إياكم وغضب الشعب ...
بقلم : مصطفى الصواف
ما يجري في سجون الضفة الغربية جريمة بكل معنى الكلمة، لأنه يجري بحق أبناء الشعب الفلسطيني، بحق المجاهدين، بحق الأسرى المحررين، بحق حرائر فلسطين الذين يزج بهم في السجون ويتعرضون للتعذيب والاهانة، ظنا من المجرمين أن ذلك سينزع من قلوب وعقول الناس حبهم لأرضهم ودينهم وانتماءهم إلى عقيدتهم.
ما يجري في سجون الضفة من تعذيب تجاوز كل الحدود ولم يبق مجال للتبرير أو السكوت، أو الصمت أمام ما يجري، حتى المناشدات والبيانات واستنكارات بعض مراكز حقوق الإنسان، لأن هذه الأجهزة القهرية لا تعير اهتماما لكل هذا الذي يجري، ما أدى إلى قيام المختطفين بالإضراب عن الطعام داخل سجون العار (الفتحاوية) في أريحا وغيرها من المدن الفلسطينية في خطوة تهدف إلى توصيل رسالة إلى هؤلاء المجرمين يقولون فيها بأننا لا نعير الحياة التي تلهثون خلفها ولن تنالوها، اهتماما، وان الموت بالنسبة لنا أمنية طالما انه كان في سبيل الله، وهذه السجون ساوت أصحابها بالعدو والمحتل، لأن هدفهم واحد وهو استهداف من يتمسك بدينه ووطنه، وجعلهم يطأطئون الرأس ويركعون لجلاديهم من اجل رفع الراية البيضاء والتسليم لمشروع تصفية القضية الفلسطينية.
هذه الخطوة التي أقدم عليها نفر من المختطفين في سجون سلطة رام الله يجب أن تنسحب على كافة السجون وان يقدم عليها كافة المعتقلين دون تردد لأنها خطوة احتجاجية على الظلم والعدوان الممارس ضد هؤلاء الشرفاء من قبل حثالة من أبناء الشعب الفلسطيني تربت على أيدي أجهزة مخابرات أمريكية وغربية وعلى أيدي أباطرة السجون في بعض الأنظمة العربية.
هذا الإضراب عن الطعام يحب أن يتبعه تحرك فاعل في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية، وأن تنظم التظاهرات والمسيرات حتى يعلن العصيان المدني على هكذا سلطة متعاونة مع الاحتلال، واجبارها على العودة إلى الشعب الفلسطيني، فلن يخسر هؤلاء شيئا، وإن وصل حد إطلاق النار عليهم من قبل هذه الأجهزة التي لن تراعي دينا ولا قيما ولا مبادئ وكل همها إرضاء أسيادها في واشنطن وتل أبيب وبعض النظم العربية سيئة الصيت والسمعة.
إن الموت دفاعا عن الدين الوطن هو اسمى أنواع الموت، وعندما يصل الحد بهذه الأجهزة أن تكون جزءاً وأداة من أدوات المحتل باتت مواجهتها بأي شكل من الإشكال ضرورة ملحة حتى تجبر على التوقف عن ممارساتها الخارجة عن كل القيم والأعراف والمبادئ، فيجب أن لا يخشى الشارع في الضفة الغربية الموت أو السجن أو التعذيب، ومن الضروري تشكيل حالة رأي عام ضاغطة وفاعلة وهذا النظام الفاسد يجب أن يشعر بالخطر، دون ذلك فلن يعير الموضوع اهتماما.
إن المسئولية الكاملة تقع على عاتق من يتولى كبر هذه السلطة وحكومتها المجرمة وأجهزتها الفاشية، وإن أي مكروه يصيب هؤلاء الأسرى ستكون هذه القيادة هي أول من ستدفع الثمن، وعلى ذلك ليعلم هؤلاء أن يد الشعب طويلة وإن كان صبره طويل؛ فإن غضبه عنيف وقوي، وردة فعله ستكون خارج حسابات كل الجهات أو مراكز القوى، وعندها سيتخلى من يشجع هذه السلطة من أمريكان وصهاينة وعرب عنها، وسيتركونها لمصيرها المحتوم، والتاريخ فيه أمثلة كثيرة لمن أراد أن يعتبر.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية