وكانت حركة الشهيد الشيخ "أبو عطايا" تسابق الزمن لإنشاء حالة من الرفض للواقع المر الذي أفرزته أوسلو وكان يعمل على مقاومته إلى حد الانعتاق منه بأسرع وقت ممكن , بعد أن أيقن بعمق إيمانه أ

ابو عطايا رجلٌ من زمن المقاومة

الإثنين 08 يونيو 2009

بتاريخ 8/6/2006 اغتالت الطائرات الصهيونية ,الأمين العام للجان المقاومة الشعبية الشيخ جمال أبو سمهدانة "أبو عطايا ,والذي كان يشغل منصب المراقب العام لوزارة الداخلية الفلسطينية, وشكلت عملية الاغتيال ضربة قاسية للمقاومة ,باغتيال رجل بوزن "أبو عطايا" صاحب الهمة العالية ,لايكل ولا يمل في سبيل تحقيق حالة الجهاد ,وزرع روح المقاومة في الشارع الفلسطيني ,ولمسيرة الشهيد الشيخ "أبو عطايا" عناوين بارزة صقلت شخصيته الحادة والعنيدة ,في الحق الفلسطيني والتمسك الخط الجهادي ,ولقد رفض أبو عطايا رحمه الله كل مشاريع التسوية ,ولقد تعامل مع إفرازاتها الأمنية بكل جرأة وقوة , فكان يتقن مقارعتها بالحجة والبراهين , في كل ما يتعلق بالوطن وحق شبابه بالمقاومة , وليس غريباً أن تلقى الأجهزة الأمنية للسلطة , القبض عليه والتهمة مقاومة المحتل ومساعدة التنظيمات الإسلامية "حماس والجهاد " , على النهوض في فترة الاستضعاف وقمع المقاومة بعد هجمة 96 الشهيرة ,كما دخل السجن مرات عديدة بتهمة إيواء المطلوبين من المقاومين , وبتهمة محاولات لصناعة الأسلحة من قذائف وعبوات .
 
وكانت حركة الشهيد الشيخ "أبو عطايا" تسابق الزمن لإنشاء حالة من الرفض للواقع المر الذي أفرزته أوسلو وكان يعمل على مقاومته إلى حد الانعتاق منه بأسرع وقت ممكن , بعد أن أيقن بعمق إيمانه أن الحل بالجهاد والمقاومة , وان طريق التحرير لا تكون إلا بسيف ومنهج إسلامي , يصنع المقاوم القادر على فهم الصراع على حقيقته , فيصاغ وجدانه وتصبغ حركته , بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والسيرة العطرة للصحابة المجاهدين .
 
ولقد بحث "أبو عطايا " على اللحظة المناسبة , لانطلاق الراية التي يراد طمسها من خلال اتفاقيات الذل والمهانة , عبر تأسيس سلطة ذات مهمة أمنية , تحفظ فيها أمن الصهاينة وتوفر لهم الإقامة المريحة على أرض فلسطين ,فكان رحمه الله عليه يتحين الفرصة ليساهم في اندلاع انتفاضة الشعب , ضد كل هذه المشاريع الهزيلة فساهم أبو عطايا في الاشتباكات المسلحة العنيفة في " أحداث النفق 96 " , بعد قيام المجرم نتانياهو بافتتاح نفق أسفل المسجد الأقصى المبارك , وكان أبو عطايا من أبرز قادتها الميدانيين والذي أشعل برصاصه الحر الجبهة الجنوبية من قطاع غزة , واستمرت مشتعلة لأكثر من خمسة أيام متوالية بفضل إصرار أبو عطايا ورفاقه , ولقد كسرت هذه الاشتباكات السياسة المتبعة , لذا بعض قادة السلطة بأن الجندي الصهيوني زميل عمل , وهذا الأمر كان يراد له أن يكون ثقافة المستقبل بين السلطة والكيان الصهيوني , فيقف المسلح الفلسطيني كرجل أمن إلى جانب جندي صهيوني , وتصبح بندقية الفلسطيني ذات وظيفة غريبة حماية "المحتل" , وسعى الصهاينة إلى تطبيق تلك السياسة وزرع هذه الثقافة ,من خلال الدوريات المشتركة على مفترقات الطرق وبالقرب من المغتصبات ,وهي المناطق التي شهدت أعنف الاشتباكات ,وأعادت صور الجندي الصهيوني القاتل والعدو ,على واجه الأحداث والذاكرة اليومية, التي حاول البعض بالقبلات واللقاءات , أن يمحوها من أجيالنا حيث كانت تسيطر على المنطقة برمتها , أجواء عملية التسوية والتطبيع .
 
حتى جاءت انتفاضة الأقصى المباركة, وصال وجال الفارس الأسمر, أسد بيت المقدس الثائر الذي لا يعرف النوم, والمؤمن الذي لا يخشى الموت, أنه "أبو عطايا" فتنادى هو وإخوانه المجاهدين , إلى هبة الأقصى وانطلقت لجان المقاومة الشعبية, والتي شهدت بدايات الانتفاضة وكانت بحق وشهادة لا يمكن نقضها صاحبة السبق, لإطلاق الشرارة الأولى ورعايتها حتى أصبحت الانتفاضة مقاومة مستمرة, ومتطورة وتصارع العدو بكل ما تملك من وسائل وتكتيكات , وتجبر على الفرار من قطاع غزة.
 
نقف اليوم من أجل أن تنتفض ذاكرتنا مع أحد رموز المقاومة , والرجل الذي مر مسرعاً في تاريخ الشعب الفلسطيني, ولكنه ترك أرثاً نقياً من الالتزام بالقضايا الوطنية والإسلامية, اسمه "لجان المقاومة الشعبية ", وأرسى إستراتيجية واضحة بكلماتها البسيطة , نحن في شراكة كاملة مع كل قوى المقاومة, ضد المشروع الصهيوني ونرفض خط التفاوض والتسوية , وندين التنسيق الأمني والارتهان للأجنبي, ونعتبر التفريط بالوطن والمس بالمقاومة خيانة عظمي , هذه أدبيات أبو عطايا الشهيد, والذي رحل عنا ولم يسجل أنه ترك مهمة جهادية دون المشاركة فيها , ولم يترك استشهادياً إلا ودعه وأوصله إلى أخر مراحل المهمة , فكانت ألوية الناصر صلاح الدين على يديه, عمل خالص لوجه الله عزوجل, ونسج في كل بيت فلسطيني حكاية المقاومة , والعزة والانتماء للإسلام دين الشجاعة والفضيلة, من منا لا يعرف "أبو عطايا" هو ذلك الرجل الذي لم يخلع يوماً زيه العسكري ليلاً ونهاراً, على مدار انتفاضة الأقصى حتى ارتقت روحه في ميادين العزة وهو يرتدي الزى العسكري, من منا لا يعرف أبو عطايا الذي تجده دائماً في الإصلاح ذات البين وحل الخلافات بين العائلات, من منا لايعرف أبو عطايا ذلك الند القوي لكل أقطاب مشاريع الهزيمة والعمالة, وكم مرة وبخهم وعراهم أمام الجماهير , فتراهم يخشون مواجهته ولعلهم فرحوا عندما غيبته صواريخ الصهاينة , وما عرفوا أنه أسعد منهم بهذه اللحظة فلقد اكتمل المشوار , على جنة عرضها السموات والأرض بإذن الله.
 
بعد ثلاثة سنوات على اغتيال الأمين العام "أبو عطايا" , لازلت لجان المقاومة على عهدها مع الله, بأن تحفظ دماء الشهداء ووصاياهم فلا تفريط ولا انكسار, والثبات عنوان المرحلة, بعد ثلاثة سنوات على رحيل أسد بيت المقدس لازال حاضراً بيننا, لم تغيب أبو عطايا ولن يغيب نهجك , كلماتك باقية تدق في عمق ذاكرتنا, ألا تفرضوا بالمقاومة هي عهدكم هي حلمكم , هي نصركم هي مرضاه ربكم ..
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية