اتفاق المصالحة في غرفة الإنعاش...بقلم :عزالدين احمد إبراهيم

الثلاثاء 31 مايو 2011

 
اتفاق المصالحة في غرفة الإنعاش


عزالدين احمد إبراهيم


لم نكن نعلم نحن الصحفيين والإعلاميين الذين تواجدوا في أجواء توقيع المصالحة في القاهرة بين حركتي حماس ونقلوا الانطباعات الإيجابية بين الفرقاء بأننا وبعد حوالي الشهر، سنندب حظ هذا الشعب المسكين الذي لم تتم فرحته حتى الآن بتطبيق الاتفاق واقعًا على الأرض كما كان يرجو ويتمنى.

لا نتحدث اعتباطًا، إنما ننقل انطباعات زملاء وأصدقاء في الضفة الغربية بدأ التشاؤم يتسلل إلى نفوسهم في ظل جمود الحالة الوطنية بعد توقيع الاتفاق، يصدقه على الأرض ما يجري من لقاءات بين الحركتين لم يصدر عنها حتى الآن سوى تمنيات وتعهدات لا تجد طريقها إلى التطبيق العملي.

ملف الاعتقالات السياسية ما زال العقبة الكأداء التي تعترض تطبيق الاتفاق، وواضح للعيان أن اطرافًا في سلطة رام الله لم ولن يعجبها اتفاق المصالحة، وعملت وما زالت تعمل على إجهاضه باعتباره تهديدًا لمصالحها ونفوذها الذي تحقق طيلة سنوات الانقسام.
وهنا نوجه اللوم لطرفين: الأول، لحركة حماس بسبب الأداء غير المقنع في التعاطي مع هذا الملف حيث تستمر الأجهزة الأمنية التابعة لسلام فياض بالاعتقالات والاستدعاءات لعناصرها وعناصر الجهاد الإسلامي ضاربة -الأجهزة الأمنية- بعرض الحائط ما تم التوافق عليه في القاهرة، وهنا نسأل حماس: لماذا لم تستخدم الحركة كل أوراقها في الضغط باتجاه إنهاء هذا الملف؟ لماذا لم تطالب حماس مصر التي رعت المصالحة بأن تنتصر لهيبتها ممن يحاولون النيل منها من خلال إحباط إحدى أهم إنجازات الثورة؟ لماذا لم تخيّر حماس فتح حتى اللحظة بين أمرين: إما تجميد لقاءات المصالحة أو الإفراج عن المعتقلين في سجون رام الله؟!
اللوم الثاني نوجهه للحريصين في حركة فتح على المصالحة -وهم كثر- لا تكونوا بصمتكم وعجزكم شركاء في جريمة ملاحقة شرفاء هذا الوطن، استخدموا نفوذكم بالضغط على قيادتكم وعناصركم في الأجهزة الأمنية بضرورة الإفراج عن أبناء وطنكم، التاريخ لن يرحمكم، جرّموا كل من يشارك في اعتقال فلسطيني مقاوم، وشباب ثورة مصر لن يغفروا لكم صمتكم وما يعتبرونه مساسًا بأحد أهم إنجازاتهم، وبالمناسبة فإن صحفيين ومراقبين مصريين تحدثوا عن حضور حماس وفتح في مصر على هامش حفل توقيع المصالحة والكلمات التي ألقيت فيه ورصدوا بأن كلمة محمود عباس التي استمرت 33 دقيقة لم يذكر فيها كلمة واحدة عن الثورة، بينما كلمة مشعل التي استمرت 9 دقائق شكر فيها ثورة مصر ثلاث مرات!!.

استمرار الاعتقالات والاستدعاءات في الضفة الغربية وبقاء مقاومي الشعب خلف القضبان، يشكل إهانة لمصر وثورتها، وإهانة للشعب الفلسطيني الذي خرج بمئات الآلاف فرحًا بالإنجاز الوطني بعد طول انتظار، وإهانة للشعوب العربية التي باركت هذه الخطوة.
على شرفاء حركة فتح أن يحددوا موقفهم الآن من قيادات الأجهزة الأمنية الذي يصرحون جهارًا نهارًا بأنهم لن يوقفوا الاعتقالات ولن يفرجوا عن المعتقلين، وعلى القوى الوطنية الحية -فصائل ومستقلين- أن يسارعوا إلى موقف عاجل قبل فوات الأوان، وقبل أن تنفجر الأوضاع في الضفة في وجه المصالحة ومن تصالحوا .. فمعاناة أمهات المعتقلين وزوجاتهم تتجاوز الانتماءات الفصائلية والحزبية.

وأخيرًا، على حركة حماس أن تكون واضحة مع شعبها وأنصارها فيما يتعلق بهذا الملف، فما يجري هو خرق واضح لبنود المصالحة والورقة المصرية، فإلى متى يستمر التسويف بأن هذا الملف سيغلق قريبًا؟! فالحرص على صمود هذا الاتفاق لا يتناقض مع خطوات عملية تضغط على أصحاب القرار في الضفة بضرورة الإفراج عن أبنائها وكوادرها اليوم قبل الغد.

اتفاق المصالحة الآن في غرفة الإنعاش، فإما أن تتكرر - لا سمح الله - تجربة اتفاق مكة والذي عطله الملف الأمني وممارسات الأجهزة المنفلتة لمحمد دحلان، وإما أن يسارع الجميع إلى ضخّ روح جديدة فيه بالإفراج عن المعتقلين السياسيين أولا وثانيا التبرؤ من "مناضلي التنسيق الأمني" و"حماة الازدهار الاقتصادي" .. تلاميذ مولر -دايتون التي لا تعني لهم فتح ولا فلسطين شيئًا
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية