استعراض القسام وقطف الثمار ... بقلم : د.عصام شاور

الثلاثاء 16 ديسمبر 2014

استعراض القسام وقطف الثمار

د.عصام شاور

حين يستعرض جيش القسام قوته بأعداد كبيرة من أبطاله وأسلحته المتطورة في شوارع غزة, وتحلق طائرته في سمائها بحضور القادة دون فعل من العدو الإسرائيلي سوى المراقبة والحسرة وعض الأصابع, فهذا يعني درجة متقدمة من الاستقلال, ويعني كذلك أن قوة الردع القسامية قد آتت أكلها بعد هزيمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في معركة العصف المأكول، وأن حماس ما زالت بكامل قوتها العسكرية والسياسية والشعبية والمعنوية، هذا مما قرأته من مشهد استعراض القوة العسكرية لكتائب عز الدين القسام ومن قبله الحشود الجماهيرية التي خرجت للاحتفال بانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس.

كلمة كتائب القسام التي ألقاها "أبو عبيدة" وضعت النقاط على الحروف, وبعثت برسائل في اتجاهات مختلفة، للعدو الإسرائيلي وللمجتمع الغربي المتآمر على غزة وكذلك لبعض الأنظمة العربية التي اعتقدت للحظة أنها قادرة على تغيير مجرى التاريخ أو صناعته أو سرقة إنجازات المقاومة التي تحققت في المعركة الأخيرة مع العدو الإسرائيلي.

إن تعبير المقاومة عن شكرها لكل من يساند القضية الفلسطينية ويساعد المقاومة بالمال والسلاح وغيرهما مع ذكر بعض الدول بعينها يؤكد أن حركة حماس مقدمة على سياسة مختلفة، فيها تحالفات معلنة مقابل تحالفات عربية "سرية" مع (إسرائيل) لضرب المقاومة الفلسطينية، وهذا يعني أن المقاومة جاهزة للدفاع عن نفسها أو حتى لخوض حرب ثانية مع العدو الإسرائيلي لو اضطرت إلى ذلك كما في الحروب السابقة، ونحن نعلم أن الاضطرار هنا يكون إما بعدوان إسرائيلي جديد على غزة والشعب الفلسطيني أو عدم تنفيذ شروط المقاومة وخاصة رفع الحصار وإعادة الإعمار, لأن استمرار المماطلة في التنفيذ يعني الوصول إلى حالة الانفجار التي هددت بها المقاومة وأكدت على اقترابها إن استمرت الأمور على حالها.

ختاماً نؤكد أن المقاومة الفلسطينية بخير, وأن الوجود الإسرائيلي على أرض فلسطين لن يطول، أما رفع الحصار وإعادة الإعمار وتحرير الأسرى فإنها أقرب مما نتصور ولكنها تحتاج إلى بعض الصبر وعدم التعجل في قطف الثمار، وهنا لا بد من التحذير من تصديق من يحاولون عن قصد أو دون قصد تثبيط العزائم والتشكيك في صدق المقاومة، لأن الهدف من المماطلة وتأجيل المفاوضات غير المباشرة هو إحباط الناس من جهة وتضييع إنجازات المقاومة من جهة أخرى، وقد يتحقق الشيء القليل من الأولى أما الثانية فإنما هي أوهام وأحلام ستتبدد قريبا بإذنه تعالى.


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية