعين أراد بتلك الفعلة المقززة أن يدغدغ مشاعر الجمهور الصهيونى الذى يعشق كل فعل يسوء للإسلام و مشاعر المسلمين فى كل أصقاع الأرض لا سيما مشاعر الشعب الفلسطينى بمسلميه و مسيحييه. هذا هو ديدن أعداء الله بالأمس و اليوم و فى كل يوم, يسيئون إلى ديننا و معتقداتنا و نبينا الأكرم و إلى أرضنا ثم يبررون ذلك بحرية رأى و تعبير بكل صلف و كبرياء و تبجح.
فى ذلك اليوم من العام 2000 انسد أفق التسوية البغيضة و اصطدمت أوسلو بجدار التعنت الصهيونى كما الان و فى كل ان! وكان البركان فى صدر شعبنا يغلى فى انتظار اللحظة التى يثور فيها, هذا البركان الذى تراكم على إثر ممارسات و فساد سلطة سيئة الذكر, ارتبطت باتفاقية أسوأ منها ذكرا, و توالد الحنق فى صدر الشعب الفلسطينى جراء ممارسات المحتل الإرهابية. انفجر البركان فى وجه شارون – لعنه الله – و حدث ما لم تشته سفن الأوسلويين و الكيان, لقد هبت فى ذلك اليوم ريح صرصر عاتية فى وجه المحتل و أعوانه, لم تُبق للظلم و العدوان من باقية! أبى فيها الشعب الفلسطينى المجاهد إلا و أن يزلزل أركان هذا العدو الإرهابى الجبان ضارباً بعرض الحائط كل ما سمع من وعود سلطة أوسلو عن الحقوق و الثوابت و الدولة الفلسطينية المنشودة! و اشتعلت غزة و الضفة فى وجه الصهاينة و أرباب بنى خيبر.
مرت هذه الإنتفاضة بعدة محطات كان من أبرزها:-
-قُدمت أرواح قادة عظام من قادة الأمة فداءً لقضيتها المركزية, و خضبت دمائهم ثرى الوطن الحبيب كان من أبرزهم شيخ المجاهدين وعنوان الإنتفاضتين الشيخ أحمد ياسين, و الرمز أبو عمار, و الرفيق أبو على, و الأسد الهصور د/ الرنتيسى, و المقادمة و أبو شنب و صيام و ريان و القوقا و أبو عطايا و أبو القمصان و الحسنات و النيرب و القيسى و غيرهم كُثر, كما أن هذه الإنتفاضة المجيدة قدمت الصف الأول من أبرز قيادات أجنحة العمل العسكرى للفصائل الفلسطينية دون استثناء.
إن هذه الدماء دفعت شعبنا لأن يمضى نحو القدس غير ابه أو متردد متمسكا بالمقاومة, الخيار الأول و الأخير, الخيار الإستراتيجى و صاحب ترجمة الإنتصارات على الأرض, بعيدا عن لغة المؤتمرات و الغرف المُكيفة.
-انطلقت حركة عسكرية شعبية عارمة عُرفت باسم لجان المقاومة الشعبية و كتائبها المُظفرة, حتى أصبحت فصيلا فلسطينيا قويا يُزاحم كبرى فصائل المقاومة و يتنافس معها فى منافسة المقاومة الشريفة, إنها اللجان الضاغطة على الزناد و التى عانقت و تعانق الأيدى الطاهرة الأخرى و المتوضئة و تعمل اللجان اليوم بجناحين ضاربين يُعرفان باسم: حركة المقاومة الشعبية و جناحها العسكرى كتائب الناصر صلاح الدين, و لجان المقاومة الشعبية و جناحها العسكرى ألوية الناصر صلاح الدين.
-ازدادت وتيرة العمليات الإستشهادية البطولية داخل الأرض المحتلة فى العام 1948, لتُلهب الأرض بركانا من تحت أقدام المحتل الغاصب, كما كان نصيبا كبيرا من تلك العمليات لاقتحام معسكرات الجيش و مغتصباته لا سيما الإقتحام الأول و البطولى و الذى قام به الإستشهادى البطل بهاء الدين إسعَيِد, و لقد دخلت تجربة حرب الأنفاق و الصواريخ فى دائرة العمل المقاوم و الذى كان لهما الدور الأبرز فى حسم معارك كثيرة من الصراع لصالح المقاومة الفلسطينية و مشروعها المُظفر.
-أعاد المجرم شارون فى العام 2002 احتلال الضفة و كان من أبرز تلك المحطات حصاره للمقاطعة و لكنيسة المهد و معركة جنين البطولية التى مرغت أنف العدو الصهيونى فى تراب المخيم المنتصر, و علمته درساً لن ينساه أبداً.
لقد أوصل المجرم شارون رسالة إلى سلطة البؤس و التفريط من خلال إعادة احتلاله للضفة مفادها بأن السلام الذى تلهثون خلفه " سراب ", إذا ما مُس أمن كياننا اللقيط و لم تحافظوا على تعهداتكم بالحفاظ على أمننا!
-انسحاب العدو من غزة فى العام 2005 تحت ضربات المقاومة الباسلة و حرب الأنفاق, و التى برر له العدو حينها بمسميات فارغة المضمون مثل إعادة الإنتشار و لقد ساهم أرباب أوسلو و أيتام التنسيق الأمنى فى ابتكار المسميات لحفظ ماء وجههم القبيح و الوجه الإرهابى للمحتل الغاشم.
-فاز مشروع المقاومة فى الإنتحابات التشريعية فى العام 2006 و مُنِى مشروع المساومة بهزيمة نكراء, لقد اختار الشعب الفلسطينى حماس, و أسقط الأوسلويين و دعاة الإستسلام و عبيد التنسيق.
تامر القريب قبل البعيد على هذا الفوز و مشروعه, و رفض هذا النفر المهزوم المُنهزم الاعتراف بنتيجة الإنتخابات التى هى أولى أبجديات إحترام مبادئ تدوال السلطة و الحياة الديمقراطية و الأنكى من ذلك ينادون اليوم بالإنتخابات و فقط الإنتخابات لإنهاء الإنقسام الفلسطينى و يجب أن أذكر القارئ الكريم بأن السبب الأصيل و الأوحد فى هذا الإنقسام هم هؤلاء الذين لم يتعلموا إحترام الاخرين وكان و لا يزال ديدنهم التفرد و إقصاء الاخرين و لم يعوا بعد أن فلسطين أكبر منهم بكثير!!!
-حصار غزة منذ العام 2007 و الذى تُوج فيما بعد بحرب مسعورة على غزة, لقنت فيها المقاومة الفلسطينية العدو درسا موجعا بعد أن كان يُمَنِى نفسه بإعادة احتلال غزة, فيما كان يحلم البعض بالعودة إلى غزة على ظهر دبابات العدو التى تمزق بعضها إثر حمم نيران المقاومة! إن الحرب على غزة عززت من موقف المقاومة أنها الخيار الاستراتيجى الأمثل لتحرير الأرض, كما و كشفت مؤامرة سلطة أوسلو و بعض أنظمة العار العربية التى كنستها شعوبها فيما بعد فى أجمل ربيع مر على منطقتنا العربية و شرقنا الأوسط.
فى ذكريات هذه الحرب التى لن ينساها أهل غزة أبدا من ذاكرتهم تحدثت لغة الدم و الحراب و سكتت لغة الهزيمة و الاستسلام, و كانت صواريخ المحتل تزيد من حرارة غزة و عِشق مجاهديها الأشاوس إلى الجنة, لتُلهب الأرض من تحت أقدام الصهاينة الغزاة و عملائهم و أضحت حرب الفرقان أقوى صفعة و أكبر خزى و عار على جبين من أراد أن يستعيد غزة من أيدى رجالها و مقاوميها الأبطال, و أن يعود إليها على ظهر دبابات العدو تيمُناً بكرزاى أفغانستان و مالكى العراق!
-إختطاف شاليط و المحافظة عليه فى غزة المحاصرة لمدة زادت عن الخمس سنوات إلى أن رضخ المحتل لمطالب المقاومة الفلسطينية و قهرت تلك الصفقة المُشرفة أرباب المساومة الذين يتهالكون فى الدفاع عن أمن المحتل, والذين يُحقرون مقاومة الشعب الفلسطينى المحتلة أرضه!
من هنا أنطلق للحديث عن خطاب عباس المرتعش فى الأمم المتحدة. الخطاب الذى تعودنا على مضمونه الفارغ الذى لا قيمة له, فتوصيف معاناة شعبنا لا تحتاج إلى خطابات بعد فشل مفاوضات و مؤامرات امتدت لأكثر من عشرين عاماً! إن هذه المعاناة ساطعة سطوع الشمس طالما المحتل موجودا و لا تحتاج إلى التوصيف و إن ما تحتاجه هو كنس هذا المحتل الذى لن يحدث على أيدى هؤلاء المرجفون فى المدينة. إن الغياب التام فى خطاب عباس للحديث عن انتهاك حرمات الإسلام و التطاول على الرسول الأكرم و الذى للصهاينة الجبناء اليد الطولى فى ذلك التطاول و تلك الانتهاكات لهو أكبر دليل على أن الله و رسوله بريئون من أمثال هؤلاء الزعماء براءة الذئب من دم ابن يعقوب, بينما ننظر إلى زعيم عربى محترم خطب فى تلك القاعة و هذه الأمم و لم يغب عن وعيه الدفاع عن الإسلام و رسوله الأكرم رغم ما تحتاجه مصر من دعم عالمى و لا سيما الأمريكى و الأوروبى منه!
فى هذا اليوم و نحن نحتفل بالدم و الدموع بمناسبة ذكرى الإنتفاضة المباركة أقول و أُذكِر عباس بأن فلسطين لا تحتاج إلى خطابات لتحريرها بل لأن يدفع من دمه فى سبيل ذلك فهو ليس بأغلى من الياسر و الياسين, و ليس بأعز من ولد يقبع خلف قضبان العدو و داخل زنازين سجونه على قلب أمه! إن فلسطين و إقامة الدولة لا يحتاج إلى خطابات و الأمم المتحدة ليست العنوان لذلك, لأن الأمم المتحدة لا تحرر الأرض و لا تبنِ عماد البلدان و إنما العكس!
إن ما تحتاجه فلسطين هو أن يزول كل زعيم مرتعش, يُحقِر شعبه و دماء الشهداء و تضحياتهم و بطولات المقاومة.
إن ما تحتاجه فلسطين أن تكنس كل من يتآمر على لُحمة البيت الفلسطينى الداخلى و نسيجه الإجتماعى و الوطنى و الجغرافى, لتُضيف بذلك رقماً جديداً إلى أرقام الحكام العرب الذين كنستهم و ستكنسهم شعوبهم إلى مزابل التاريخ!
إن ما تحتاجه فلسطين اليوم هو أن تجدد العهد و البيعة مع الله و رسوله ثم مع دماء الشهداء وعذابات الأسرى و أنات المبعدين و اللاجئين, و أن تجدد العهد و البيعة على التمسك بالثوابت و الحقوق.
إن أحوج ما تحتاجه فلسطين اليوم و هى تحتفل بذكرى الإنطلاقتين و فى ظل الهجمة البربرية على الإسلام و المسلمين أن نجدد العهد و البيعة مع قائد الغُر المُحَجلين, محمد النبى الصادق الأمين.
إنا نُجدد عهدنا لنبينا *** طه الأمين و قائد الثوارِ
بأبي و أمي أنت نبي محمد *** روحي فداك و كل من في دارِى
حملت نوراً جئت لنا بهدىً *** يا مصطفى يا درة الأبرارِ
أخرجت ناساً كانت تعبد هوى *** لعبادة خالقٍ واحدٍ قهارِ
و رسمت نوراً للخلائق تهتدي *** لجنان ربٍ علم المختارِ
كنت الأمين و صادقا في غفلة *** فبُعثت بالتقوى و خير قرارِ
يا أمتي صلى على الأحمد نورنا *** صلى صلاة في دُجى الأسحارِ
يا أمتي هبي لننصر ديننا *** هبي لنُحيىَ سنة المغوارِ
د/ أحمد الأشقر
عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الشعبية
و شاعر المقاومة الفلسطينية
غزة – فلسطين
29.09.2012
اليوم فى الذكرى السنوية 12 لانطلاقة انتفاضة الأقصى المبارك و انطلاقة المقاومة الشعبية فى فلسطين نقف أمام فاصل تاريخى كبير فى حركة الشعب الفلسطينى التحررية المظفرة, فى تاريخ تضحية هذا الشعب الأبى المغوار و عطائه من أجل قضيته العادلة, قضية كل هذه الأمة.
فى مثل هذا اليوم تهاوت أحذية العباد و المصلين فوق رأس المجرم شارون لتشهد بذلك باحات المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين و مسرى المصطفى محمد صلى الله عليه و على اله و صحبه و سلم, و ليُسجل ذلك التاريخ.
إن ذاك المجرم اللعين أراد بتلك الفعلة المقززة أن يدغدغ مشاعر الجمهور الصهيونى الذى يعشق كل فعل يسوء للإسلام و مشاعر المسلمين فى كل أصقاع الأرض لا سيما مشاعر الشعب الفلسطينى بمسلميه و مسيحييه. هذا هو ديدن أعداء الله بالأمس و اليوم و فى كل يوم, يسيئون إلى ديننا و معتقداتنا و نبينا الأكرم و إلى أرضنا ثم يبررون ذلك بحرية رأى و تعبير بكل صلف و كبرياء و تبجح.
فى ذلك اليوم من العام 2000 انسد أفق التسوية البغيضة و اصطدمت أوسلو بجدار التعنت الصهيونى كما الان و فى كل ان! وكان البركان فى صدر شعبنا يغلى فى انتظار اللحظة التى يثور فيها, هذا البركان الذى تراكم على إثر ممارسات و فساد سلطة سيئة الذكر, ارتبطت باتفاقية أسوأ منها ذكرا, و توالد الحنق فى صدر الشعب الفلسطينى جراء ممارسات المحتل الإرهابية. انفجر البركان فى وجه شارون – لعنه الله – و حدث ما لم تشته سفن الأوسلويين و الكيان, لقد هبت فى ذلك اليوم ريح صرصر عاتية فى وجه المحتل و أعوانه, لم تُبق للظلم و العدوان من باقية! أبى فيها الشعب الفلسطينى المجاهد إلا و أن يزلزل أركان هذا العدو الإرهابى الجبان ضارباً بعرض الحائط كل ما سمع من وعود سلطة أوسلو عن الحقوق و الثوابت و الدولة الفلسطينية المنشودة! و اشتعلت غزة و الضفة فى وجه الصهاينة و أرباب بنى خيبر.
مرت هذه الإنتفاضة بعدة محطات كان من أبرزها:-
-قُدمت أرواح قادة عظام من قادة الأمة فداءً لقضيتها المركزية, و خضبت دمائهم ثرى الوطن الحبيب كان من أبرزهم شيخ المجاهدين وعنوان الإنتفاضتين الشيخ أحمد ياسين, و الرمز أبو عمار, و الرفيق أبو على, و الأسد الهصور د/ الرنتيسى, و المقادمة و أبو شنب و صيام و ريان و القوقا و أبو عطايا و أبو القمصان و الحسنات و النيرب و القيسى و غيرهم كُثر, كما أن هذه الإنتفاضة المجيدة قدمت الصف الأول من أبرز قيادات أجنحة العمل العسكرى للفصائل الفلسطينية دون استثناء.
إن هذه الدماء دفعت شعبنا لأن يمضى نحو القدس غير ابه أو متردد متمسكا بالمقاومة, الخيار الأول و الأخير, الخيار الإستراتيجى و صاحب ترجمة الإنتصارات على الأرض, بعيدا عن لغة المؤتمرات و الغرف المُكيفة.
-انطلقت حركة عسكرية شعبية عارمة عُرفت باسم لجان المقاومة الشعبية و كتائبها المُظفرة, حتى أصبحت فصيلا فلسطينيا قويا يُزاحم كبرى فصائل المقاومة و يتنافس معها فى منافسة المقاومة الشريفة, إنها اللجان الضاغطة على الزناد و التى عانقت و تعانق الأيدى الطاهرة الأخرى و المتوضئة و تعمل اللجان اليوم بجناحين ضاربين يُعرفان باسم: حركة المقاومة الشعبية و جناحها العسكرى كتائب الناصر صلاح الدين, و لجان المقاومة الشعبية و جناحها العسكرى ألوية الناصر صلاح الدين.
-ازدادت وتيرة العمليات الإستشهادية البطولية داخل الأرض المحتلة فى العام 1948, لتُلهب الأرض بركانا من تحت أقدام المحتل الغاصب, كما كان نصيبا كبيرا من تلك العمليات لاقتحام معسكرات الجيش و مغتصباته لا سيما الإقتحام الأول و البطولى و الذى قام به الإستشهادى البطل بهاء الدين إسعَيِد, و لقد دخلت تجربة حرب الأنفاق و الصواريخ فى دائرة العمل المقاوم و الذى كان لهما الدور الأبرز فى حسم معارك كثيرة من الصراع لصالح المقاومة الفلسطينية و مشروعها المُظفر.
-أعاد المجرم شارون فى العام 2002 احتلال الضفة و كان من أبرز تلك المحطات حصاره للمقاطعة و لكنيسة المهد و معركة جنين البطولية التى مرغت أنف العدو الصهيونى فى تراب المخيم المنتصر, و علمته درساً لن ينساه أبداً.
لقد أوصل المجرم شارون رسالة إلى سلطة البؤس و التفريط من خلال إعادة احتلاله للضفة مفادها بأن السلام الذى تلهثون خلفه " سراب ", إذا ما مُس أمن كياننا اللقيط و لم تحافظوا على تعهداتكم بالحفاظ على أمننا!
-انسحاب العدو من غزة فى العام 2005 تحت ضربات المقاومة الباسلة و حرب الأنفاق, و التى برر له العدو حينها بمسميات فارغة المضمون مثل إعادة الإنتشار و لقد ساهم أرباب أوسلو و أيتام التنسيق الأمنى فى ابتكار المسميات لحفظ ماء وجههم القبيح و الوجه الإرهابى للمحتل الغاشم.
-فاز مشروع المقاومة فى الإنتحابات التشريعية فى العام 2006 و مُنِى مشروع المساومة بهزيمة نكراء, لقد اختار الشعب الفلسطينى حماس, و أسقط الأوسلويين و دعاة الإستسلام و عبيد التنسيق.
تامر القريب قبل البعيد على هذا الفوز و مشروعه, و رفض هذا النفر المهزوم المُنهزم الاعتراف بنتيجة الإنتخابات التى هى أولى أبجديات إحترام مبادئ تدوال السلطة و الحياة الديمقراطية و الأنكى من ذلك ينادون اليوم بالإنتخابات و فقط الإنتخابات لإنهاء الإنقسام الفلسطينى و يجب أن أذكر القارئ الكريم بأن السبب الأصيل و الأوحد فى هذا الإنقسام هم هؤلاء الذين لم يتعلموا إحترام الاخرين وكان و لا يزال ديدنهم التفرد و إقصاء الاخرين و لم يعوا بعد أن فلسطين أكبر منهم بكثير!!!
-حصار غزة منذ العام 2007 و الذى تُوج فيما بعد بحرب مسعورة على غزة, لقنت فيها المقاومة الفلسطينية العدو درسا موجعا بعد أن كان يُمَنِى نفسه بإعادة احتلال غزة, فيما كان يحلم البعض بالعودة إلى غزة على ظهر دبابات العدو التى تمزق بعضها إثر حمم نيران المقاومة! إن الحرب على غزة عززت من موقف المقاومة أنها الخيار الاستراتيجى الأمثل لتحرير الأرض, كما و كشفت مؤامرة سلطة أوسلو و بعض أنظمة العار العربية التى كنستها شعوبها فيما بعد فى أجمل ربيع مر على منطقتنا العربية و شرقنا الأوسط.
فى ذكريات هذه الحرب التى لن ينساها أهل غزة أبدا من ذاكرتهم تحدثت لغة الدم و الحراب و سكتت لغة الهزيمة و الاستسلام, و كانت صواريخ المحتل تزيد من حرارة غزة و عِشق مجاهديها الأشاوس إلى الجنة, لتُلهب الأرض من تحت أقدام الصهاينة الغزاة و عملائهم و أضحت حرب الفرقان أقوى صفعة و أكبر خزى و عار على جبين من أراد أن يستعيد غزة من أيدى رجالها و مقاوميها الأبطال, و أن يعود إليها على ظهر دبابات العدو تيمُناً بكرزاى أفغانستان و مالكى العراق!
-إختطاف شاليط و المحافظة عليه فى غزة المحاصرة لمدة زادت عن الخمس سنوات إلى أن رضخ المحتل لمطالب المقاومة الفلسطينية و قهرت تلك الصفقة المُشرفة أرباب المساومة الذين يتهالكون فى الدفاع عن أمن المحتل, والذين يُحقرون مقاومة الشعب الفلسطينى المحتلة أرضه!
من هنا أنطلق للحديث عن خطاب عباس المرتعش فى الأمم المتحدة. الخطاب الذى تعودنا على مضمونه الفارغ الذى لا قيمة له, فتوصيف معاناة شعبنا لا تحتاج إلى خطابات بعد فشل مفاوضات و مؤامرات امتدت لأكثر من عشرين عاماً! إن هذه المعاناة ساطعة سطوع الشمس طالما المحتل موجودا و لا تحتاج إلى التوصيف و إن ما تحتاجه هو كنس هذا المحتل الذى لن يحدث على أيدى هؤلاء المرجفون فى المدينة. إن الغياب التام فى خطاب عباس للحديث عن انتهاك حرمات الإسلام و التطاول على الرسول الأكرم و الذى للصهاينة الجبناء اليد الطولى فى ذلك التطاول و تلك الانتهاكات لهو أكبر دليل على أن الله و رسوله بريئون من أمثال هؤلاء الزعماء براءة الذئب من دم ابن يعقوب, بينما ننظر إلى زعيم عربى محترم خطب فى تلك القاعة و هذه الأمم و لم يغب عن وعيه الدفاع عن الإسلام و رسوله الأكرم رغم ما تحتاجه مصر من دعم عالمى و لا سيما الأمريكى و الأوروبى منه!
فى هذا اليوم و نحن نحتفل بالدم و الدموع بمناسبة ذكرى الإنتفاضة المباركة أقول و أُذكِر عباس بأن فلسطين لا تحتاج إلى خطابات لتحريرها بل لأن يدفع من دمه فى سبيل ذلك فهو ليس بأغلى من الياسر و الياسين, و ليس بأعز من ولد يقبع خلف قضبان العدو و داخل زنازين سجونه على قلب أمه! إن فلسطين و إقامة الدولة لا يحتاج إلى خطابات و الأمم المتحدة ليست العنوان لذلك, لأن الأمم المتحدة لا تحرر الأرض و لا تبنِ عماد البلدان و إنما العكس!
إن ما تحتاجه فلسطين هو أن يزول كل زعيم مرتعش, يُحقِر شعبه و دماء الشهداء و تضحياتهم و بطولات المقاومة.
إن ما تحتاجه فلسطين أن تكنس كل من يتآمر على لُحمة البيت الفلسطينى الداخلى و نسيجه الإجتماعى و الوطنى و الجغرافى, لتُضيف بذلك رقماً جديداً إلى أرقام الحكام العرب الذين كنستهم و ستكنسهم شعوبهم إلى مزابل التاريخ!
إن ما تحتاجه فلسطين اليوم هو أن تجدد العهد و البيعة مع الله و رسوله ثم مع دماء الشهداء وعذابات الأسرى و أنات المبعدين و اللاجئين, و أن تجدد العهد و البيعة على التمسك بالثوابت و الحقوق.
إن أحوج ما تحتاجه فلسطين اليوم و هى تحتفل بذكرى الإنطلاقتين و فى ظل الهجمة البربرية على الإسلام و المسلمين أن نجدد العهد و البيعة مع قائد الغُر المُحَجلين, محمد النبى الصادق الأمين.
إنا نُجدد عهدنا لنبينا *** طه الأمين و قائد الثوارِ
بأبي و أمي أنت نبي محمد *** روحي فداك و كل من في دارِى
حملت نوراً جئت لنا بهدىً *** يا مصطفى يا درة الأبرارِ
أخرجت ناساً كانت تعبد هوى *** لعبادة خالقٍ واحدٍ قهارِ
و رسمت نوراً للخلائق تهتدي *** لجنان ربٍ علم المختارِ
كنت الأمين و صادقا في غفلة *** فبُعثت بالتقوى و خير قرارِ
يا أمتي صلى على الأحمد نورنا *** صلى صلاة في دُجى الأسحارِ
يا أمتي هبي لننصر ديننا *** هبي لنُحيىَ سنة المغوارِ
د/ أحمد الأشقر
عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الشعبية
و شاعر المقاومة الفلسطينية
غزة – فلسطين
29.09.2012
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية