الأقصى يستصرخ
النائب عماد نوفل
في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة على المسجد الأقصى والقدس يقف المسلم يعتصره الألم وهو يراقب ما يجري، فالاعتداءات تزداد يوما ً بعد يوم والنوايا المبيتة ضد الأقصى والقدس باتت ظاهرة للعيان والسياسة العنصرية التي تتبعها سلطات الاحتلال تجاه قبلة المسلمين الأولى يستطيع أن يستقرئها كل ذي لب، فالمحاولات المبرمجة والمعلنة سلفا ًحول نية الاقتحام والخطط والخرائط التي يتم الكشف عنها بين الفينة والأخرى والكلام المتكرر من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة حول الهيكل ومكانه والزيارات الاستفزازية لساحات المسجد الأقصى، أضف إلى كل ذلك الحفريات الهائلة والمستميتة التي تجري تحت المسجد الأقصى وحوله وفي حارات القدس وأخرها الانهيارات المتوالية التي حدثت أمس بالقرب من مسجد عين سلوان التاريخي وبلدة سلوان، كل ذلك يشير بما لا يدع مجالا ً للشك أن ما هو قادم سيكون الأسوأ تجاه هذا المسجد الذي تهفو إليه قلوب مئات الملايين من المسلمين في شتى بقاع المعمورة هذا إذا لم يكن لهؤلاء الملايين قول آخر بحق ما يجري لقبلتهم الأولى من تدنيس صباح مساء.
فأين قادة الدول الإسلامية وزعماؤها من كل ما يرونه ويسمعونه يوميا ً من اعتداءات على مسجدهم ومسرى نبيهم وقدسهم ! وأين قادة وزعماء وملوك العرب مما يجري يوميا ً بحق الأقصى والقدس , وأين شعوب العالم الإسلامي والعالم العربي من كل ذلك ؟! وأين الأمم المتحدة التي تحتفظ بأعداد هائلة من القرارات حول القدس فلسطين والمقدسات فيها.
لماذا يُـترك الفلسطينيون وحدهم يخوضون هذه المعركة وكأن القدس والأقصى لا تخصان غيرهم ، والله إنا لنعلم أن أهل فلسطين عامة وأهل القدس خاصة لن يفرطوا في مسجدهم ومسرى نبيهم وقبلتهم الأولى ولكن إلى متى سنظل نرى النكوص والتقصير ممن يملكون الدفاع عن مقدسات المسلمين وإذا كان قتل الفلسطينيين رجالا ً ونساء ً و أطفالا ً وجرحهم ومصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم وبناء المستوطنات على أراضيهم المصادرة لا تستفز مشاعر قادة المسلمين والعرب ولا تحرك فيهم النخوة والحمية لنجدة إخوانهم فليس أقل من أن يستفز مشاعرهم الدينية الهجمة الشرسة على المسجد الأقصى ، أليس الأقصى جزء من عقيدتهم ودينهم ! أليس الأقصى آية تتلى في قرآنهم وصلاتهم ! أليست أرض الأقصى والقدس وقفا ً إسلاميا ً على كل المسلمين ! أليست الأرض المباركة والأرض المقدسة التي خلدها الله تعالى في كتابه المبين..
والله إن ما يجري بحق المسجد الأقصى والقدس ليذكرنا بقول ذلك الشاعر الذي سطر قصيدة على لسان المسجد الأقصى وهو يستنجد بالقائد البطل صلاح الدين الأيوبي ليرفع عنه الظلم والتدنيس الذي حل به على يد الصليبين:
يا أيها الملك الذي لمعالم الطغيان نـكّس
جاءت إليك ظُلامة تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طُهّرت وأنا على شرفي أدنس
ماذا يتبقى من كرامة للمسلمين إذا هدم المسجد الأقصى أو تم تقسيمه أو الاستيلاء عليه من قبل المتطرفين اليهود .
ألم يسمع المسلمون بأن أكثر من 150 اعتداء ً وانتهاكا ً على المسجد الأقصى ومحيطه فقط في العام الجاري (2012) كما رصدتها مؤسسة الأقصى .. إلى متى سيبقى أهل القدس وفلسطين يستصرخون ويستغيثون أم أنه صدق فيهم قول الشاعر:
قد أسمعت لو ناديت حيـا ً ولكن لا حياة لمن تنادي
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية