استشعار مصري بخطورة الموقف

استشعار مصري بخطورة الموقف...بقلم: مصطفى الصواف

الجمعة 10 يوليو 2009

استشعار مصري بخطورة الموقف
بقلم: مصطفى الصواف 

الزيارات المكوكية للوفد الأمني المصري لكل من دمشق ورام الله في نهاية الجولة السادسة وفشلها في التوصل لتفاهمات بين كل من فتح وحماس تفضي إلى اتفاق بين الجانبين ينهي حالة الخلاف والانقسام وإعادة المياه إلى مجاريها، كانت أشبه بالصدمة القوية لفريق التفاوض المصري المشكل من قبل جهاز المخابرات المصرية التي يتولى الملف الفلسطيني- الفلسطيني برئاسة مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، الأمر الذي دفع سليمان إلى إرسال الوفد في جولته المكوكية حتى يتم استدراك الموقف وعدم انهيار موضوع الحوار، لاعتبارات متعددة لن نتحدث إلا عن واحدة منها ومتعلقة بهيبة مصر ومكانتها وعدم قبولها لفكرة الفشل، وهذا أمر طبيعي جدا لدولة مثل مصر بمكانتها ووزنها في المنطقة الإقليمية وصورتها وهيبتها أمام النظام العالمي.
 
إلى جانب ذلك يبدو أن مصر وفي نهاية الجولة السادسة أدركت بشكل لا يقبل التأويل أن حركة فتح هي التي لا تريد نجاحا للحوار ووضعت يدها على حقيقة الأمر رغم محاولتها التهرب من هذه الحقيقة في الجولات الماضية، وفي نفس الوقت باتت مصر على قناعة بالموقف الحقيقي لحركة حماس وتوجهها الصادق نحو إنهاء الخلاف والمصالحة على أسس وثوابت، وهذا كان من خلال المواقف والمرونة العالية والمسئولة من قبل حركة حماس.
 
لأن الخلاف داخل فريق فتح المفاوض كان على المكشوف وأمام الوفود المشاركة سواء من حماس أو من فتح ومن المسئولين المصريين خاصة في الجلسة قبل الأخيرة والورقة التي تم الاتفاق عليها من قبل حركة حماس وحركة فتح والتي قبلت بها حماس وأشادت بها مصر ورفضتها فتح نكاية فيما بين أعضاء الوفد الفتحاوي، فقد تكون هذه النقطة وهذا الموقف هو الشعرة التي قصمت ظهر البعير ولم تعد الأمور من قبل مصر تطاق وان استمرار الخلاف الفتحاوي- الفتحاوي والتعنت من قبل فتح، سيؤدي بالفعل إلى إفشال الجهود المصرية للوصول إلى اتفاق ينهي الإشكالية.
 
صحيح أن الحوار كان بشكل ثنائي بين فتح وحماس، وهو الأمر الذي أغضب القوى والفصائل الفلسطينية وعليه أرسلت رسالتها إلى حركة فتح والراعي المصري، ولكن هناك موضوع ضرورة أن تشارك كل الفصائل في الحوار وهذا كان مما دعت إليه حماس لان هذه المشاركة فيها ما يعزز موقفها وربما تكون ورقة ضغط على فتح حتى تستجيب لمصالح الشعب الفلسطيني وتقبل التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام ويعيد الوحدة، وعندما قبلت حماس، أن تحاور فتح بشكل ثنائي، يبدو أنها أرادت تطبيق المثل الشعبي القائل (مشي العيار لباب الدار) وهي أرادت أن تساير حركة فتح لعل وعسى أن يسرع ذلك في التوصل إلى التفاهمات التي تنهي الانقسام، ورغم ذلك كان التعنت و الرفض هو شعار حركة فتح في الجولة السادسة ولعل الوفد المصري راعي الحوار أدرك ذلك دون مواربة أو شك وبوضوح بات يشكل ما نسبته مائة بالمائة، فكانت هذه الجولة المكوكية.
 
ورأت مصر أنه من الضروري أن تبذل مزيداً من الجهد حتى تقف على حقيقة المواقف النهائية والتقت مع الفصائل في دمشق وعرفت الموقف أو تأكدت من الموقف المعروف وذهبت إلى رام الله حتى تلتقي برأس الهرم الفتحاوي محمود عباس وتطرح أمامه ما جرى من وفده في القاهرة وتضع بين يديه المواقف الحقيقية للفصائل، لربما هذه الخطوة تأتي بثمارها.
 
نتمنى أن تتمكن مصر من تذليل العقبات ومن فكفكة الخلافات والمواقف المتعنتة وأن تجمع كل الأطراف الفلسطينية على اتفاق شامل وكامل، دون محاباة أو تحيز من قبلها كراع للحوار، ويبدو أن مصر أدركت أهمية أن تنتقل هي إلى حيث الآخرين، وفعلت بعد هذا الجهد الكبير والوقت الضائع، ومن الملاحظ أن خطواتها الأخيرة تحمل أموراً إيجابية نرجو أن تصدق توقعاتنا وأن نرى اتفاقا للمصالحة قريباً وقريباً جدا، نسأل الله ذلك وهو القادر عليه
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية