التفكجي يدعو لاستراتيجية وطنية تحمي القدس وهويتها

الأربعاء 28 يناير 2015

التفكجي يدعو لاستراتيجية وطنية تحمي القدس وهويتها

يمكن للناظر إلى شوارع وأحياء ومداخل مدينة القدس المحتلة، أن يلحظ دون عناء، التغييرات الكبيرة التي أحدثتها آلة التهويد الصهيونية في الأبنية والشوارع والبلدان وعلى الجبال وبين الأودية.

ومنذ احتلال مدينة القدس عام 1967م، لم تنفك حكومة الاحتلال يوما عن العمل على إذابة الطابع العربي والإسلامي فيها، ومحوه عن بكرة أبيه وبكل الطرق وبجميع الوسائل.

كل ذلك، من أجل هدف واحد يسعى الاحتلال لترسيخه عبر هذه السياسة القذرة، وهو جعلها "عاصمة الدولة اليهودية الأبدية لجميع يهود العالم".

يقول مدير دائرة التخطيط في بيت الشرق خليل تفكجي لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "مدينة القدس تعتبر بالنسبة للشعب اليهودي عاصمة الدولة العبرية، ليس فقط لمن يتواجدون في دولة فلسطين، بل لجميع اليهود في جميع أنحاء العالم".

"ولأنها العاصمة الأبدية باعتقادهم، استهدفت حكومة الاحتلال منذ العام 1948م، مدينة القدس، شرقها وغربها، من أجل الوصول لأهدافهم الاستراتيجية".

ويضيف: "في عام 1967م، بدأت أولى عمليات التطهير العرقي داخل مدينة القدس القديمة، عبر تدمير وإزالة حارة الشرف بجوار حائط البراق "حائط المغاربة".

وبعد ذلك، بدأت حكومة الاحتلال بسياسة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، وفي عام 1972م؛ شكل الاحتلال برئاسة رئيسة الوزراء "جولدا مائير"  لجنة جيفي، والتي قررت جعل نسبة العرب 22% من إجمالي عدد السكان في حدود بلدية القدس المحتلة.

يقول التفكجي: "لتنفيذ سياسة لجنة جيفي، بدأت حكومة الاحتلال في عملية مصادرة الأراضي، وتم مصادرة 35% من مساحة شرقي القدس، ثم فرضت حكومة الاحتلال من بعد ذلك قوانين التنظيم والبناء".

كما فتحت حكومة الاحتلال الشوارع، وبدأت ببناء الأبنية الاستيطانية، حيث أقامت في محيط بلدية القدس 15 مستعمرة استيطانية، يسكنها أكثر من 200 ألف صهيوني، وتمت السيطرة على 87% من  مساحة شرقي القدس المحتلة منذ عام 1967م وحتى اليوم".

الإنسان بعد الجغرافيا

 ويشير التفكجي، إلى أنّ "السياسة الصهيونية ليست هي فقط على الجغرافيا، بل على السكان؛ فقد بدأت حكومة الاحتلال بتقليص تواجد السكان العرب بفرض سياسة سحب الهويات وهدم المنازل".

كما نوه إلى دور جدار الفصل العنصري في ذلك، والذي أقيم على مداخل مدينة القدس لأسباب ديموغرافية، ومع بنائه تم التخلص من 120 ألف فلسطيني يسكنون اليوم خلف الجدار.

وقبل فترة من الزمن، أعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات، أن "حكومة الاحتلال ليست بحاجة إلى 70 ألف فلسطيني يسكنون خلف الجدار، ويجب أن يتم إدارتهم من قبل الإدارة المدنية".

ويضيف التفكجي: "من أحد وأخطر مخططات حكومة الاحتلال باتجاه مدينة القدس؛ "مخطط القدس عام 2000"، والذي وضعته حكومة الاحتلال في عام 1994م بقيادة أيهود أولمرت، والذي يخطط لإحداث قلب في الميزان الديمغرافي لمدينة القدس في عام 2020.

ووفق ذلك المخطط، ستصبح القدس ذات أغلبية يهودية، 88% يهود، وذات أقلية عربية، 12% عرب.

وأوضح تفكجي، أنه لنجاح المخطط يتم بناء 85 ألف وحدة سكنية، وبناء مستوطنات جديدة، وتوسيع المستوطنات القائمة، وإقامة مناطق صناعية، وفتح شوارع جديدة، وإقامة أنفاق، وبناء جسور.

هذه الخطة برمتها تندرج تحت اعتبار أن القدس هي القلب والرأس، ليس فقط للصهاينة، بل للشعب اليهودي في كل أنحاء العالم، وللوصول للأهداف الاستراتيجية، وهي تقليص نسبة السكان العرب.

ويتابع التفكجي: "من ضمن السياسة التهويدية؛ تغيير معالم المدينة المقدسة وتغيير أسماء وشوارع مدينة القدس، فالتهويد هو عملية اقتلاع من الجذور الأساسية، ووضع جذور جديدة".

وتحدث التفكجي عن سياسة الاحتلال في فرض الرواية اليهودية، وقال: "هذه الرواية اليهودية تتم من أجل الوصول إلى هدف حكومة الاحتلال بإثبات عدم تواجد عربي في هذا المكان وهذه المدينة".

وللمحافظة على التراث العربي والإسلامي في مدينة القدس في ظل تهويدها، أشار التفكجي إلى ضرورة وجود سياسة واستراتيجية واضحة للمحافظة على عروبتها وهويتها.

وشدد على أهمية أن يكون هنالك استراتيجية وطنية تجاه مدينة القدس التي نتحدث عنها، وهل نحن بحاجة لهذه المدينة باعتبارها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أم أن هذه المدينة هي فقط للصلاة وللزيارة كأي مدينة في العالم؟.

وقال: "حتى هذه اللحظة؛ المواجهة التي تتم في مدينة القدس هي مواجهة آنية، بمعنى أنه ليس هنالك أية ردات فعل، بينما الجانب الصهيوني لديه برنامج واضح تجاه هذه المدينة المقدسة".


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية