الإنتصارات تتوالى
فى هذا الشهر الفضيل , شهر رمضان المبارك , الذي أوله رحمة, وأوسطه مغفرة, وآخره عتق من النار, الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس, و الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر, و الشهر الذي شهد الكثير من الغزوات و الانتصارات منذ غزوة بدر, مرورا بفتح مكة, إلى معركة العبور فى العاشر من رمضان, إلى انتصار سياسي دبلوماسي لم نشهده من قبل فى عهد المخلوع, إلى انتصار الثورة الليبية المجيدة و يوم فتح طرابلس التي كثيرا ما يشبه فى الذكرى و الذاكرة فتح مكة.
هذا العام ( 2011 ميلادي / 1432 هجرى ), عام كله خير بإذن الله على الإسلام و شعوب المنطقة, ووبال و حسرة على الصهاينة وأعوانهم. عام اشتعلت فيه الثورة الأولى, فى تونس, و امتدت بسرعة البرق إلى قاهرة المعز, إلى أرض اليمان, فثمَ ليبيا المختار وصولاً إلى دمشق عروس الشام.
فى غضون شهر هرب الطاغية بن على فتنفس الشعب التونسي الصعداء, وخلال 18 يوماً يسقط فرعون العصر الحديث ليُذَل مبارك و يُبارك شعب فيه خير أجناد الله فى الأرض. لقد سقط صديق الصهاينة و الأمريكان و ذهبت سِنيٍِِه العجاف إلى غير ذي رجعة, فأصبحت كلمة الشعب تُحترم و يحسب لها ألف حساب.
لقد تبدل الزمن و تغير الحال بسقوط الطغاة و تساقطهم المتسلسل و أصبحنا وبكل حرية نطالب بمحاسبة الصهاينة على تطاولهم و قطع أيديهم إذا ما امتدت إلى أرضنا العربية الواحدة. لقد أُنزل علم الكيان المسخ من عاصمة المجد العربي وأُحرق, و حل محله علمنا العربي الأصيل.
حقاً ربى إنك مالك الملك تؤتى الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء, بيدك الخير إنك على كل شئ قدير.
من منا توقع يوماً سقوط الطغاة, لا بل و تقديمهم إلى المحاكمات!؟ و من منا توقع فتح طرابلس بكل سرعة و خلال سويعات قليلة و بأقل كلفة فى الأرواح و الممتلكات!؟
نعم, لتعتبروا يا أولى الأبصار! اعتبروا أيها الملوك, أيها الزعماء, أيها الطغاة, اعتبروا يا زبانية النظام فى اليمن و سوريا, ماذا تبقى لكم بعد هذا كله...!؟ اعلموا أيها الطغاة بأن ثوراتنا و انتفاضاتنا هي ثورات و انتفاضات الله أكبر فيها ما بتتأثر, فلا صوت يعلو فوق صوت التكبير و النفير.
عليكم أن تعلموا و تتعلموا – إن بقى هناك وقت – أن الشعوب إذا هبت ستنتصر, لا بل هبت لتنتصر, عليك أن تعلم يا سيف الإسلام و يا جمال بأن رسولنا الكريم نُصر بالشباب, فالشعوب تصنع اليوم فجر التاريخ تتقدمها سواعد الشباب, و أن الشباب ليسوا " بتوع فيسبوك أو مهلوسين "! و عليك أن تعلم أيها اللامبارك بأن الشعوب " لا تتسلى "! عليك أن تعلم أيها " الجرذافى " أن أحفاد المختار ليسوا جرذانا! أنسيتم أننا خير أمة أُخرجت للناس!!! و عليك أن تعلم يا زين الهاربين أنه فعلاً لا رئاسة مدى الحياة, و أن الله عز و جل يداول الأيام بين الناس! لتسمع و لتُصدِق يا صالح بأن شعبك ليس مضللا, كيف يُضلَل شعب فيه كل الحكمة!؟ كيف يُضلَل شعب قد بُورك فيه!؟ و عليك أن تعلم يا بشار بأننا نعيش أياماً من أيام الله, و أيام الله عز و جل كلها عدل و أمان, وأيامكم التي تبدأ بالدماء و تنتهي بطحن العظام ستزول بإذن الله لا محالة.
أيها الحكام الظلمة, قفوا و فكروا مليا و أعلموا أن أكتافكم التي تملؤها النياشين يسكنها الرقيب و العتيد, فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور.
أيها الزعماء الحثالات, لقد مللنا النظر إلى صوركم, آذيتمونا بخطاباتكم, أقرفتمونا بأفعالكم و مسمياتكم... لقد عُدنا إلى الوراء - شعوبا و قبائل - بعدما تسميتم بأسماء القائد الأعلى للقوات المسلحة, فكلكم قادة لحفنة من عصابات البلطجية و الشبيحة و المرتزقة التي تقتل شعوبنا, و لم نعهد فى التاريخ قادة أمثالكم قتلت شعوبها.
نعم, لقد هرِمنا و نحن فى مقتبل الأعمار ننتظر هذه اللحظة... لحظة الكرامة و التعالي على الخوف و الجراح, لحظة العزة و النصر و التمكين فى كل الأقطار و الميادين.
إننا نحمد الله العزيز الجبار حمدا كثيرا طيباً مباركاً فيه على هذه الإنتصارات و نهديها إلى روح نبينا الطاهرة – محمد صلى الله عليه و سلم – و نقول لقائدنا و قدوتنا : لك أن تتفاخر يا رسول الله بأمتك, بشعوبنا, بأرواح شهدائنا اليوم.
إننا نهدى هذه الإنتصارات لأمهات الشهداء و الجرحى من تونس إلى دمشق, ونقول لهن: أننا كلنا لكم أبناء, و أنه ياقوتة واحدة من تاج الوقار تساوى الدنيا و ما فيها, وأن أعظم شهادة فى سبيل الله هي كلمة حق عند سلطان جائر.
إننا اليوم نؤكد أن زمن الهزائم و الخوف قد ولَى و تبدل بزمن العزة و الإنتصارات.
نقول: بأن الشرق الأوسط الجديد الذي أرادوه و نسجوا له خيوط المؤامرات العنكبوتية سيكون! لكن نحن من سيبنيه بيده و سيشيده وفق رؤيته و بعيدا عن أجندة الصليبيين و الصهاينة و الأمريكان! نقول لكم: بأن ثوراتنا المجيدة ليست مطية للركوب و أهدافاً للتسلق و لن تكون, كما أنها لا تحتاج إلى قادة بعدما رويت بدماء الشهداء و دموع الحرائر و الإماء, فقياداتها هم من رواها بدمائه و ليست دبلوماسيتكم العوراء أو نصائحكم الأقرب إلى الغباء!!!
اليوم نقدِم هدية إلى دعوة الإمام البنا و روح القسام و الياسين, إلى كل العلماء العاملين المجاهدين, الذين صنعوا هذا الجيل وقادوا الشعوب بدمائهم إلى العزة و التمكين. العزة للأمة, و التمكين لهذا الدين.
اليوم نقول للعالم أجمع و ليُسجِل التاريخ: بأن ثورات فيها كلمة الجزيرة الحرة و دعوة القرضاوى الصادقة, وقيادة هنية و الصلاَبى و المبروك الرشيدة لا يُمكن أن تستسلم أو تنكسر أبداً.
د/ أحمد الأشقر
عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الشعبية
غزة – فلسطين
23 رمضان 1432 هجرى
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية