إنقاذ الأقصى.. رسالة من القاهرة إلى زعران (تل أبيب)...بقلم : عصام شاور
رغم البزوغ البطيء لثمرات ثورة 25 يناير التي أطاحت بالمخلوع حسني مبارك إلا أنها بإذن الله تظهر شيئاً فشيئاً، سواء تلك التي تعود بالخير على الشعب المصري فيما يخصه، أو على المنطقة العربية والإسلامية برمتها، وللأقصى والقدس وفلسطين النصيب الأكبر من بركات الثورة في البلاد العربية وفي مصر على وجه الخصوص.
ففي الوقت الذي تعيش فيه القدس أحلك ظروفها من تهويد وتشريد لأهلها وتغيير لمعالمها، ويتعرض المسجد الأقصى الشريف إلى حفريات من أسفله تهدد بقاءه، وانتهاكات إسرائيلية لحرماته تأتي البشائر من أرض الكنانة بعد أن تطهرت من رجس مبارك وأزلامه، حيث قررت القوى الوطنية لدعم الشعب الفلسطيني والمقاومة وكذلك لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعشرات القوى الوطنية والإسلامية المصرية، أن يكون الأزهر الشريف نقطة الانطلاق لمليونية "إنقاذ القدس" يقودها رئيس الوزراء إسماعيل هنية والدكتور صلاح سلطان أمين عام لجنة القدس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وذلك رداً على الممارسات الإجرامية للمحتل الإسرائيلي التي اشتدت في الآونة الأخيرة.
مليونية إنقاذ الأقصى لن تحرر فلسطين ولكنها ستحرك الضمير العربي والإسلامي والمشاعر تجاه القدس، وهي في الوقت ذاته رسالة تاريخية من شيوخ الأزهر وأحرار مصر إلى زعران تل أبيب، تذكرهم بأن القدس ليست للفلسطينيين وحدهم بل لكل المسلمين، وأنهم مستعدون لبذل الغالي والنفيس من أجل تحريرها والوقوف إلى جانب إخوانهم المرابطين في القدس وفي فلسطين، وأن العربدة والزعرنة التي يمارسها المغتصبون اليهود لن تدوم طويلاً، رغم معاهدة الاستسلام كامب ديفيد وكل المحاولات الآثمة لفصل فلسطين عن الوجدان العربي، وهي رسالة كذلك إلى الذين يشككون في أصالة الثورة العربية والربيع العربي لتؤكد بأنها ثورة حقيقية ضد الطغاة والبغاة وضد الاحتلال الأجنبي لبلاد المسلمين.
مليونية إنقاذ الأقصى ستتبعها مليونيات، وميادين التحرير التي أطاحت بالأنظمة الطاغية ستتحول إلى ميادين لنصرة الأقصى والقدس وفلسطين، ويجب دعم تلك الجهود المباركة بالمشاركة فيها وترجمتها إلى أفعال لحماية المقدسات ولدعم صمود المقدسيين والضغط على الاحتلال الإسرائيلي بكل السبل المتاحة حتى يأذن الله عز وجل بنصره وترتفع راية "لا إله إلا الله" خفاقة فوق مآذن عكا وحيفا وتل الربيع وبيت المقدس.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية