إنهاء الانقسام وليس القسام
د. أيمن أبو ناهية
إن كل شيء قابل للزوال إلا الحق يبقى غير قابل للزوال والإزالة، وهذا هو حالنا كشعب فلسطيني فحقنا ثابت راسخ لا يتزحزح ولم نَحِد عنه قيد أنملة، لطالما أننا مؤمنون بعدالة قضيتنا، وعلى رأس أولويات حقوقنا حقنا في مقاومة الاحتلال وتحرير بلادنا، وهذا لا يتم تحقيقه إلا بوحدتنا ووحدة عملنا كي نكون يدا واحدة معتصمين بحبل الله جميعا غير متفرقين.
إن الحديث عن الوحدة الوطنية يستوجب بالطبع وحدة الصف والمقاومة، بمعنى التخلص من عدونا اللدود وهو الانقسام، الذي فرقنا وأضعفنا وشتتنا وبدد كل أحلامنا على مدار خمس سنوات ولا يزال، وقد استغله الاحتلال في تحقيق أهدافه الاستيطانية، فجاءت نتائجه سلبية على القضية الفلسطينية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إن المعادلة التي تطرح نفسها هنا هي ارتباط الانقسام بالمقاومة ارتباطا عضوياً وروحياً ونفسياً، فلا يمكن أن ينتهي الأول إلا بنَفَس الأخيرة، ولا يمكن للأخيرة أن تقوى شوكتها إلا بانتهاء الأول. بمعنى آخر، المقاومة بحاجة إلى وحدة وطنية وعمل مشترك، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن المقاومة ليست حكرًا على أحد، كما كان معهودا في السابق فترة الخمسينيات، والستينيات والسبعينيات، بل هي ملك لكل الشعب الفلسطيني، ولا يجوز لأي شخص أو فصيل تبنيها لنفسه ومنعها عن الآخر، كما لا يجوز لأحد أن يوقفها أو ينهيها أو يمنع ويعطل أعمالها ونشاطاتها، أو ملاحقة المقاومين، فكما قلت إنه حق طبيعي لأي شعب محتل ويسعى لإنهاء الاحتلال.
لقد قطعت المقاومة شوطًا طويلًا من الجهاد والاستشهاد وإراقة الدماء، وفصول من الاعتقال والتشريد والتدمير من أجل تحرير الأرض والعرض والأسرى والمسرى من الاحتلال، فما للمقاومة أن تهدأ أو تستكين إلا ببلوغ هدفها ومبتغاها، وهو تحرير فلسطين وتحرير الأسرى والقدس والأقصى وإرجاع اللاجئين.
وفي هذا الصدد نشر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس, أبو عبيدة, على موقعه محذرا ومتوعدا: "بأن القسام لن تسمح لأحد بحلها". وفي قراءتي الأولى لما قاله الناطق أبو عبيدة _حتى لو كان الكلام قد صدر عن جهة رسمية أو غير رسمية، أو أنه كلام عارٍ عن الصحة وهو مجرد إشاعات إعلامية، أو أنه كلام مفتعل للتشويش وإثارة الفتن والقلاقل والتحريض، أو أنه كلام مقصود به جس النبض تمهيدًا لتفعيله_ هو أنه إذا كان المقصود من هذا فقط إنهاء كتائب القسام فهذا يعني أيضا إنهاء المقاومة الفلسطينية بشكل عام!، ولذا يتوجب طرح الأسئلة التالية، ما هو البديل: هل البديل الاستسلام والاستمرار في رفع الراية البيضاء التي عودنا الاحتلال عليها في كل حرب؟ هل يا ترى البديل هو المفاوضات والتنازلات، وماذا بقي لنا (يا حسرة) لنتنازل عنه؟ فالضفة تآكلت وما تبقى منها فهو في إطار النفاذ بفعل الاستيطان الذي يمتد كالسرطان في كل مدنها وقراها وسفوحها وسهولها. لقد جربنا معادلة المفاوضات على مدار 20 سنة ولم نحصل على شيء، بل إننا فقدنا بموجبها كل شيء وأدخلتنا في متاهات وخارطة طريق وعرة ونفق مظلم لم نعرف مخارجه.
لا نريد أن نستبق الأحداث ونشكك في النوايا لأننا نجهل علم الغيب، وغير معنيين بافتعال الفتن بالذات في هذه الفترة الحساسة من حسابات الزمن التي تسير بعكس مصالحنا وقضيتنا وعلى رأسها الانقسام نفسه، بقدر ما أننا معنيون في تفعيل ملف المصالحة لإنهاء الانقسام، وليس القسام.
فالقسام ليست بالسهل على أحد أن ينهيها أو يوقفها إلى الأبد، فهي كما وصفها أخي وزميلي الدكتور يوسف رزقة في مقاله السابق "القسام ليس ملكًا لحماس فقط بل أيضًا هي ملك الكل الفلسطيني"، وقد نسبت نفسها إلى الشهيد الشيخ المجاهد عز الدين القسام، ومعروف عنه أنه فجر الثورة الفلسطينية الأولى في العشرينيات من القرن الماضي ضد الانتداب الإنجليزي والاستيطان الصهيوني.
لقد أثبتت القسام نفسها على أرض فلسطين وفرضت المعادلة السياسية والعسكرية على الاحتلال، ولم تتأثر بأي هزة مهما بلغت قوتها، وكانت القسام دائما بالمرصاد للاحتلال وأعوانه ومن تعاقد معه، فاستبسلت القسام في معاركها مع الاحتلال، فطردته من غزة، وأذعنته لمطالبها وشروطها لصفقة تبادل الأسرى، وتصدت له واستطاعت دحره في حرب الفرقان (الرصاص المصبوب)، وباغتته في عقر داره وهزمته هزيمة نكراء في حرب حجارة السجيل (عمود الغيمة).
إن البحث عن حلول للمأزق الذي حل بنا كشعب فلسطيني يجب أن يكون في إطار إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية اللتين بهما تكون عزتنا وقوتنا، وأن لا نتجاهل أو نتطاول على العين الساهرة على أمن وأمان شعبها، فـ"القسام" ومعها جميع أذرع فصائل المقاومة الأخرى بمثابة خط الدفاع الأول عن شعبنا وثوابتنا الوطنية.
إن الحديث عن الوحدة الوطنية يستوجب بالطبع وحدة الصف والمقاومة، بمعنى التخلص من عدونا اللدود وهو الانقسام، الذي فرقنا وأضعفنا وشتتنا وبدد كل أحلامنا على مدار خمس سنوات ولا يزال، وقد استغله الاحتلال في تحقيق أهدافه الاستيطانية، فجاءت نتائجه سلبية على القضية الفلسطينية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إن المعادلة التي تطرح نفسها هنا هي ارتباط الانقسام بالمقاومة ارتباطا عضوياً وروحياً ونفسياً، فلا يمكن أن ينتهي الأول إلا بنَفَس الأخيرة، ولا يمكن للأخيرة أن تقوى شوكتها إلا بانتهاء الأول. بمعنى آخر، المقاومة بحاجة إلى وحدة وطنية وعمل مشترك، وهذا هو الأساس الذي قامت عليه الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن المقاومة ليست حكرًا على أحد، كما كان معهودا في السابق فترة الخمسينيات، والستينيات والسبعينيات، بل هي ملك لكل الشعب الفلسطيني، ولا يجوز لأي شخص أو فصيل تبنيها لنفسه ومنعها عن الآخر، كما لا يجوز لأحد أن يوقفها أو ينهيها أو يمنع ويعطل أعمالها ونشاطاتها، أو ملاحقة المقاومين، فكما قلت إنه حق طبيعي لأي شعب محتل ويسعى لإنهاء الاحتلال.
لقد قطعت المقاومة شوطًا طويلًا من الجهاد والاستشهاد وإراقة الدماء، وفصول من الاعتقال والتشريد والتدمير من أجل تحرير الأرض والعرض والأسرى والمسرى من الاحتلال، فما للمقاومة أن تهدأ أو تستكين إلا ببلوغ هدفها ومبتغاها، وهو تحرير فلسطين وتحرير الأسرى والقدس والأقصى وإرجاع اللاجئين.
وفي هذا الصدد نشر الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس, أبو عبيدة, على موقعه محذرا ومتوعدا: "بأن القسام لن تسمح لأحد بحلها". وفي قراءتي الأولى لما قاله الناطق أبو عبيدة _حتى لو كان الكلام قد صدر عن جهة رسمية أو غير رسمية، أو أنه كلام عارٍ عن الصحة وهو مجرد إشاعات إعلامية، أو أنه كلام مفتعل للتشويش وإثارة الفتن والقلاقل والتحريض، أو أنه كلام مقصود به جس النبض تمهيدًا لتفعيله_ هو أنه إذا كان المقصود من هذا فقط إنهاء كتائب القسام فهذا يعني أيضا إنهاء المقاومة الفلسطينية بشكل عام!، ولذا يتوجب طرح الأسئلة التالية، ما هو البديل: هل البديل الاستسلام والاستمرار في رفع الراية البيضاء التي عودنا الاحتلال عليها في كل حرب؟ هل يا ترى البديل هو المفاوضات والتنازلات، وماذا بقي لنا (يا حسرة) لنتنازل عنه؟ فالضفة تآكلت وما تبقى منها فهو في إطار النفاذ بفعل الاستيطان الذي يمتد كالسرطان في كل مدنها وقراها وسفوحها وسهولها. لقد جربنا معادلة المفاوضات على مدار 20 سنة ولم نحصل على شيء، بل إننا فقدنا بموجبها كل شيء وأدخلتنا في متاهات وخارطة طريق وعرة ونفق مظلم لم نعرف مخارجه.
لا نريد أن نستبق الأحداث ونشكك في النوايا لأننا نجهل علم الغيب، وغير معنيين بافتعال الفتن بالذات في هذه الفترة الحساسة من حسابات الزمن التي تسير بعكس مصالحنا وقضيتنا وعلى رأسها الانقسام نفسه، بقدر ما أننا معنيون في تفعيل ملف المصالحة لإنهاء الانقسام، وليس القسام.
فالقسام ليست بالسهل على أحد أن ينهيها أو يوقفها إلى الأبد، فهي كما وصفها أخي وزميلي الدكتور يوسف رزقة في مقاله السابق "القسام ليس ملكًا لحماس فقط بل أيضًا هي ملك الكل الفلسطيني"، وقد نسبت نفسها إلى الشهيد الشيخ المجاهد عز الدين القسام، ومعروف عنه أنه فجر الثورة الفلسطينية الأولى في العشرينيات من القرن الماضي ضد الانتداب الإنجليزي والاستيطان الصهيوني.
لقد أثبتت القسام نفسها على أرض فلسطين وفرضت المعادلة السياسية والعسكرية على الاحتلال، ولم تتأثر بأي هزة مهما بلغت قوتها، وكانت القسام دائما بالمرصاد للاحتلال وأعوانه ومن تعاقد معه، فاستبسلت القسام في معاركها مع الاحتلال، فطردته من غزة، وأذعنته لمطالبها وشروطها لصفقة تبادل الأسرى، وتصدت له واستطاعت دحره في حرب الفرقان (الرصاص المصبوب)، وباغتته في عقر داره وهزمته هزيمة نكراء في حرب حجارة السجيل (عمود الغيمة).
إن البحث عن حلول للمأزق الذي حل بنا كشعب فلسطيني يجب أن يكون في إطار إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية اللتين بهما تكون عزتنا وقوتنا، وأن لا نتجاهل أو نتطاول على العين الساهرة على أمن وأمان شعبها، فـ"القسام" ومعها جميع أذرع فصائل المقاومة الأخرى بمثابة خط الدفاع الأول عن شعبنا وثوابتنا الوطنية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية