التاج.. تاج فوق الرؤوس ... قلم : خالد معالي

الأحد 16 أغسطس 2015

التاج.. تاج فوق الرؤوس

خالد معالي


الشهيد رفيق التاج من طوباس شمال الضفة الغربية؛ هو شهيد في قافلة الشهداء الطويلة؛ التي ستتواصل حتى دحر الاحتلال وكنسه لمزابل التاريخ؛ ولن يستطيع أحد أو أيا كان؛ أن يوقف قافلة الشهداء ويمنع تقدمها باتجاه هدفها المنشود؛ إلا أنه قد يستطيع تأخيرها مؤقتا لفترة بسيطة تطول أو تقصر بحسب عوامل كثيرة متداخلة ومعقدة التفاصيل.

المعادلة لا تكون كم قدم الشعب من شهداء وكم خسر الاحتلال؛ بل تقوم على أن الاحتلال لا محالة زائل؛ وبالتالي لا بد من تضحيات كبيرة وجسيمة حتى الانتصار عليه؛ ولو كانت المعادلة تقاس بالخسائر؛ لما تحرر شعب عبر التاريخ وقع تحت الاحتلال.

لا توجد ولو حالة واحدة في التاريخ؛ أن احتل شعب ولم يقدم تضحيات لأجل التحرر، والشعب الفلسطيني ليس خارج النسق العام والسياق التاريخي، وسيبقى يقدم التضحيات، سواء أطال الزمن أم قصر؛ وما النصر إلا صبر ساعة.

سنن التاريخ لا يستطيع "نتنياهو" أن يوقفها بجبروته وظلمه وقتله المزيد من أطفال وشباب فلسطيني المحتلة؛ "نتنياهو" ليس قارئ جيد للتاريخ؛ ولو كان قارئ جيد لما واصل قتل واغتصاب واحتلال شعب مسالم.

صحيح أن لا احد يرغب ويقبل بالتضحيات المجانية؛ ولكن منذ متى كانت مقاومة المحتل وطرده لا تتم بغير طريق التضحيات؛ والأصح أن تكون موجهة ومدروسة أكثر وأكثر؛ وهذا منوط بقادة المقاومة، وحتى الآن يبدو أن كل العمليات التي جرت أو تجري في الضفة والقدس هي فردية؛ بحسب تحليلات الاحتلال.

التاج هو الشهيد الـ30 الذي يرتقي برصاص واعتداءات الاحتلال منذ بداية العام الحالي، وهو تاج فوق رؤوس الأحرار؛ كونه قدم أغلى ما يملك لأجل وطنة وعزة وكرامة شعبه؛ وهو رحل سريعا في ريعان شبابه؛ لكنه ترك دروس وعبر قبل رحيله.

إعدام وحرق الطفل الشهيد علي دوابشه وحرق والده؛ وقتل التاج والشباب في مخيمات ومدن وقرى الضفة؛ هي رسالة واضحة للفلسطينيين جميعًا من القمة حتى القاعدة من قبل الاحتلال؛ أن لا بواكي لكم؛ ما دمتم ضعفاء منقسمين.

ما دام الاحتلال موجودًا؛ سيبقى الصراع متواصلًا ولن تتوقف قافلة الشهداء؛ فاليوم ارتقى الشهيد الشاب رفيق، وغدًا يرتقي شهداء آخرون أطفال وشبانا ونساء؛ ولا بد من كنس المحتل ذليلا صغيرا.

دم الضفة مستباحًا لجنود جيش الاحتلال، والمستوطنين؛ واختلاق الأسباب والذرائع والأكاذيب لقتل الفلسطينيين سهل جدًّا؛ ولكن حبل الكذب قصير؛ وسرعان ما ستزول كذبة وجود دولة الاحتلال على أرض فلسطين.

أكبر كذبة عايشها العالم الحديث والمعاصر؛ هو وجود دولة بقوة الإرهاب والسلاح على أرض فلسطين التاريخية تدعى زورا وبهتانا "اسرائيل"؛ وقد بدأ العد التنازلي لإنهاء الكذبة الكبرى "اسرائيل" منذ وقت طويل؛ وقت ما انسحبت ذليلة من جنوب لبنان وقطاع غزة تجر خلفها أذيال الهزيمة والانكسار.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية