الترحيل لعنة فرعونية
د. يوسف رزقة
"الترحيل" لعنة فرعونية، وعقاب جماعي، وتهيؤات أمنية لا تصمد أمام منطق العقل، ومفاهيم حقوق الإنسان. "الترحيل" سنة أمنية كاذبة سنها مبارك لما غضب على الفلسطينيين لأسباب لا يعرفها الفلسطيني حتى الآن. الفلسطيني الغزي وغير الغزي يسافر إلى مطارات العالم كلها، عربها وعجمها فلا أحد يطبق عليه نظام "الترحيل" إلا مبارك.
من مطار جدة، أو دبي، أو الكويت أو عمان أو الجزائر تستقل التاكسي الذي تريد أو الحافلة التي ترغب عند وصولك للمطار كغيرك من بني البشر، غير أنك في مصر حرسها الله تحشر في حافلة كما يحشر الدجاج رغما وكرها لعدد من الساعات باسم الأمن العام، وليس في حشر المسافرين، وحبس حرياتهم، وإكراههم على مالا يحبون، لا أمن ولا ما يحزنون، وإنما تعسف ينفس فيه الحاكم المقتدر عن غضبه من هذه الفئة من الناس.
مصر حرسها الله لا تطبق برنامج الترحيل الجماعي على أحد من العرب أو العجم غير الفلسطيني. الفلسطيني لا يدخل إلى مصر زائرًا أو عابرًا إلى دولة أخرى إلا بإذن مسبق من الدولة المصرية، وبحسب نظام التأشيرة المتبع مع الجنسيات الأخرى، فلماذا يطبق عليه نظام الترحيل التعسفي بعد حصوله على التأشيرة أو الإذن المسبق؟!
أبناء الضفة الغربية فلسطينيون كأبناء غزة تمامًا، والأردن دولة عربية حدودية مع فلسطين كمصر تمامًا، فلماذا يسافر الضفاوي إلى عمان ومنها إلى بقية دول العالم بدون نظام الترحيل الجماعي، ويسافر الغزي محبوسًا في حافلة مكيفة كما تكيف الدول الراقية حافلات الدجاج خشية الموت؟!!
كان الرئيس عبد الناصر رئيسا عربيا قوميا نادى بمعاملة الفلسطيني معاملة المصري نفسها فأحبه العربي والفلسطيني بغض النظر عن علاقته مع المتدينين، ولما توفي وتولى السادات ثم مبارك لم يعد الفلسطيني كالمصري، بل لم يعد الفلسطيني في السفر كالإسرائيلي، ولا كالأحمر أو الأسمر، لقد غضب فرعون مصر بالموروث الفرعوني على الفلسطيني، وتحطمت أسطورة العروبة والقومية.
لم يستطع عبد الناصر تحرير فلسطين، وأضاع ما تبقى منها في عام 1967م، ولكنه كان كريما مع غزة وفلسطين، وعامل الفلسطيني في السفر والجامعات والعلاج كالمصري باحترام، وانتهى كل هذا بوفاته، ولم يأت بعده من ينصف غزة، وسكانها، عن حب وقناعة، وتبني، باعتبار مصر الرئة الإجبارية للحياة في غزة.
اليوم يحكم في مصر محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة، ومن الإخوان المسلمين أكثر الجماعات دفاعًا عن الإسلام، وعن العدالة، وعن الإنسانية، لذا لا بأس أن يرتفع صوت غزة عاليًا مخاطبًا الرئيس الهمام المحبوب في غزة قائلة أين العدل والإسلام يا سيادة الرئيس في نظام الترحيل المذل؟! أين الإنسانية في الحشر الجماعي قبل أن تقوم الساعة؟! ولماذا يا سيدي عقاب الناس وحشرهم، وفي البدائل مندوحة لك ولوطنك عن ذلك؟!
اليوم في مصر أحزاب معارضة، وديمقراطية ومنظمات حقوق إنسان نشطة، وغزة تنظر باحترام لتدخل المعارضة والثورة وحقوق الإنسان من أجل إنهاء عقوبة الترحيل الجماعي التي عاقب بها مبارك غزة وأهلها ظلمًا وعدوانًا، وبانتظار أن تضغط المعارضة والثورة على الرئيس محمد مرسي لإنهاء هذا التعسف المشين ضد المسافرين النظاميين، ومنحهم حرية التنقل كغيرهم من البشر الذين يزورون مصر أو يمرون بها آمنين.
د. يوسف رزقة
"الترحيل" لعنة فرعونية، وعقاب جماعي، وتهيؤات أمنية لا تصمد أمام منطق العقل، ومفاهيم حقوق الإنسان. "الترحيل" سنة أمنية كاذبة سنها مبارك لما غضب على الفلسطينيين لأسباب لا يعرفها الفلسطيني حتى الآن. الفلسطيني الغزي وغير الغزي يسافر إلى مطارات العالم كلها، عربها وعجمها فلا أحد يطبق عليه نظام "الترحيل" إلا مبارك.
من مطار جدة، أو دبي، أو الكويت أو عمان أو الجزائر تستقل التاكسي الذي تريد أو الحافلة التي ترغب عند وصولك للمطار كغيرك من بني البشر، غير أنك في مصر حرسها الله تحشر في حافلة كما يحشر الدجاج رغما وكرها لعدد من الساعات باسم الأمن العام، وليس في حشر المسافرين، وحبس حرياتهم، وإكراههم على مالا يحبون، لا أمن ولا ما يحزنون، وإنما تعسف ينفس فيه الحاكم المقتدر عن غضبه من هذه الفئة من الناس.
مصر حرسها الله لا تطبق برنامج الترحيل الجماعي على أحد من العرب أو العجم غير الفلسطيني. الفلسطيني لا يدخل إلى مصر زائرًا أو عابرًا إلى دولة أخرى إلا بإذن مسبق من الدولة المصرية، وبحسب نظام التأشيرة المتبع مع الجنسيات الأخرى، فلماذا يطبق عليه نظام الترحيل التعسفي بعد حصوله على التأشيرة أو الإذن المسبق؟!
أبناء الضفة الغربية فلسطينيون كأبناء غزة تمامًا، والأردن دولة عربية حدودية مع فلسطين كمصر تمامًا، فلماذا يسافر الضفاوي إلى عمان ومنها إلى بقية دول العالم بدون نظام الترحيل الجماعي، ويسافر الغزي محبوسًا في حافلة مكيفة كما تكيف الدول الراقية حافلات الدجاج خشية الموت؟!!
كان الرئيس عبد الناصر رئيسا عربيا قوميا نادى بمعاملة الفلسطيني معاملة المصري نفسها فأحبه العربي والفلسطيني بغض النظر عن علاقته مع المتدينين، ولما توفي وتولى السادات ثم مبارك لم يعد الفلسطيني كالمصري، بل لم يعد الفلسطيني في السفر كالإسرائيلي، ولا كالأحمر أو الأسمر، لقد غضب فرعون مصر بالموروث الفرعوني على الفلسطيني، وتحطمت أسطورة العروبة والقومية.
لم يستطع عبد الناصر تحرير فلسطين، وأضاع ما تبقى منها في عام 1967م، ولكنه كان كريما مع غزة وفلسطين، وعامل الفلسطيني في السفر والجامعات والعلاج كالمصري باحترام، وانتهى كل هذا بوفاته، ولم يأت بعده من ينصف غزة، وسكانها، عن حب وقناعة، وتبني، باعتبار مصر الرئة الإجبارية للحياة في غزة.
اليوم يحكم في مصر محمد مرسي من حزب الحرية والعدالة، ومن الإخوان المسلمين أكثر الجماعات دفاعًا عن الإسلام، وعن العدالة، وعن الإنسانية، لذا لا بأس أن يرتفع صوت غزة عاليًا مخاطبًا الرئيس الهمام المحبوب في غزة قائلة أين العدل والإسلام يا سيادة الرئيس في نظام الترحيل المذل؟! أين الإنسانية في الحشر الجماعي قبل أن تقوم الساعة؟! ولماذا يا سيدي عقاب الناس وحشرهم، وفي البدائل مندوحة لك ولوطنك عن ذلك؟!
اليوم في مصر أحزاب معارضة، وديمقراطية ومنظمات حقوق إنسان نشطة، وغزة تنظر باحترام لتدخل المعارضة والثورة وحقوق الإنسان من أجل إنهاء عقوبة الترحيل الجماعي التي عاقب بها مبارك غزة وأهلها ظلمًا وعدوانًا، وبانتظار أن تضغط المعارضة والثورة على الرئيس محمد مرسي لإنهاء هذا التعسف المشين ضد المسافرين النظاميين، ومنحهم حرية التنقل كغيرهم من البشر الذين يزورون مصر أو يمرون بها آمنين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية