الأسير المحرر مازن النتشة: العودة إلى الإضراب الجماعي قريبة
ولد الأسير المحرر مازن جمال النتشة (41 عامًا) في مدينة خليل الرحمن العريقة بتاريخها وحضارتها.. تربى وترعرع في مساجدها.. عرف من خلال خطبه المميزة الملتهبة، ومحاضراته الجامعة المتألقة، ونشاطاته الدعوية والجماهيرية.
حصل على شهادة أصول الدين من كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس، ليلتحق بعد ذلك في نفس الجامعة بكلية الإدارة ليحصل على شهادة الماجستير في الإدارة التربوية، لكن اعتقالاته المتتالية حالت دون ذلك.
لم يكن الشيخ النتشة يتصور أنه سيمضى داخل سجون الاحتلال فترة تفوق مدة إقامته بين أهله وذويه، ولكنها ضريبة الرباط فوق ثرى الأرض المباركة، فقد اعتقل (أبو حذيفة) من قبل قوات الاحتلال الصهيوني مرات عديدة كان أولها عام 1991 حينما كان طالبًا في الثانوية العامة، واستمرت رحلة الاعتقال، ليعود إلى المعتقل من جديد عام 1994م قضى خلالها في السجن مدة ثمانية أشهر، ليأتي الاعتقال الثالث عام 1997م ويدخل في دوامة الاعتقال الإداري، حيث قضى في هذا الاعتقال تسعة أشهر، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فأعيد إلى الاعتقال الإداري مرة أخرى عام 2004م ويستمر في هذه المقبرة حتى عام 2009م وما إن خرج من المعتقل ليتنفس نسيم الحرية لأشهر قليلة جدًّا، حتى أعيد اعتقاله أيضًا إداريًّا بتاريخ (7-10-2009)؛ حيث أمضى في هذه الرحلة المؤلمة 41 شهرًا إداريًّا، ليصبح خلالها عميد الأسرى الإداريين، إلى أن أفرج عنه يوم (3-3-2013).
التقى مراسل "المركز الفلسطيني " بالأسير المحرر مازن النتشة وأجرى معه هذا الحوار الساخن حول أوضاع الأسرى داخل السجون، وحالتهم الصحية، وخاصة المضربين عن الطعام.
وفيما يلي نص المقابلة:
*كيف تقرأون الوضع الداخلي في السجون الصهيونية في الفترة الحالية؟
** أوضاع السجون بشكل عام تشهد في هذه الأيام منعطفًا خطيرًا، وتهيئة لمرحلة قادمة لعل ملامحها تتشكل في هذه الأيام، فالأيام الحالية سيترتب عليها حراك في شهر نيسان (أبريل) القادم والأشهر التي تليه، حيث تشهد السجون حركة تصعيد غير مسبوقة من قبل إدارة مصلحة السجون تجاه الأسرى، فبعد استشهاد الشهيد عرفات جرادات، كان من المتوقع أن تقوم إدارة مصلحة السجون بتهدئة الأوضاع، إلا أنها كانت على العكس، فشنت حملة مسعورة تجاه الأسرى من اقتحامات وعزل ومضايقات وتنقلات تعسفية، وتضييق على إدخال الملابس والكانتينا وغيرها.
جيد أن يعرف الناس جميعًا أنه يوجد عرف عند الأسرى في حال استشهاد أحدهم داخل السجون بقصد أو بغير قصد من قبل المؤسسة الأمنية، أن يكون هناك يوم حداد أو ثلاثة أيام لهذا الشهيد، على إثر هذا الحداد الذي تم للشهيد عرفات جرادات، قامت إدارة مصلحة السجون بمعاقبة الأسرى من خلال منعهم من الخروج للفورة وكذلك منعهم من إدخال الكانتينا وكذلك منع أهاليهم من الزيارة، إضافة إلى التفتيشات الليلية، والتي تتم بعد منتصف الليل.
* هل تعتقدون وجود مبرر لهذه الحملة الشرسة من قبل إدارة السجون تجاه الأسرى؟
** الذي يعرف العقلية الصهيونية، وعقلية إدارة مصلحة السجون، يدرك أنها نفس العقلية التي يتمتع بها نتنياهو، فلما كان العالم -على سبيل المثال- ضد ضرب غزة والحرب عليها، كان نتنياهو مخالفًا هذا العالم وأقدم على هذه الحرب العنصرية، فالأعمال التي تقوم بها مصلحة السجون الصهيونية لا يتصورها عقل إنسان، ولا تتماشى مع أي منطق في الكون.
نحن نشعر أننا لا زلنا ندفع ثمن خسارة وهزيمة الاحتلال الصهيوني في صفقة وفاء الأحرار، فاعتبروا أنهم أجبروا على شروط المقاومة، والآن يعملون على الاستفراد فيمن تبقى من الأسرى لكسر شوكتهم والنيل منهم ومن معنوياتهم.
* ما هو عدد الأسرى الإداريين في السجون؟ وهل هم في تناقص أم تزايد؟
** في فترة من الفترات وقبل عدة أشهر تقلص عدد المعتقلين الإداريين، ولكن زادت وتيرتها بعد الحديث عن المصالحة في الشارع الفلسطيني.
ففي الأشهر الماضية وصل عدد المعتقلين الإداريين ما يقارب 140 إلى 160 أسيرًا إداريًّا، لكن حاليًّا تجاوز عدد المعتقلين الإداريين حسب آخر الإحصائيات التي جمعت من السجون إلى أكثر من 300 أسير إداري.
* لماذا يخوض الأسرى الإضراب عن الطعام مع أنه قاتل لأجسادهم؟ وما هو مطلبهم؟
** جيد أن يعرف العالم أن الإضرابات عن الطعام نوعان، الأول إضرابات جماعية والتي تكون أهدافها وبرامجها مجمع عليها من قبل جميع الأسرى أو لدى الغالبية العظمى للأسرى، كما حدث في إضراب الكرامة وهذه بالعادة يكون مخططًا لها، وتتخذ بعد المشاورة مع الأسرى في كافة السجون ومعروف لدى الأسرى مدتها وما هي أهدافها ومن هم عناوينها.
والنوع الثاني هو الإضرابات الفردية، التي يخوضها الأسير لوحده بعيدًا عن الإجماع الفصائلي أو الوطني، كما هو الآن حاصل مع الأخوة أيمن الشراونة وسامر العيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان وغيرهم من الأسرى، فهؤلاء الأسرى, برامجهم خاصة، ومطالبهم شخصية.
تتمثل هذه المطالب في الإفراج الفوري كما هو الحال مع سامر العيساوي، أو تحديد سقف زمني لمدة الاعتقال والذي يطالب به الأسير جعفر عز الدين، أضف إلى ذلك المطالبة بمعرفة مصيرهم مثل ما يحدث مع الأسير أيمن الشراونة، وهذه الإضرابات أصعب بكثير من الإضرابات الجماعية.
* كيف تتعامل إدارة السجون مع هؤلاء الأسرى، وما هي الإجراءات التي تتخذ بحقهم؟
** الإجراءات التي تتخذ بحق أي أسير قرر الدخول في الإضراب عن الطعام بشكل فردي، عزله بعد فترة عن الأسرى وذلك لإبعاده عن وسائل الإعلام، فيقومون بإخراجه فقط بملابسه دون أن يحمل أي شيء، فلا يسمحون له حتى بحمل قلم وورقة، وهي محاولة لعدم التواصل مع العالم الخارجي ومحاولة الضغط عليه للتراجع عن مثل هذه الخطوات.
* هل كنتم تتابعون هؤلاء الأسرى المعزولين وما هي الخطوات التضامنية معهم؟
** نعم كنا نتابعهم بشكل كبير وكنا على تواصل معهم، إما عن طريق المحامي، أو في بعض الحالات التي كانوا يعيدون بها الأسير إلينا من العزل، كنا نعمل دومًا على رفع معنوياتهم ودفعهم إلى الصمود، كما كنا نقوم بفعاليات جماعية لمساندتهم، مثل خوض يوم من الإضراب للضغط على الإدارة حتى يتم التخفيف عنهم وتحقيق مطالبهم.
* ما هو الوضع الصحي للأسير أيمن الشراونة وما مدى الخطورة على حياته؟
** الأسير أيمن الشراونة عشت معه وكنت على اطلاع كامل بكل أحواله، الأسير أيمن خاض إضراب الكرامة والذي استمر 28 يومًا، وبعد فترة وجيزة من اعتقاله دخل إضرابه الفردي، وخاصة أنه لم يكن هناك أفق للإفراج عنه أو حتى لمعرفة مصيره، فهو ليس معتقلاً إداريًّا ولا أسيرًا على قضيه معينه، فكانت إحدى مطالبه أثناء الإضراب أن يعين له محكمة، لأنه كان يتوقع إذا ذهب إلى المحكمة سيتم الإفراج عنه.
* هل تعتقد أن الأسرى سيخوضون إضربًا جماعيًّا جديدًا في الفترة الحالية؟
** الآن هناك تشاور وتواصل كبير بين عموم قيادات الأسرى من كافة الفصائل داخل كافة السجون للعودة إلى الإضراب من جديد إذا لم يتم تحقيق المطالب المشروعة لهم، والذي أعتقد أنه سيكون في الشهر القادم.
* ما هي المطالب المشروعة التي يطالب بها الأسرى؟
** هناك مجموعة من المطالب، تتمثل في تكملة استحقاق إضراب الكرامة، والتي على رأسها إخراج باقي الأسرى من العزل الانفرادي، والذين يتجاوز عددهم الآن أكثر من أربعة أسرى، وعلى رأسهم ضرار السيسي وعمر الصعيدي. كذلك من ضمن الاستحقاقات الأخرى قضية الزيارات لأهالي قطاع غزة، صحيح أن أهل قطاع غزة قاموا بزيارة أبنائهم داخل السجون، لكن هذه الزيارات لم تكن ضمن المتفق عليه، فبرنامج الزيارات المقر من قبل الصليب الأحمر يسمح للأسير خلال الشهر الواحد زيارتين من قبل أهله، وهذا لم يحصل معهم فقد حصلوا على زيارة واحدة كل أربعة شهور وأحيانًا كل ستة شهور.
كذلك يطالب الأسرى بإلغاء قانون شاليط، الذي مازالت إدارة مصلحة السجون تتعامل به حتى هذه اللحظة رغم أن شاليط قد عاد إلى أهله. أضرب مثالاً على ذلك، أحد العقوبات التي فرضت على الأسرى عقب أسر شاليط، هي وقف عملية التعليم داخل السجون وعدم إدخال الصحف الفلسطينية، كذلك حجب بعض المحطات الإعلامية علاوة عن الأسعار المرتفعة للمواد والسلع التي يشتريها الأسرى من الكانتينا من أموالهم الخاصة، هذه العقوبات لازالت مفروضة على الأسرى ولم تنته بعد الإفراج عن شاليط، كل هذه المطالب إذا لم يتم تحقيقها للأسرى، سيكون هناك إضراب في القريب العاجل كما أكدنا، والذي من المحتمل أن يكون في الشهر القادم.
* كيف ينظر الأسرى إلى الفعاليات التضامنية معهم في الشارع الفلسطيني؟
** كل التقدير إلى الشارع الحي، وأنا أُكبر في شعبنا تفاعله مع قضية الأسرى، فعلى صعيدي الشخصي استقبلت استقبالاً لم أكن أتوقعه، كل الشكر للمؤسسات الحقوقية والإعلامية والاجتماعية والشبابية التي وقفت وتضامنت مع قضية الأسرى.
من الجيد أن يعرف الناس أنه قد لا يكون هناك تأثير فعلي آني على صعيد المؤسسة الأمنية الصهيونية في قراراتها، ولكن هذه الفعاليات وهذه النشاطات التضامنية مع الأسرى لها أهمية عالية في شحن همم الأسرى وأهاليهم وأبنائهم والرأي العام.
الأسير عندما يرى ويسمع عن هذا التضامن يتأكد أنه ليس وحده في الميدان، وأنه يوجد هناك من يقفون بجانبه وبجانب أهله وذويه، وهذا يوثر على صعيد معركته مع المحتل.. إنها معركة نفسية وواقعية نأمل من الله أن تؤتي ثمارها
.
ولد الأسير المحرر مازن جمال النتشة (41 عامًا) في مدينة خليل الرحمن العريقة بتاريخها وحضارتها.. تربى وترعرع في مساجدها.. عرف من خلال خطبه المميزة الملتهبة، ومحاضراته الجامعة المتألقة، ونشاطاته الدعوية والجماهيرية.
حصل على شهادة أصول الدين من كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس، ليلتحق بعد ذلك في نفس الجامعة بكلية الإدارة ليحصل على شهادة الماجستير في الإدارة التربوية، لكن اعتقالاته المتتالية حالت دون ذلك.
لم يكن الشيخ النتشة يتصور أنه سيمضى داخل سجون الاحتلال فترة تفوق مدة إقامته بين أهله وذويه، ولكنها ضريبة الرباط فوق ثرى الأرض المباركة، فقد اعتقل (أبو حذيفة) من قبل قوات الاحتلال الصهيوني مرات عديدة كان أولها عام 1991 حينما كان طالبًا في الثانوية العامة، واستمرت رحلة الاعتقال، ليعود إلى المعتقل من جديد عام 1994م قضى خلالها في السجن مدة ثمانية أشهر، ليأتي الاعتقال الثالث عام 1997م ويدخل في دوامة الاعتقال الإداري، حيث قضى في هذا الاعتقال تسعة أشهر، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فأعيد إلى الاعتقال الإداري مرة أخرى عام 2004م ويستمر في هذه المقبرة حتى عام 2009م وما إن خرج من المعتقل ليتنفس نسيم الحرية لأشهر قليلة جدًّا، حتى أعيد اعتقاله أيضًا إداريًّا بتاريخ (7-10-2009)؛ حيث أمضى في هذه الرحلة المؤلمة 41 شهرًا إداريًّا، ليصبح خلالها عميد الأسرى الإداريين، إلى أن أفرج عنه يوم (3-3-2013).
التقى مراسل "المركز الفلسطيني " بالأسير المحرر مازن النتشة وأجرى معه هذا الحوار الساخن حول أوضاع الأسرى داخل السجون، وحالتهم الصحية، وخاصة المضربين عن الطعام.
وفيما يلي نص المقابلة:
*كيف تقرأون الوضع الداخلي في السجون الصهيونية في الفترة الحالية؟
** أوضاع السجون بشكل عام تشهد في هذه الأيام منعطفًا خطيرًا، وتهيئة لمرحلة قادمة لعل ملامحها تتشكل في هذه الأيام، فالأيام الحالية سيترتب عليها حراك في شهر نيسان (أبريل) القادم والأشهر التي تليه، حيث تشهد السجون حركة تصعيد غير مسبوقة من قبل إدارة مصلحة السجون تجاه الأسرى، فبعد استشهاد الشهيد عرفات جرادات، كان من المتوقع أن تقوم إدارة مصلحة السجون بتهدئة الأوضاع، إلا أنها كانت على العكس، فشنت حملة مسعورة تجاه الأسرى من اقتحامات وعزل ومضايقات وتنقلات تعسفية، وتضييق على إدخال الملابس والكانتينا وغيرها.
جيد أن يعرف الناس جميعًا أنه يوجد عرف عند الأسرى في حال استشهاد أحدهم داخل السجون بقصد أو بغير قصد من قبل المؤسسة الأمنية، أن يكون هناك يوم حداد أو ثلاثة أيام لهذا الشهيد، على إثر هذا الحداد الذي تم للشهيد عرفات جرادات، قامت إدارة مصلحة السجون بمعاقبة الأسرى من خلال منعهم من الخروج للفورة وكذلك منعهم من إدخال الكانتينا وكذلك منع أهاليهم من الزيارة، إضافة إلى التفتيشات الليلية، والتي تتم بعد منتصف الليل.
* هل تعتقدون وجود مبرر لهذه الحملة الشرسة من قبل إدارة السجون تجاه الأسرى؟
** الذي يعرف العقلية الصهيونية، وعقلية إدارة مصلحة السجون، يدرك أنها نفس العقلية التي يتمتع بها نتنياهو، فلما كان العالم -على سبيل المثال- ضد ضرب غزة والحرب عليها، كان نتنياهو مخالفًا هذا العالم وأقدم على هذه الحرب العنصرية، فالأعمال التي تقوم بها مصلحة السجون الصهيونية لا يتصورها عقل إنسان، ولا تتماشى مع أي منطق في الكون.
نحن نشعر أننا لا زلنا ندفع ثمن خسارة وهزيمة الاحتلال الصهيوني في صفقة وفاء الأحرار، فاعتبروا أنهم أجبروا على شروط المقاومة، والآن يعملون على الاستفراد فيمن تبقى من الأسرى لكسر شوكتهم والنيل منهم ومن معنوياتهم.
* ما هو عدد الأسرى الإداريين في السجون؟ وهل هم في تناقص أم تزايد؟
** في فترة من الفترات وقبل عدة أشهر تقلص عدد المعتقلين الإداريين، ولكن زادت وتيرتها بعد الحديث عن المصالحة في الشارع الفلسطيني.
ففي الأشهر الماضية وصل عدد المعتقلين الإداريين ما يقارب 140 إلى 160 أسيرًا إداريًّا، لكن حاليًّا تجاوز عدد المعتقلين الإداريين حسب آخر الإحصائيات التي جمعت من السجون إلى أكثر من 300 أسير إداري.
* لماذا يخوض الأسرى الإضراب عن الطعام مع أنه قاتل لأجسادهم؟ وما هو مطلبهم؟
** جيد أن يعرف العالم أن الإضرابات عن الطعام نوعان، الأول إضرابات جماعية والتي تكون أهدافها وبرامجها مجمع عليها من قبل جميع الأسرى أو لدى الغالبية العظمى للأسرى، كما حدث في إضراب الكرامة وهذه بالعادة يكون مخططًا لها، وتتخذ بعد المشاورة مع الأسرى في كافة السجون ومعروف لدى الأسرى مدتها وما هي أهدافها ومن هم عناوينها.
والنوع الثاني هو الإضرابات الفردية، التي يخوضها الأسير لوحده بعيدًا عن الإجماع الفصائلي أو الوطني، كما هو الآن حاصل مع الأخوة أيمن الشراونة وسامر العيساوي وجعفر عز الدين وطارق قعدان وغيرهم من الأسرى، فهؤلاء الأسرى, برامجهم خاصة، ومطالبهم شخصية.
تتمثل هذه المطالب في الإفراج الفوري كما هو الحال مع سامر العيساوي، أو تحديد سقف زمني لمدة الاعتقال والذي يطالب به الأسير جعفر عز الدين، أضف إلى ذلك المطالبة بمعرفة مصيرهم مثل ما يحدث مع الأسير أيمن الشراونة، وهذه الإضرابات أصعب بكثير من الإضرابات الجماعية.
* كيف تتعامل إدارة السجون مع هؤلاء الأسرى، وما هي الإجراءات التي تتخذ بحقهم؟
** الإجراءات التي تتخذ بحق أي أسير قرر الدخول في الإضراب عن الطعام بشكل فردي، عزله بعد فترة عن الأسرى وذلك لإبعاده عن وسائل الإعلام، فيقومون بإخراجه فقط بملابسه دون أن يحمل أي شيء، فلا يسمحون له حتى بحمل قلم وورقة، وهي محاولة لعدم التواصل مع العالم الخارجي ومحاولة الضغط عليه للتراجع عن مثل هذه الخطوات.
* هل كنتم تتابعون هؤلاء الأسرى المعزولين وما هي الخطوات التضامنية معهم؟
** نعم كنا نتابعهم بشكل كبير وكنا على تواصل معهم، إما عن طريق المحامي، أو في بعض الحالات التي كانوا يعيدون بها الأسير إلينا من العزل، كنا نعمل دومًا على رفع معنوياتهم ودفعهم إلى الصمود، كما كنا نقوم بفعاليات جماعية لمساندتهم، مثل خوض يوم من الإضراب للضغط على الإدارة حتى يتم التخفيف عنهم وتحقيق مطالبهم.
* ما هو الوضع الصحي للأسير أيمن الشراونة وما مدى الخطورة على حياته؟
** الأسير أيمن الشراونة عشت معه وكنت على اطلاع كامل بكل أحواله، الأسير أيمن خاض إضراب الكرامة والذي استمر 28 يومًا، وبعد فترة وجيزة من اعتقاله دخل إضرابه الفردي، وخاصة أنه لم يكن هناك أفق للإفراج عنه أو حتى لمعرفة مصيره، فهو ليس معتقلاً إداريًّا ولا أسيرًا على قضيه معينه، فكانت إحدى مطالبه أثناء الإضراب أن يعين له محكمة، لأنه كان يتوقع إذا ذهب إلى المحكمة سيتم الإفراج عنه.
* هل تعتقد أن الأسرى سيخوضون إضربًا جماعيًّا جديدًا في الفترة الحالية؟
** الآن هناك تشاور وتواصل كبير بين عموم قيادات الأسرى من كافة الفصائل داخل كافة السجون للعودة إلى الإضراب من جديد إذا لم يتم تحقيق المطالب المشروعة لهم، والذي أعتقد أنه سيكون في الشهر القادم.
* ما هي المطالب المشروعة التي يطالب بها الأسرى؟
** هناك مجموعة من المطالب، تتمثل في تكملة استحقاق إضراب الكرامة، والتي على رأسها إخراج باقي الأسرى من العزل الانفرادي، والذين يتجاوز عددهم الآن أكثر من أربعة أسرى، وعلى رأسهم ضرار السيسي وعمر الصعيدي. كذلك من ضمن الاستحقاقات الأخرى قضية الزيارات لأهالي قطاع غزة، صحيح أن أهل قطاع غزة قاموا بزيارة أبنائهم داخل السجون، لكن هذه الزيارات لم تكن ضمن المتفق عليه، فبرنامج الزيارات المقر من قبل الصليب الأحمر يسمح للأسير خلال الشهر الواحد زيارتين من قبل أهله، وهذا لم يحصل معهم فقد حصلوا على زيارة واحدة كل أربعة شهور وأحيانًا كل ستة شهور.
كذلك يطالب الأسرى بإلغاء قانون شاليط، الذي مازالت إدارة مصلحة السجون تتعامل به حتى هذه اللحظة رغم أن شاليط قد عاد إلى أهله. أضرب مثالاً على ذلك، أحد العقوبات التي فرضت على الأسرى عقب أسر شاليط، هي وقف عملية التعليم داخل السجون وعدم إدخال الصحف الفلسطينية، كذلك حجب بعض المحطات الإعلامية علاوة عن الأسعار المرتفعة للمواد والسلع التي يشتريها الأسرى من الكانتينا من أموالهم الخاصة، هذه العقوبات لازالت مفروضة على الأسرى ولم تنته بعد الإفراج عن شاليط، كل هذه المطالب إذا لم يتم تحقيقها للأسرى، سيكون هناك إضراب في القريب العاجل كما أكدنا، والذي من المحتمل أن يكون في الشهر القادم.
* كيف ينظر الأسرى إلى الفعاليات التضامنية معهم في الشارع الفلسطيني؟
** كل التقدير إلى الشارع الحي، وأنا أُكبر في شعبنا تفاعله مع قضية الأسرى، فعلى صعيدي الشخصي استقبلت استقبالاً لم أكن أتوقعه، كل الشكر للمؤسسات الحقوقية والإعلامية والاجتماعية والشبابية التي وقفت وتضامنت مع قضية الأسرى.
من الجيد أن يعرف الناس أنه قد لا يكون هناك تأثير فعلي آني على صعيد المؤسسة الأمنية الصهيونية في قراراتها، ولكن هذه الفعاليات وهذه النشاطات التضامنية مع الأسرى لها أهمية عالية في شحن همم الأسرى وأهاليهم وأبنائهم والرأي العام.
الأسير عندما يرى ويسمع عن هذا التضامن يتأكد أنه ليس وحده في الميدان، وأنه يوجد هناك من يقفون بجانبه وبجانب أهله وذويه، وهذا يوثر على صعيد معركته مع المحتل.. إنها معركة نفسية وواقعية نأمل من الله أن تؤتي ثمارها
عن المركز الفلسطيني للاعلام
.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية