الأقصى والأسرى والإهمال العربي ... بقلم : إياد القرا

السبت 19 أبريل 2014


الأقصى والأسرى والإهمال العربي

إياد القرا

حالة من السعار تسيطر على الاحتلال الإسرائيلي، وتسابق للزمن في قضيتي الأقصى والأسرى، وسط حالة من الضياع والنسيان العربي للقضية الفلسطينية وتحديداً السلطات الرسمية، ومن ضمنها السلطة في رام الله، حيث سيتفرد الاحتلال بالقضية الفلسطينية ويتجلى ذلك في ملفي الأقصى والأسرى.

الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من النشوة لما يحدث في الإقليم العربي، وإعادة قوى الدكتاتورية والقمع، والتموضع لإعادة السيطرة على الحكم، واستعادة السلطة لما قبل الثورات العربية. ومن جانبه، يسعى الاحتلال لاستغلال ذلك بتنفيذ مخططاته للقضاء على ما تبقى من الثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف والمسجد الأقصى.

فما كان يستطيع أن يقتحم المسجد الأقصى بهذا الشكل المهين الأربعاء الماضي، لولا أنه مطمئن لردة الفعل العربية وانشغال السلطة بالمفاوضات، ويعرف الاحتلال أن أيلول 2000 لن يعود، وأن انتفاضة ثالثة لن تندلع نتيجة اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى كما حدث سابقًا لأسباب خارجة عن إرادة الفلسطينيين، أو أكثر دقة جزء منهم.

الدفاع عن المسجد الأقصى جاء من قوتين، الأولى: هي قوة المرابطين في المسجد الأقصى والمخلصين المنتمين للأرض، في غياب عربي بكافة الأشكال والأوجه والمستويات الرسمية وحتى الشعبية المنشغلة بواقعها المرير، وعودة بعض قوى التطبيع للحكم والسيطرة في بلدانهم.

الاحتلال يتنعم في تدنيس المسجد الأقصى، واستمرار عذابات ما يزيد عن 5000 أسير فلسطيني في سجونه، وسط عزل وإهمال طبي وحرمان من زيارة ولقاء الأهل إلا ما ندر، وتحويل ملف الأسرى إلى سلع للتفاوض بين المفاوض الفلسطيني الذي أدخل القضية الوطنية في دواليب الاحتلال من جديد للابتزاز، دون وعي وإدراك لأهمية القضايا الوطنية، في غياب تمثيل شرعي أو قانوني لإرادة الشعب الفلسطيني.

وفي كل مناسبة مشابهة، سواء اقتحام المسجد الأقصى الذي أدمن الاحتلال القيام به وأدمن العرب مشاهدته والصمت عليه، بل وأدمن بعض الفلسطينيين ذلك، هناك حاجة لتحرك فلسطيني موحد في القضيتين لفضح ممارسات الاحتلال والتركيز على القضايا الوطنية بعيدًا عن ملفات المفاوضات أو الخلاف السياسي حولهما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية