الأسيرات يدفعن ضريبة ضعفنا...بقلم : ثامر سباعنة

الأحد 12 يونيو 2011

الأسيرات يدفعن ضريبة ضعفنا

ثامر سباعنة
قبل ايام تناقلت وسائل الاعلام ومواقع الانترنت الخبر التالي: (( أن قوات الاحتلال الصهيونية الخاصة، اقتحمت بشكل مستفز وطريقة همجية، غرفة رقم "2" في قسم الأسيرات الأمنيات الذي يتواجد به أربع أسيرات فلسطينيات. وبدأوا في تفتيش كل أسيرة على حدة داخل الغرفة, حيث وصفت الأسيرات أنه تم تفتيشهن تفتيشًا عاريًا مذلاً ومنافيًا للأخلاق والآداب. بعد انتهاء التفتيش الجسدي، تم نقلهن وهن بملابس الصلاة فقط إلى غرفة العقاب التي تقع خارج القسم, مبينات أنه تم تفتيش الغرفة بطريقة همجية دون وجود أي منهن)).

لن أتكلم عن حقوق الانسان ولن أطالب المؤسسات الدولية بأخذ دورها !! ولن اتساءل عن قانونية ما جرى ويجري بحق اسيراتنا بل بحق كل الاسرى في سجون الاحتلال!! لكن ما سأكتب عنه هو دورنا فيما جري لهن ، وكيف ان كل فلسطيني مخلص مسؤول عما يحدث مع اخواتنا الاسيرات ، فأحلام وقاهرة ومنى وايمان وايرينا ليست مجرد اسماء تذكر هنا وهناك ، انما هي اجساد وارواح تعيش الالم لأجل امل الحرية ... حرية ليست لهنّ !! انما حرية لوطنهن السليب منذ عشرات السنين، لطيفة و لينا و وفاء و أمل و فتنة ليست مجرد ارقام تتغيير مع مضي الايام والسنين إنما هن معاناة لا بواكي لها...

إن نسرين وعائشة وندى و مريم وعبير لسن مجرد ذكرى او خبر تتناقله الصحف في المناسبات ، إنما هن من حملن الراية يوم أن عزّ النفير .. وقدن الركب يوم أن تخلّى الكثير ... وارتضين لنفسهن أن تكون في المقدمة حينما أصبحت تأخر الصفوف مراما ومرادا للكثيرين.

ان بقاء اسيرة واحدة بيد الاحتلال الصهيوني هو جرح في جسد كل فلسطيني بل كل عربي ومسلم ، ان ما تعانيه حرائر فلسطين في سجون الاحتلال هو في رقبة كل مسلم وعلى الكل العمل على تحريرهن من القيد والأسر وإعادتهن إلى أسرهن وأبنائهن ،لابد من وقفة فلسطينية عربية اسلامية لإغلاق هذا الجرح النازف، الا يوجد بأمتنا معتصم جديد يعيد لحرائر فلسطين حريتهن .. بل يعيد لكل فلسطين حريتها.

ان هذه الضريبة القاسية التي تدفعها الاسيرات في سجون الاحتلال ما هي الا ضريبة الضعف الذي نحياه وضريبة الذل الذي ارتضينا به، ان ما تمر به اسيراتنا من محنة اليوم نحن المسؤلون عنه ... نحن الفلسطينيين بافرادنا ومؤسساتنا ، بقيادتنا وفصائلنا،بشيبنا وشبابنا ، كلنا مسؤلون عن اخواتنا الاسيرات ..... حرائر فلسطين هن اخواتنا وامهاتنا وبناتنا فعلى كل فلسطيني ان يأخذ دوره في تحرير اسيراتنا.

سلام عليكن سيداتي الفاضلات .. سلام عليكن وانتن تسطّرن أروع معاني العزة والصمود في القيد .. سلام عليكن وأنتن تعوّضن نقصنا، رغم مرارة إشعاركن لنا بالضعف والجبن.. ولكن لا ضير .. فما دام الواقع كذلك فلم المكابرة ؟ سلام على جهادكن وتضحياتكن وصبركن .. سلام عليكن من ربٍّ رحيمٍ .. إن تخلّى عنكن الكلّ فأنّى لرحيم السماوات والأرض ذلك .. فهناك حفظ بلا حدود .. وعزة بلا توقف .. ووفاء عظيم لا نظير له..

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية