التطرف .. وليد القهر والظلم
بقلم: د.عصام شاور
عندما تعرضت جماعة الإخوان المسلمين في سجون الطاغية جمال عبد الناصر ظهرت جماعة التكفير والهجرة، التي حكمت بكفر المجتمع وكفر الأنظمة من شدة ما لاقته جماعة الإخوان من ظلم وقهر إلى حد لا يطيقه بشر، فأصبح العقل عاجزا عن تكوين تصور حول من رضي أو سكت على ما حدث في تلك الفترة السوداء من تاريخ مصر، فكان ما كان من خروج عن المنطق والعقلانية إلى التطرف والتشدد، وإن كانت بعض التصورات حينها خاطئة إلا أنها كانت متوقعة وتكاد تكون طبيعية.
التاريخ يعيد نفسه، والظلم والقهر والمعاناة تلحق بشعب كامل بدلا من آلاف السجناء، الأطراف المشاركة بالجريمة متعددة والأطراف الرافضة لا حصر لها ، فمن الطبيعي أن يخرج من بين المظلومين الفلسطينيين ومن بين الرافضين من العرب والمسلمين للجريمة التي ترتكب في حق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة من يعبر عن غضبه ورفضه لقتل شعب أعزل بدون ذنب، وقبل أن نلوم من نصفهم بالمتطرفين, علينا محاسبة من تسبب في هذا التطرف، فمحاربة التطرف دون محاربة الأسباب هو العبث بعينه، فالطبيب يعالج الأمراض لا الأعراض، والمرض هو حصار القطاع سواء من قبل (إسرائيل) أو " مصر " أو الدول العربية ، أما الأعراض فهي كثيرة والتطرف إحداها .
وبعيدا عن التطرف ومشاكله، هل سمعتم بالمثل القائل " القشة التي قصمت ظهر البعير " ؟؟، لا بد وأنكم سمعتم بالمثل , ولكنكم قطعا لا تعرفون ذلك البعير وكذلك أنا لا أعرفه، ولكن يبدو أن عصرنا الحالي سيشهد سقوط بُعْران كثيرة تنتظر نزول القشات القاصمة على ظهورها ، وسواء كانت تلك بعران أو أنظمة قهر وظلم فالنتيجة واحدة وهي الهلاك والزوال، فالشعوب لن تظل ساكتة إلى الأبد على هذا الاستعباد والتآمر المسلط عليها من قبل الأنظمة الحاكمة التي أثقلت ظهورها الأوزار والآثام والتي كان آخرها وزر حصار الشعب الفلسطيني والذي أظن انه هو القشة التي ستقصم ظهورهم بإذن الله.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية