الأعمال أبلغ ... بقلم : د. يوسف رزقة

الثلاثاء 26 مارس 2013

الأعمال أبلغ

د. يوسف رزقة

استمعت الشعوب العربية إلى كلمات القادة العرب في مؤتمر القمة العربية رقم 24 بالدوحة، واستمعت فلسطين جيدًا لكلمة أمير قطر رئيس القمة، وإلى غيرها من الكلمات الطيبة التي أدلى بها الرؤساء والملوك والأمراء وأصحاب السمو. نعم ركزت القمة على القضية الفلسطينية، وعلى القضية السورية، وأعجبتني كلمة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض، وقوله إلى القادة العرب اتقوا الله في شعوبكم. الرجل تحدث من قلبه، ومن ضمير شعبه، ومن أرض المعركة، وكشف حالة الخذلان للثورة السورية.

وأعجبني التأييد العربي للثورة السورية، كما أعجبني الموقف العملي المحدد لأمير قطر حول القضية الفلسطينية، حيث طالب بإنشاء صندوق للقدس بقيمة مليار دولار، واستعداد قطر للمشاركة بربع المبلغ، وأعجبني موقفه العملي الذي طالب القمة بتسييل الأموال اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.

هذا الإعجاب بالكلمات الطيبة ليس شيكًا على بياض يمكن صرفه في كل زمان، وفي كل مكان، بل هو مرتبط بالأعمال، فالأعمال تتكلم عن نفسها، وهي أبلغ من الأقوال، وأحسب أن الجماهير في غزة ترفع القبعة احترامًا لأمير قطر، لأنه بادر بالعمل في إعادة إعمار غزة، ولم يتوقف عند الكلمات الطيبة، ونوّد في فلسطين أن نرفع القبعة احترامًا لبقية القادة، لكن من الصعب أن نرفعها للكلمات الطيبة التقليدية، لأن القدس وفلسطين تحتاج إلى أعمال لا أقوال.

اجتمعت كلمة القمة على خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة العربية، ووجه الخطورة تكمن في التدخلات الأجنبية والخارجية في الساحات العربية وبالذات في الساحة السورية، ومحاولات إجهاض ثورات الشعوب في بلاد الربيع العربي، ولكن هذه الخطورة لم تحظ بمعالجة عملية جيدة، فمع وجود الخطر، فالقمة تتجه إلى إنهاء أعمالها في يوم واحد بدلًا من يومين.

القادة العرب يحسنون التشخيص، ويحسنون الكلام الطيب المجامل، ولكنهم يغادرون لقاءاتهم قبل مقاربة الحلول الحقيقية التي يواجهون بها هذه الأخطار، وأحسب أنهم لا يقاربون الحلول جيدًا لأنهم لا يريدون دفع الاستحقاقات اللازمة، والأثمان التي توجبها هذه الحلول عليهم جميعًا.

القمة العربية لم تقترب جيدًا من حلول الأزمة السورية، ولم يضعوا سقفًا زمنيًا لإيقاف النزيف ومسلسل القتل، وهم في موقفهم لم يتجاوزوا موقف أوروبا وأميركا قيد أنملة. وحين قاربوا القضية الفلسطينية اختفوا خلف شماعة الانقسام، وكأن الانقسام هو الذي أضاع القدس، وأوجد هزيمة 1967م وكأنه هو الذي أنشأ الاستيطان، وكأنه هو الذي قتل أكثر من ألف فلسطيني في سوريا. النظام العربي يستريح بمقعد الانقسام، لأنه لا يريد أن يرى الانقسام رؤية قانونية حقيقية، ولا يريد معالجته معالجة حقيقية على الشراكة، وما زال كثير منهم ينحازون لطرف على حساب الحقيقة و القانون.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية