استراتيجية كيري للتعامل مع القضية الفلسطينية ... بقلم: إبراهيم المدهون

الأحد 02 يونيو 2013

استراتيجية كيري للتعامل مع القضية الفلسطينية

بقلم: إبراهيم المدهون

شهدت القضية الفلسطينية مؤخرا جهدا أمريكيا مكثفا. قاده وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بشكل إعلامي محترف كعادتهم في إحداث ضجيج مليء بالفلاشات والصور والتصريحات، طارحا رؤية جديدة لتحريك العملية السلمية عنوانها غير المباشر "الاقتصاد مقابل الأمن".

من المعروف أن فترة اوباما الأولى شهدت فتورا في اهتمام الولايات المتحدة بملف القضية الفلسطينية وعملية السلام لأسباب داخلية، وأخرى تخص الثورات العربية وثالثة لتطرف حكومة نتنياهو مع الضعف الفلسطيني الواضح.

ومع ذلك لن تسمح الإدارة الأمريكية بوجود فراغ سياسي في القضية الفلسطينية او افشال لعملية التسوية، فتعمل على تحريك العملية للإبقاء على قواعد اللعبة بيديها، من غير حرص على تحقيق الحلول وإنهاء الصراع.

ما يهم الوزير العجوز بتحركاته الأخيرة السير في تسوية القضية الفلسطينية اعلاميا عبر محادثات ولقاءات ومؤتمرات، بغض النظر عن استمرار الاستيطان وانتهاك وتهويد المدينة المقدسة، وإبقاء آلاف الأسرى داخل السجون والمعتقلات (الإسرائيلية).

فهدف كيري الآن اعادة اللقاءات الشكلية والمبادرات الوهمية بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) لإبقاء حالة الدوران مستمرا، وللأسف هناك قبول وتجاوب كبير من قبل الرئيس ابو مازن وسلطته في رام الله لفخ كيري الواضح، مع تقديم تنازلات أكبر من ذي قبل عبر تصريحات ومواقف عباس الاخيرة، مما دعا السيد توفيق الطيراوي للخروج بتصريحات علنية وغاضبة "أننا بعنا القدس".

الولايات المتحدة تعتبر السلطة الفلسطينية في رام الله إحدى أدواتها للتلاعب في القضية الفلسطينية والإمساك بزمام أمورها، ولهذا لن تسمح ان تنهار هذه السلطة أو تتلاشى مهما كلفها من ثمن، وستبقي على دعمها المالي والسياسي.

وتعتمد خطة كيري على استمرار دعم وبناء مؤسسات السلطة في أقل بقعة ارض ممكنة من الضفة الغربية، مع محاولة الحفاظ على حالة من التوازن لصالح قوة الرئيس أبو مازن، وإحداث تغيير وتعديل على اهتمام ووظيفة السلطة من سياسية وتاريخية لقضايا حياتية واقتصادية، وزيادة التنسيق الامني والتعاون مع الاحتلال دون خجل "على المكشوف".

كيري لن يسمح بالمصالحة الفلسطينية في الفترة المقبلة، وسيعمل على تعزيز الانقسام ما دامت ترفض حماس الاعتراف بـ(إسرائيل) والقبول بشروط الرباعية، وسيعمل على تحجيم الحكومة الفلسطينية في غزة سياسيا واقتصاديا، ومحاولة الإبقاء على حالة العزلة مع تجفيف المنابع، ومحاربة وصول السلاح وتعاظم قوتها العسكرية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية