التطرف العلماني يوشك أن يقضي على فرص التعايش؟!(4/8)
سري سمّور
(5) المثقف العلماني ونظيره الإسلامي
الدنيا تـقوم ولا تـقعد لمجرد رفع قضية، أو حجز أحد الكتبة أو المثقفين المنتسبين إلى التيار الليبرالي العلماني، أو حتى لو منع كتاب من كتبه مليء بالتجديف والشتم الموجه ضد كل رموز ومقدسات الأمة والمنع المقصود والحاصل هو جزئي، بمعنى ألا تموّل وزارات الثقافة طباعة ونشر هذا الكتاب، على أن يكون متوفرا في المكتبات ودور النشر الخاصة، مثلما حصل في مصر مع رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري «حيدر حيدر» فيما لا ينظر إلى الأمر بذات المقياس حينما يتعلق بمثقف إسلامي، قد يـفوق المثقف العلماني بمعرفته وعلمه وإمساكه بنواصي اللغة والأدب؛ فمثلا سيد قطب سجن، ثم شنق وهو في سن الستين والتي يستثنى من وصلها من عقوبة الإعدام حسب القانون المصري، إضافة إلى مرضه المزمن وكان نشاطه في الإخوان المسلمين فكريا ودعويا، ولم تـقم قيامة أنصار حرية الرأي والتعبير المزعومين ولم يرف لهم جفن، بل ما زالوا ينعتون الرجل بأقبح النعوت، بل إن منع مؤلفات قطب طال دولا عربية عدة، ربما لم تكن في وفاق مع جمال عبد الناصر، ومنها كتاب (في ظلال القرآن) وهو كتاب ألفه داخل سجنه وكان كل سطر فيه يخضع للرقابة قبل الطبع.
والشيخ محمد حسان يشهد أنه كان تحت مراقبة ومرافقة مباحث أمن الدولة في كل مسجد يتوجه إليه والشيخ الحبيب الجفري طرد من مصر أما د.عمرو خالد فقد ضغطوا عليه حتى غادر مصر مانعين إياه من أي نشاط فوق أرضها، علما بأن الثلاثة(حسان والجفري وخالد) ينتمون لمدارس إسلامية مختلفة، وغير منضوين تحت لواء حركات يحظرها النظام، وكان جامعهم هو عدم الخوض في القضايا السياسية والتركيز على الترغيب والترهيب والسيرة النبوية وأخبار الصحابة والدعوة إلى التزام العبادات ومحاسن الأخلاق، ومع ذلك لم يسلموا، ولا يجادلني أحد بأنهم ليسوا مثقفين، فهناك تعريف الكاتب الفلسطيني اليساري أحمد قطامش الذي يعتبر كل من يمارس عملا ثقافيا هو مثقف مستندا إلى غرامشي، بما في ذلك الكاتب والأديب والخطيب وغيرهم، وقبل أسابيع قليلة منعت الشاعرة الفلسطينية الغزية عفاف الحساسنة من مواصلة مشاركتها في برنامج أمير الشعراء لأنها رفضت خلع نقابها مع أنه يفترض بمن ينادي بحرية التعري من العلمانيين أن يدافع عن حق هذه الشاعرة في لبس النقاب لأن المسابقة مسابقة شعرية أدبية وليست مسابقة لملكات الجمال أو عارضات الأزياء، والأمثلة كثيرة حول إقصاء كل المتدينين عن المنابر الثقافية والإعلامية خاصة في فترة ما قبل ثورة تكنولوجيا الإعلام الحديثة واقتصار هذه المنابر على العلمانيين ومن يخالف الدين مظهرا وسلوكا وفكرا.
وفوق ذلك يرفض العلمانيون الاحتكام للديموقراطية إذا أفرزت الإسلاميين، ويتحججون بأن الصناديق والانتخابات سبق وأن جاء بهتلر، فما سر عدائهم لهتلر؟هذا ما سأناقشه في الجزء الخامس بمشيئة الله.....يتبع.
سري سمّور
(5) المثقف العلماني ونظيره الإسلامي
الدنيا تـقوم ولا تـقعد لمجرد رفع قضية، أو حجز أحد الكتبة أو المثقفين المنتسبين إلى التيار الليبرالي العلماني، أو حتى لو منع كتاب من كتبه مليء بالتجديف والشتم الموجه ضد كل رموز ومقدسات الأمة والمنع المقصود والحاصل هو جزئي، بمعنى ألا تموّل وزارات الثقافة طباعة ونشر هذا الكتاب، على أن يكون متوفرا في المكتبات ودور النشر الخاصة، مثلما حصل في مصر مع رواية (وليمة لأعشاب البحر) للكاتب السوري «حيدر حيدر» فيما لا ينظر إلى الأمر بذات المقياس حينما يتعلق بمثقف إسلامي، قد يـفوق المثقف العلماني بمعرفته وعلمه وإمساكه بنواصي اللغة والأدب؛ فمثلا سيد قطب سجن، ثم شنق وهو في سن الستين والتي يستثنى من وصلها من عقوبة الإعدام حسب القانون المصري، إضافة إلى مرضه المزمن وكان نشاطه في الإخوان المسلمين فكريا ودعويا، ولم تـقم قيامة أنصار حرية الرأي والتعبير المزعومين ولم يرف لهم جفن، بل ما زالوا ينعتون الرجل بأقبح النعوت، بل إن منع مؤلفات قطب طال دولا عربية عدة، ربما لم تكن في وفاق مع جمال عبد الناصر، ومنها كتاب (في ظلال القرآن) وهو كتاب ألفه داخل سجنه وكان كل سطر فيه يخضع للرقابة قبل الطبع.
والشيخ محمد حسان يشهد أنه كان تحت مراقبة ومرافقة مباحث أمن الدولة في كل مسجد يتوجه إليه والشيخ الحبيب الجفري طرد من مصر أما د.عمرو خالد فقد ضغطوا عليه حتى غادر مصر مانعين إياه من أي نشاط فوق أرضها، علما بأن الثلاثة(حسان والجفري وخالد) ينتمون لمدارس إسلامية مختلفة، وغير منضوين تحت لواء حركات يحظرها النظام، وكان جامعهم هو عدم الخوض في القضايا السياسية والتركيز على الترغيب والترهيب والسيرة النبوية وأخبار الصحابة والدعوة إلى التزام العبادات ومحاسن الأخلاق، ومع ذلك لم يسلموا، ولا يجادلني أحد بأنهم ليسوا مثقفين، فهناك تعريف الكاتب الفلسطيني اليساري أحمد قطامش الذي يعتبر كل من يمارس عملا ثقافيا هو مثقف مستندا إلى غرامشي، بما في ذلك الكاتب والأديب والخطيب وغيرهم، وقبل أسابيع قليلة منعت الشاعرة الفلسطينية الغزية عفاف الحساسنة من مواصلة مشاركتها في برنامج أمير الشعراء لأنها رفضت خلع نقابها مع أنه يفترض بمن ينادي بحرية التعري من العلمانيين أن يدافع عن حق هذه الشاعرة في لبس النقاب لأن المسابقة مسابقة شعرية أدبية وليست مسابقة لملكات الجمال أو عارضات الأزياء، والأمثلة كثيرة حول إقصاء كل المتدينين عن المنابر الثقافية والإعلامية خاصة في فترة ما قبل ثورة تكنولوجيا الإعلام الحديثة واقتصار هذه المنابر على العلمانيين ومن يخالف الدين مظهرا وسلوكا وفكرا.
وفوق ذلك يرفض العلمانيون الاحتكام للديموقراطية إذا أفرزت الإسلاميين، ويتحججون بأن الصناديق والانتخابات سبق وأن جاء بهتلر، فما سر عدائهم لهتلر؟هذا ما سأناقشه في الجزء الخامس بمشيئة الله.....يتبع.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية