أكد البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح ان المقاومة الفلسطينية ساهمت في خلق توازن قوى في المعركة التي تخوضها مع الاحتلال الصهيوني, وقال البروفيسور 

البروفيسور عبد الستار قاسم في حوار مع المكتب الاعلامي

الأحد 16 أبريل 2006

في حوار خاص مع المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الشعبية
البروفيسور عبد الستار قاسم" تطوير الصواريخ في الضفة له أولوية على غزة"
كل سلاح يستعمل ضد المواطنين هو سلاح خائن ويجب ألا نهادنه إطلاقا
العمل العسكري والأمني سيسود على العمل التفاوضي
 
 حوار خاص- المكتب الإعلامي
 
أكد البروفيسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح ان المقاومة الفلسطينية ساهمت في خلق توازن قوى في المعركة التي تخوضها مع الاحتلال الصهيوني, وقال البروفيسور  قاسم في حوار خاص مع المكتب الإعلامي لحركة المقاومة الشعبية أن "الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية كانت سببا في الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة" وأضاف أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح"السلطة لا تستطيع قتال إسرائيل لأنها مكشوفة، بينما تستطيع الفصائل إن بدأت تنظم بطريقة سرية. وتحدت الأستاذ الجامعي عن عدة قضايا مثل : مستقبل حماس بعد تشكيل الحكومة, ومستقبل الانتفاضة الحالية وعن إستراتيجية المقاومة الفلسطينية وخياراتها , وتحدث عن فوضى السلاح والتهدئة والمفاوضات...
و الدكتور عبد الستار توفيق قاسم الخضر. مواليد دير الغصون/ طولكرم/فلسطين عام 1948 حاصل على الدكتوراه في الفلسفة السياسية من جامعة ميزوري عام 1977 وله عدة مؤلفات من أبرزها" أيام في معتقل النقب.حرية الفرد والجماعة في الإسلام, الشهيد عز الدين القسام" حائز على جائزة عبد الحميد شومان للبحث العلمي. فصل الدكتور من عمله في الجامعة الأردنية عام 1979 لأسباب سياسية على إثر اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان. اعتقلته السلطات الصهيونية عدة مرات، منها أربع فترات إدارية خلال الانتفاضة/1987. ووجهت ضده ثلاث تهم تحريض. تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي رجال المخابرات الفلسطينية عام 1995، وأصيب بأربع رصاصات. اعتقلته السلطة الفلسطينية عام 1996، وعام 1999على خلفية بيان العشرين، كما اعتقلته في العام 2000 لأسباب غير معروفة.
 
 واليكم نص الحوار الذي اجراه معه مراسل المكتب الاعلامي لالوية الناصر صلاح الدين "
 
 
المقاومة: هل فوز حماس هو فوز لبرنامج المقاومة؟
  د. قاسم :هناك تناقض في الرأي العام الفلسطيني يتمثل في تأييد الناس للمقاومة وللمفاوضات في آن واحد. واضح من الاستطلاعات أن أكثر من 60% من الناس يؤيدون المقاومة المسلحة والعمليات الاستشهادية، ونفس النسبة تقريبا تؤيد المفاوضات مع إسرائيل. ربما هناك من شعبنا من لا يعلم أن المفاوضات مع إسرائيل مشروطة بوقف المقاومة، ولكن يبدو أن كثيرين ممزقين بين الرغبة في المقاومة والرغبة في الحصول على بعض الهدوء. هذا يجعلني أرى أن المعيار الأول في الانتخابات الفلسطينية كانت القضايا الداخلية وليست المواجهة مع إسرائيل. سئم الفلسطينيون تصرفات حركة فتح، وأخالهم يريدون أن يعطوا فرصة لبديل. لا يعني أن حماس فقط حصلت على أصوات فتح. إنها قوة كبيرة في الشارع الفلسطيني ولها مؤيدوها، لكنها أيضا حصدت أصوات كثيرين من حركة فتح.
 
"صورة المقاومة"
 
المقاومة : كيف ستكون صورة المقاومة في ظل حكومة حماس الجديدة؟
د. قاسم : بداية علينا الاعتراف بأن قدرة المقاومة الفلسطينية على مواجهة إسرائيل أو إلحاق الأذى بها قد تأثرت كثيرا بالإجراءات الإسرائيلية وعلى رأسها الجدار. أدى الجدار إلى إحداث خلل كبير في ميزان الرعب الذي أحدثته العمليات الاستشهادية من حيث أنه حدّ من قدرة الشباب على التسلل. هناك صواريخ تنطلق، لكن قدرتها على الإصابة محدودة جدا، وهي بحاجة لمن يطور دقتها في الإصابة ومداها.
هذا والمجال أمام الفلسطينيين لمواجهات داخل الضفة الغربية وضد المستوطنين تبقى محدودة بسبب الإجراءات الإسرائيلية وعدم تطوير الفلسطينيين لفن حرب العصابات. مفهومنا لحرب العصابات ما زال بدائيا وإلى حد كبير يفتقر إلى التخطيط العسكري السليم.المعنى هو أن المقاومة تشهد في هذه المرحلة نوعا من عدم القدرة على الانطلاق بغض النظر عن الفصيل الذي يشكل الحكومة. وإذا كان لنا أن نطلق العنان للمقاومة فالمسألة مرتبطة برغبتنا في تطوير الفن العسكري وليس في نوع الحكومة. موضوعيا، حماس كغيرها من الفصائل لا تملك الطاقات والقدرات المطلوبة الآن للتغلب على الإجراءات الإسرائيلي، وسيمر وقت قبل أن تستعيد المقاومة الفلسطينية مبادأتها.
بالإضافة، حماس الآن في مرحلة ترسيخ وضعها الجديد ومن المتوقع أن تكون حذرة في القيام بعمليات عسكرية حتى لا تعطي مزيدا من الذرائع لإسرائيل ومؤيديها العرب والأجانب لشن حروب عليها. حماس الآن في ضائقة يصنعها لها فلسطينيون وإسرائيل وأمريكا ودول عربية، وهي بحاجة إلى الكثير من الهدوء. ومن المحتمل أنها إذا قررت القيام بعمليات عسكرية أن تقوم بها تحت مظلة فصائل أخرى.
 
انجازات المقاومة"
 
المقاومة:  ما هي الانجازات التي حققتها المقاومة خلال انتفاضة الاقصى المباركة؟
د. قاسم : نحن نعاني من مشكلة تاريخية وهي أن نفسنا قصير ولا نواصل. نحن نثور ونقدم التضحيات ومن ثم يظهر من بيننا من يدعو إلى الهدوء تحت مسمى الشفقة على الشعب قيل أن ننجز شيئا حقيقيا. نتوقف عن العمل بشعارات وطنية ونتحدث عن إنجازات وهمية، والنتيجة نكون قد قدمن تضحيات وتنازلات وإسرائيل حققت مكاسبا. هكذا هو الأمر قبل عام 1948 وبعد عام 1967. نحن لسنا راغبين في استمرار الثورة، ولسنا راغبين في الاستسلام التام، والنتيجة أن شعبنا يدفع أثمانا كل بضع سنين من أجل سياسيين استنزفوا الطاقات وحرصوا على مصالحهم الشخصية. مقارنة بشعوب أخرى وقعت تحت لاحتلال، نحن دفعنا أكبر ثمن نسبة لعدد السكان في حين أن تلك الشعوب حققت مكاسب ونحن قدمن تنازلات. هذه معادلة مرعبة، ولها بالتأكيد أسبابها التي لا سبيل لمعالجتها في هذه المقابلة.
خلال هذه الانتفاضة، نحن حققنا إنجازات مثل:
1-     حققنا نوعا من توازن الرعب وليس التوازن العسكري مع إسرائيل. لقد أحدثنا خللا كبيرا في أوضاعهم الأمنية.
2-     نحن قلصنا النسبة بين عدد شهدائنا وقتلاهم. كانت النسبة قبل عام 1948 حوالي مائة إلى واحد، الآن هي حوالي خمسة إلى واحد.
3-     أرهقناهم اقتصاديا مثلما أرهقونا.
4-     وضعناهم أمام حيرة من حيث أن المعركة انتقلت إلى مدنهم ولم تبق في مدننا فقط.
5-     طورنا صواريخ ولو بدائية، لكن هذا نوع من الإبداع الذي يمكن أن يتطور.
طبعا في المقابل قدمنا تضحيات كبيرة. وأيضا عجزنا عن ترتيب أوضاعنا الداخلية لتتلاءم مع متطلبات الانتفاضة. استمر الفساد، واستمرت سرقة أموال الناس، واستمر التنسيق الأمني مع إسرائيل. وأكثرها بشاعة هو استيراد الإسمنت من مصر لصالح إسرائيل وبناء الجدار.
 
" الصواريخ والرعب الصهيوني"
 
المقاومة: هل أحدثت المقاومة الفلسطينية توازن قوى مع العدو الصهيوني؟ وهل وسائلنا القتالية كفيلة بمواجهته؟
د. قاسم : لا يوجد توازن عسكري مع العدو بتاتا. المقاومة عادة لا تحقق توازنا عسكريا وإنما توازنا في الرعب لأن وسائلها القتالية وأساليبها ليست نظامية. تكتيكها العسكري يرهق العدو على الرغم من وسائله القتالية الكثيرة والمتطورة. فمثلا أحدثت مائة كيلو غرام من المتفجرات عبئا هائلا في إسرائيل على الرغم من امتلاكها لمئات آلاف الأطنان من الذخائر، وأتت دول كثيرة إلى شرم الشيخ عام 1996 لنجدة إسرائيل بعدما نفذت حماس عددا من العمليات الاستشهادية المقدرة بحوالي خمسين كيلو غرام من المتفجرات.
إنما وسائلنا القتالية وأساليبنا بحاجة إلى تطوير. بداية نحن ما زلنا قاصرين تنظيميا وأمنيا. نحن لم ندرك بعد أهمية الصرامة والشدة في التنظيم، ولم ندرك أهمية الحرص الأمني في ظل التطور التقني الأمني الإسرائيلي ووجود عدد لا بأس به من الجواسيس. يجب أن نراجع كل عملنا التنظيمي والأمني. إذا أحسنا تنظيميا وأمنيا، فإننا سنحسن من الأدوات والأساليب.
 
المقاومة: هل هناك جدوى من إطلاق الصواريخ على البلدات الصهيونية؟
د. قاسم : نعم للصواريخ جدوى كبيرة ليس من حيث الخسائر البشرية والمادية التي تلحقها بالعدو وإنما من حيث الزعزعة الأمنية التي تنطوي على زعزعة اقتصادية ونفسية واجتماعية. الحساب لا يجري رقميا فقط وإنما أيضا معنويا. خسائرنا الرقمية بسبب هذه الصواريخ هي أكثر من خسائرهم، لكن خسائرهم المعنوية وغير الرقمية أدت في النهاية إلى الانسحاب من غزة. كان بالإمكان أن نقيم بؤرة دولة في غزة وحكومة تشارك بها كل الفصائل بمعزل عن الاتفاقيات مع إسرائيل إلا أن السلطة الفلسطينية أصرت على التنسيق مع إسرائيل وأفسدت كل شيء.
على أية حال، تطوير الصواريخ في الضفة له أولوية على غزة، ولم نكن موفقين في اختيار المكان. السبب هو قرب التجمعات السكانية الصهيونية من التجمعات السكانية الفلسطينية. وفي كل الأحوال، يجب تطوير الصواريخ لتصبح أكثر دقة.
 
"إستراتيجية المقاومة"
 
المقاومة : ما هي الإستراتيجية التي يجب أن نتبعها في ظل الأوضاع الحالية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية؟
 د. قاسم : الإستراتيجية يجب أن تشمل التالي: 1- المحافظة على الانتقاء التنظيمي؛ 2- لا بد من أتباع معايير سرية التنظيم والعمل؛ 3- يجب فصل العمل المدني عن المقاومة من حيث أننا لا نستطيع أن نكون مكشوفين ومقاومين في آن واحد؛ 4- يجب أن يكون الأمن المدني بيد السلطة الفلسطينية، بينما يكون الأمن الوطني بيد الفصائل. السلطة لا تستطيع قتال إسرائيل لأنها مكشوفة، بينما تستطيع الفصائل إن بدأت تنظم بطريقة سرية؛ 5- لا حاجة لأجهزة الأمن الفلسطينية وحادثة أريحا دليل فاضح على هذا. نحن بحاجة إلى جهاز شرطة فقط، ولسنا بحاجة لمن ينسق أمنيا مع إسرائيل؛ 6- يجب القضاء على الطخيخة لأنهم يهددون الأمن المدني للمواطنين؛ 7- شعارنا يجب أن يكون أن السلاح العلني إما جاهل أو خائن، وذلك للمحافظة على السرية المطلقة؛ 8- يجب أن تكون هناك غرفة عمليات مشتركة تجمع الفصائل المقاومة ولا عمل لها سوى أعمال المقاومة. هذه يجب أن تكون منفصلة عن السلطة. الوضع الحالي يفتقر إلى التنسيق والتنظيم الدقيق والسرية، ووجود قيادة مشتركة في مكان سري في هذا العالم يحل هذه المشكلة.
"سلاح الفوضى"
 
المقاومة: ما رأيك بفوضى السلاح التي باتت تعم الأراضي الفلسطينية, وأين هو سلاح المقاومة من هذه القضية؟
 د. قاسم :عندما نتحدث عن فوضى السلاح نحن لا نتحدث عن سلاح المقاومة وإنما عن سلاح الطخيخة الذين يحملونه غية بهدف تهديد أمن المواطنين. كل سلاح يستعمل ضد المواطنين هو سلاح خائن ويجب ألا نهادنه إطلاقا. المشكلة الأخرى تتمثل في سلاح السلطة الذي هو مرخص إسرائيليا. سلاح الطخيخة وسلاح السلطة يشتركان في المصدر والترخيص. أما سلاح المقاومة فهو سلاح شريف وموجود من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد العدو. إنما يجب أن يكون ذلك السلاح سريا، ومطلوب من الفصائل أن تخفيه بطريقة أمنية دقيقة
 
"مفاوضات أم مقاومة"
المقاومة: كيف ترى المرحلة وهي مرحلة تصنفها إسرائيل بأنها ذات مرحلة السلطة الإرهابية؟ وهل المرحلة القادمة مرحلة مفاوضات أم مرحلة مقاومة؟
د. قاسم : أرى أن المرحلة القادمة في المنطقة العربية الإسلامية هي مرحلة تغيير وليس في صالح الأنظمة أو إسرائيل أو أمريكا. على مدى السنوات السابقة، لم تستطع أمريكا أن تسيطر على أوضاع المنطقة تماما، ويبدو أن خيوطا كثيرة تفلت من يدها. هناك تنظيمات سرية تظهر على الساحة الإسلامية من باكستان حتى فلسطين، وهي تنظيمات لا تهاب الموت وتقض المضاجع. وهناك دول تتمرد مثل إيران. الأنظمة العربية في حالة عدم استقرار والشعوب العربية تكتسب جرأة متزايدة في مواجهة الحكام.
هذه التطورات تعني أن متاعب إسرائيل وأمريكا في المنطقة ستزداد، أي أن العمل العسكري والأمني سيسود على العمل التفاوضي. الساعة في هذه المرحلة التاريخية تنقلب ببطء وبالتدريج على لإسرائيل وأمريكا. في المرحلة القريبة، ستشهد فلسطين بعض الهدوء لكن ذلك فقط بانتظار تطوير أساليب ووسائل فلسطينية للتغلب على الجدار. بعدها ستنفجر الأمور بطريقة أكثر شدة. ولا أظن أن حماس ستفاوض، وإن فاوضت فذلك من قبيل التكتيك وليس من قبيل القناعة. وفي كل حال المفاوضات لن تجدي نفعا.
 
المقاومة: هل كان من الصواب التوصل إلى تهدئة؟
د. قاسم: لا، أعتقد أن الفصائل قد أخطأت بإلزام نفسها، فضلا عن أنها خاضت مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر السلطة الفلسطينية ومصر. كان رأيي أن تتفق الفصائل فيما بينها على تهدئة إذا رأت أن ذلك في مصلحة الشعب الفلسطيني، لكن للأسف الفصائل لم تجتمع بجد إلا على طاولة مدير مخابرات مصر. كان من الخطأ التوصل إلى تهدئة بهذه الطريقة، وكان من الخطأ الموافقة على تهدئة من طرف واحد. ولهذا علينا أن نتعلم كيف ننسق أمورنا على مستوى القيادات السياسية دون وساطة من يعترفون بإسرائيل.
 
خياراتنا المتاحة
 
المقاومة: ما هي الخيارات المتاحة أمامنا في ظل اشتداد الهجمة وسياسة التضييق التي تتبعها الولايات المتحدة ودولة الكيان على شعبنا الفلسطيني؟
د. قاسم : ثقتي كبيرة بأن المستقبل لنا. نحن الآن محاصرون من قبل جهات عديدة عربية وغير عربية، لكننا لسنا بدون أصدقاء. هناك تنظيما سرية عربية وإسلامية تشكل روافد لنا.
علينا أولا إعادة ترتيب أوضاعنا الداخلية لأنها مزرية وهي تضعفنا وترفع من قوة العدو في مواجهتنا. يجب إعادة ترتيب أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الخ. هل رأيت جهة في العالم تضع لقمة خبزها تحت رحمة عدوها؟ نحن اعتمدنا على الغرب المعادي في تمويلنا ومنا من يجادل من أجل الاستلام لكي نتمكن من أكل الخبز. أين شعار نموت واقفين ولن نركع؟
الشيء الثاني هو ضرورة إعادة القضية الفلسطينية إلى عمقها العربي والإسلامي. وثالثا لا بد من إعادة تثقيف الناس بطريقة نستعيد بها قوتنا الأخلاقية. إذا كنا أقويا أخلاقيا، فإن كل الهموم بعدئذ ستهون.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية