التطرف العلماني يوشك أن يقضي على فرص التعايش!!(8/8) ... بقلم : سري سمّور

الجمعة 24 مايو 2013

التطرف العلماني يوشك أن يقضي على فرص التعايش!!(8/8)

سري سمّور

(11) هل هو عداء للإسلام؟

سبق وأن قدمت أمثلة تبين أن تصرفات العلمانيين ليست عداء لحركة إسلامية أو حزب إسلامي، وأضرب مزيدا من الأمثلة:فالعضو المؤسس في حزب الدستور المصري مصطفى زين الدين أقسم أن اجتماعا ضمه والبرادعي وصباحي في أحد الفنادق وبحضور عدد آخر من المعارضين، ولما رفع أذان الجمعة قام عدد من الحضور من المحسوبين على المسلمين بوضع أصابعهم في آذانهم، ولم يحرك البرادعي ساكنا، وكأنه يقرهم على فعلهم، وتساءل زين الدين:احنا مش حنصلي الجمعة؟فرد البرادعي بجفاف وازدراء أن الجلسة سترفع نصف ساعة «عشان مصطفى يصلي» هذه الحادثة قبل بضعة أشهر، وتزامن معها وتلاها هجمات من البلطجية وعصابات «البلاك بلوك» على المساجد وقتل وجرح العديد من المصلين؛ فهذا عداء للصلاة والمصلين وبيوت الله وليس لحزب أو جماعة، مهما نـفوا أو ادعوا العكس...أما في تونس في عهد بن علي فإن عضوة مجلس المستشارين «رياض الزغل» طالبت بخفض صوت الأذان، فأطيح بسيدها بعد فترة قصيرة، سبحان الله العظيم...أما «خليدة المسعودي» وزيرة الثقافة الجزائرية فأصدرت كتابا يعتبر أن صلاة المسلمين إهانة للإنسان، وأنها أتت من النخاسين البدو السعوديين...أستغفرك ربي وأتوب إليك، وما زالت على رأس عملها، ولم تحاكم، طبعا من يحاكم فقط هو من ينال من ذات «إلهام شاهين» أو أمثالها.

ولا يتسع المجال لمزيد من الأمثلة، ولكن ما يظهره العلمانيون من أقول وأفعال، أو ما يقرّونه ضمنا، يأتي في إطار الهجمة على الإسلام وشعائره، تحت مسميات محاربة الأخونة أو غيرها، وهي أمور بلا دليل، ولا تحارب الأخونة بحرق المساجد، والاستهزاء بالدين من قبل الإعلام العلماني.

(12) فرص التعايش تتقلص كثيرا

مما سبق، وهو غيض من فيض، نرى أن التيارات العلمانية واليسارية والقومية، يهيمن عليها فكر متطرف، يرفض حتى العلماني الذي يرى إمكانية التعايش مع الإسلاميين، وهم لا يتركون فرصة للحوار والتفاهم إلا قضوا عليها في مهدها، وهم يريدون تخريب البلاد، وقيادة الأوطان نحو المجهول بل نحو الفوضى والتقسيم، فقط ليثبتوا أن الإسلاميين فشلوا في الحكم، مثلما يؤكد رفيق حبيب، وهم أصحاب عقليات لا ترى الإسلاميين إلا وراء القضبان، أو على حبال المشانق، وليس في حقول العمل وبناء الأوطان، وخدمة المواطنين، وإعلامهم يستخدم مصطلحات شتائمية قبيحة بعيدة عن أصول الحوار، بل عن أخلاق الخصومة السياسية والفكرية.

أمام هذه العقلية التي باتت تهيمن وتسيطر على معظم التيارات المخالفة للإسلاميين من الطبيعي أن يكون هناك رد فعل، ولا يتوهمنّ أحد أن الإسلاميين سيقبلون أن يساقوا إلى المعتقلات والمشانق، كما حدث لهم في العقود السابقة، فذاك عهد ولّى من غير رجعة، ودونه خرط القتاد، ولكن العقلية المعادية للإسلاميين تظن أنه عهد ما زال قائما، بفعل الدولة العميقة، أو أنه عهد يمكن إعادة انتاجه بطريقة أو بأخرى، ولكن هم يقعون في الحسابات الخاطئة!

ولكن البلاد العربية واستقرارها واقتصادها وأمل شعوبها بمستقبل أفضل للأجيال القادمة، وهو أمل عززته الثورات، بل كان أحد أسباب الثورات، كل هذا وغيره يصبح في مهب الريح، وما يمنع الانهيار هو صبر الإسلاميين، وطول نفسهم المبالغ فيه من وجهة نظري الشخصية، ولكن يبدو أن أقواما لا تعرف أن غضبة الحليم أشبه بعاصفة ماحقة لا تبقي ولا تذر...ولكن الضرر سيكون كبيرا وسيأخذ وقتا لترميمه، ولا أرى في الأفق عقلاء العلمانيين ووطنييهم المخلصين-وهم موجودون- هم من سيقود ويحرك التيارات القائمة، وهذا يعني ترجيح احتمالية الصدام، وسيصبح صوت العقل والحكمة، وكل ما كتب من كتب ومقالات، وعقد من ندوات ومؤتمرات، حول آليات التعايش والمشاركة، والبحث عما يجمع ولا يفرّق، شيئا من الماضي، أو الترف الفكري، أو ستصبح مثالا للأحلام والأمنيات، وسيتضرر الناس جميعا من هذا الصدام المحتمل.

وفي نهاية هذه المقالة التي لم يكن لي من الاسترسال فيا بد يبقى السؤال القائم:هل ثمة بصيص أمل بالتعايش والتفاهم لمصلحة الوطن وتجنب الصدام؟

صدقا كلما تراءى لنا بصيص أمل خرج علينا قادة العلمانيين وإعلامهم وأدواتهم من البلطجية، بما لا يسر...ومع ذلك يبقى الأمل قائما، نظرا لأن الصراع أحيانا يغربل، ويصفي الشوائب، وربما نراهن على الحس الفطري للشعوب، التي يدفع إلى تغليب لغة التفاهم، على لغة التنابذ، وهي اللغة السائدة حاليا...نسأل الله أن يحمي البلاد العربية، لا سيما بلاد الثورات من كل شر وسوء.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية