الأسير محمود عيسى عقدين وما لانت له هامة
فؤاد الخفش
هناك من ذكره لا يغيب وإن طوت الأيام بليل سجونها جسده الذي قاوم التعفن أحد عشر عاماً أمضاها في زنزانة انفرادية بقرار من أعلى مستوى في جهاز الشاباك لخطورة الرجل وقدرته على التأثير في الآخرين.
عشرون عاماً بتمامها وكمالها تلك التي أمضاها الرجل الذي غيّر وجهة المنطقة بعمله البطولي ووجّه أنظار العالم كل العالم إلى فلسطين ومن ثم إلى مرج الزهور الذي كان بعد عمليته الشهيرة.
قد تكون مفارقة غريبة أن يكون محمود عيسى المقدسي الفلسطيني صاحب أول عمل لتحرير الأسرى من الضفة الغربية وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين حتى الساعة في سجون الاحتلال ولكنه قدر الرجال الذين انخرطوا بالعمل من أجل غيرهم ولم يبالوا بأنفسهم..
محمود عيسى الذي سعى لتحرير الأسرى ما زال أسيراً لم تفلح محاولات حماس إدراجه في الصفقة فأصرّ الاحتلال رغم مرور كل هذه العقود على إبقائه في الأسر، فمحمود الخط الأحمر والخوف من القادم لذلك لن نخرجه.
كل ما فعله الاحتلال خلال هذه السنين بمحمود لم يشف غليله فصورة نسيم توليدانو الجندي الذي أسره محمود تلاحقهم في كل مكان والمؤبدات ال3 التي صدرت بحقه والعشرون عاماً التي أمضاها حتى الآن.
محمود عيسى الفلسطيني حدثني عنه من يعرفه بحديث نقش في ذاكرتي وأثار في نفسي شجونا وأمنيات أن ألتقي الرجل الأروع كما وصفوه لي والأكثر شجاعة والأذكى على الإطلاق.
قالوا لي إن محمود يصفه الاحتلال بالداهية أو العبقري لشدة ذكائه ولقدرته الفائقة على التأثير في الآخرين ولبراعته في ترتيب الصفوف ولسرعة بديهته وشخصيته القيادية ولما يملك من كريزما.
محمود الأسير الذي خرج من عزله بعد معركة إضراب الكرامة الأخير صاحب عيون محبة، والده توفاه الله بعد عام من اعتقاله عائلته كبرت وامتدت وتزوجت شقيقاته ليزيد عدد أفراد العائلة سبعين شخصاً خلال عشرين عاماً غاب بها محمود عن بلدة عناتا بالقدس المحتلة.
الرجل الذي لا يعرف الإعلام له سوى صورة واحدة أخذت له في ليل مقيت وقد طالت لحيته وتخللها الشيب في كل مكان وأظهرت قسوة الأيام تجاعيد وجهه الذي ما ذل وما انكسر رغم ما به من ألم وشوق حطم صمت زنزانتة وخط فيها رواية اسماها حكاية صابر.
صوت أم محمود المسنّة عبر أثير الإذاعات ترسل الدعوات لطفلها الذي لم يسمح لها خلال العقدين الماضيين من رؤيته سوى مرتين حملت في إحداهن على الأكتاف وعبر باصات الصليب الأحمر فتحولت الزيارة لملحمة من البكاء.
بكى محمود حين شاهد أمه لأول مرة بعد اثني عشر عاماً من الحرمان لم يسمح له بتقبيل يدها بكى القائد وبكت الأم التي ضعف سمعها ولم تستطع سماع محمود بشكل جيد، شاهدت دموعه، قالت له لا تبكِ، بكى محمود بكى الشباب من حوله التف الأسرى في قاعة الزيارة حول محمود يبكون لبكاء قائدهم وأميرهم وقدوتهم يربّتون على كتفه الذي أعياه السجن.
لم تلن هامة محمود ولم تستكن نفسه ولن تقر عيون أهله وأحبابه إلا بخروجه من أسره وسجنه فكل من هم أحرار هم مدينون لهذا الرجل المحمود عيسى فرج الله كربه.
لك أخي محمود نخطّ الحروف ونحدّث الناس عن جزء من سيرة صاحب السيرة الحسنة في ذكرى انضمامك لقائمة عمداء الأسرى بعد إنهاء عشرين عاماً كاملة في سجون الاحتلال ولتصبح عميد أسرى حماس في سجون الاحتلال.
فؤاد الخفش
هناك من ذكره لا يغيب وإن طوت الأيام بليل سجونها جسده الذي قاوم التعفن أحد عشر عاماً أمضاها في زنزانة انفرادية بقرار من أعلى مستوى في جهاز الشاباك لخطورة الرجل وقدرته على التأثير في الآخرين.
عشرون عاماً بتمامها وكمالها تلك التي أمضاها الرجل الذي غيّر وجهة المنطقة بعمله البطولي ووجّه أنظار العالم كل العالم إلى فلسطين ومن ثم إلى مرج الزهور الذي كان بعد عمليته الشهيرة.
قد تكون مفارقة غريبة أن يكون محمود عيسى المقدسي الفلسطيني صاحب أول عمل لتحرير الأسرى من الضفة الغربية وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين حتى الساعة في سجون الاحتلال ولكنه قدر الرجال الذين انخرطوا بالعمل من أجل غيرهم ولم يبالوا بأنفسهم..
محمود عيسى الذي سعى لتحرير الأسرى ما زال أسيراً لم تفلح محاولات حماس إدراجه في الصفقة فأصرّ الاحتلال رغم مرور كل هذه العقود على إبقائه في الأسر، فمحمود الخط الأحمر والخوف من القادم لذلك لن نخرجه.
كل ما فعله الاحتلال خلال هذه السنين بمحمود لم يشف غليله فصورة نسيم توليدانو الجندي الذي أسره محمود تلاحقهم في كل مكان والمؤبدات ال3 التي صدرت بحقه والعشرون عاماً التي أمضاها حتى الآن.
محمود عيسى الفلسطيني حدثني عنه من يعرفه بحديث نقش في ذاكرتي وأثار في نفسي شجونا وأمنيات أن ألتقي الرجل الأروع كما وصفوه لي والأكثر شجاعة والأذكى على الإطلاق.
قالوا لي إن محمود يصفه الاحتلال بالداهية أو العبقري لشدة ذكائه ولقدرته الفائقة على التأثير في الآخرين ولبراعته في ترتيب الصفوف ولسرعة بديهته وشخصيته القيادية ولما يملك من كريزما.
محمود الأسير الذي خرج من عزله بعد معركة إضراب الكرامة الأخير صاحب عيون محبة، والده توفاه الله بعد عام من اعتقاله عائلته كبرت وامتدت وتزوجت شقيقاته ليزيد عدد أفراد العائلة سبعين شخصاً خلال عشرين عاماً غاب بها محمود عن بلدة عناتا بالقدس المحتلة.
الرجل الذي لا يعرف الإعلام له سوى صورة واحدة أخذت له في ليل مقيت وقد طالت لحيته وتخللها الشيب في كل مكان وأظهرت قسوة الأيام تجاعيد وجهه الذي ما ذل وما انكسر رغم ما به من ألم وشوق حطم صمت زنزانتة وخط فيها رواية اسماها حكاية صابر.
صوت أم محمود المسنّة عبر أثير الإذاعات ترسل الدعوات لطفلها الذي لم يسمح لها خلال العقدين الماضيين من رؤيته سوى مرتين حملت في إحداهن على الأكتاف وعبر باصات الصليب الأحمر فتحولت الزيارة لملحمة من البكاء.
بكى محمود حين شاهد أمه لأول مرة بعد اثني عشر عاماً من الحرمان لم يسمح له بتقبيل يدها بكى القائد وبكت الأم التي ضعف سمعها ولم تستطع سماع محمود بشكل جيد، شاهدت دموعه، قالت له لا تبكِ، بكى محمود بكى الشباب من حوله التف الأسرى في قاعة الزيارة حول محمود يبكون لبكاء قائدهم وأميرهم وقدوتهم يربّتون على كتفه الذي أعياه السجن.
لم تلن هامة محمود ولم تستكن نفسه ولن تقر عيون أهله وأحبابه إلا بخروجه من أسره وسجنه فكل من هم أحرار هم مدينون لهذا الرجل المحمود عيسى فرج الله كربه.
لك أخي محمود نخطّ الحروف ونحدّث الناس عن جزء من سيرة صاحب السيرة الحسنة في ذكرى انضمامك لقائمة عمداء الأسرى بعد إنهاء عشرين عاماً كاملة في سجون الاحتلال ولتصبح عميد أسرى حماس في سجون الاحتلال.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية