التضامن الذي لا يحرّر! ...بقلم : لمى خاطر

الأربعاء 22 مايو 2013

التضامن الذي لا يحرّر!

لمى خاطر

اخترت للمقال هذا العنوان على خلفية سماعي مبررات كثيرين ممن يمتنعون عن المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين، أو لا يبالون بها، ويرون أن الفعالية التضامنية التي لا تفضي إلى تحرير الأسرى هي بلا فائدة ومجرد مضيعة للوقت والجهد!

وقبل الحديث عن فوائد الفعاليات التضامنية وأثرها على الأسير وذويه كما على قضيته أتساءل هنا فيما إذا كان من يمتنع عن المشاركة في الفعاليات التي يراها غير مجدية مستعداً أصلاً للمشاركة في تلك المفيدة –من وجهة نظره- أو المؤدية إلى تحرير الأسير والضغط على الاحتلال!

لأن من لا نصيب له من المشاركة في عملية المقاومة أو المواجهة المباشرة مع الاحتلال يفترض أن يكون له دور في الفعاليات الشعبية والميدانية، حتى لو كانت ذات أهداف إعلامية وتضامنية.. وبالعودة إلى فعاليات التضامن مع الأسرى فلا يجوز إغفال الأثر الإيجابي الذي تُحدثه في نفس الأسير وذويه حينما يشعرون أنهم ليسوا وحدهم، وأن حيّزاً لا بأس به من الاهتمام الشعبي ملتفت لهم ومنشغل بقضية الأسرى. وأشكال التضامن والتكافل ومؤازرة الأسير وذويه متنوعة وكثيرة، والفعاليات الميدانية واحدة منها، وإضافة إلى أثرها المعنوي فهي بوابة التفعيل الإعلامي للقضية، لأن أية قضية تتفاعل في الإعلام حين يكون لها على الأرض حضور واهتمام، وحين تتحرّك في الشارع بوتيرة مكثفة ومتتابعة، وليس من خلال المتابعات الموسمية.

والآن، مع قضية الأسير أيمن أبو داود المضرب عن الطعام منذ نحو أربعين يوما؛ ما زال نبض الشارع خافتاً ولا يكاد يذكر، ولعل كثيرين من مدينته (الخليل) لا يعلمون بقضيته، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام، الفلسطينية تحديدا، في ضرورة الاهتمام والمتابعة والتغطية الواسعة للقضية، إضافة إلى دورها في شرح أهمية فعاليات التضامن الشعبي مع الأسرى المضربين عن الطعام، فكلما كان نبض الشارع قوياً ومتواصلاً ستقلّ أيام إضراب الأسير ولن يصل إلى مدد قياسية كما حدث مع العيساوي والشروانة!

لست أحب هجاء الجمهور وجلد تقصيره، لكن هناك لامبالاة واضحة في التعاطي مع القضايا الوطنية العامة، خصوصاً التي يفترض أنها ليست محلّ اختلاف، أو تشكّل إحدى ركائز المشروع الوطني عموما.. وحين نقرأ ونستمع يومياً إلى مطالبات زوجة الأسير أبو داود الجمهور بالتحرك، والتضامن مع زوجها المقاوم والمناضل في محنته، ينبغي أن تُحيّد القناعات حول جدوى هكذا فعاليات، لأن الاستجابة لدعوتها ولما كان يراهن عليه أيمن قبل خوض إضرابه (أي التفاعل الميداني والإعلامي) يصبحان واجباً على كلّ حرّ، وكل من يقدّر معنى تضحية الأسير بسنوات شبابه لأجل شعبه ووطنه!

وإذا كان تحرير الأسير منوطاً بفعل البنادق أو بعزم الأسير على كسر قضبان سجنه بجوعه وصبره الطويلين، فلا أقلّ من أن يكون لصوت نفير أمعائه داخل الزنزانة صدى خارجها، وبصمة وفاء ومؤازرة له من الميدان!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية