التهدئة وواقع قطاع غزة المتفجر ... بقلم : إبراهيم المدهون

الخميس 13 مارس 2014

التهدئة وواقع قطاع غزة المتفجر

إبراهيم المدهون

في أقل من 24 ساعة استشهد 6 فلسطينيين في الضفة وغزة، منهم ثلاثة قتلوا غيلةً بقصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي، وهو اغتيال متعمد وانتهاك سافرٌ للتهدئة في قطاع غزة التي تحافظ عليها المقاومة.

التهدئة تعني أن يكف الاحتلال عن قتل المجاهدين واستهداف السيارات والبيوت والساحات، كما تعني أيضاً رفع الحصار عن قطاع غزة أو تخفيفه على أقل تقدير ليعيش أهالي القطاع حياةً مرتاحةً وليمارسوا أنشطتهم الطبيعية بسلاسةٍ كأي شعبٍ في العالم، وللأسف فالحصار يزيد، وعمليات الاغتيال وإن قلّت بشكلٍ ملحوظ إلا أنها ما زالت مستمرةً، مما يهدد التهدئة ويضعها على المحك ويعطي إشاراتٍ واضحةٍ بقرب الانفجار والاشتباك.

جميع الأطراف بما فيها السلطة ومصر والاحتلال حريصون على إبقاء قطاع غزة هادئاً وساكناً، إلا أنهم يريدون في الوقت نفسه لهذا القطاع أن يعيش محاصراً وضعيفاً ومنهكاً، فالسلطة تريد أن تثبت صوابية منهجها بتطليق المقاومة وبالتمسك بخط التنازلات والاتفاقيات، وتريد إظهار الفرق بين حال المقاومة وواقع مشروع التسوية.

ومصر بدورها تخاف من نجاح تجربةٍ ديمقراطيةٍ عربيةٍ أفرزت إسلاميين يحملون فكر الإخوان، وتريد لهذه البقعة أن تعاني الأمرّين لكي لا يتحسر أحد على التجربة الديمقراطية الضائعة في مصر، أما الاحتلال فإنه يدرك أن قطاع غزة الثوري سيستثمر كل إمكاناته لصالح تقوية وتنامي قدرات المقاومة، لهذا يحرص على استمرار معاناة قطاع غزة وتدفيع السكان الثمن الباهظ للحد من تفكيرهم المستمر بمحاربة إسرائيل وتجرئهم على ضرب مدنها بالصواريخ.

لهذا طالما هناك مقاومة فهناك حصار ومعاناة وقتل واغتيال، وما دامت النية موجودة لتطوير وتقوية السلاح فإننا نتوقع استمرار هذا الظلم، فقطاع غزة أصبح قدراً رمانةَ الميزان والمنطقة الكاشفة التي عليها سيحكُم الناس على مدى نجاح المقاومة من جهة واختيار الشعوب من جهة أُخرى وإدارة الإسلاميين من جهة أخيرة.

ومن هنا يقع على الحكومة والمقاومة في قطاع غزة مسؤوليةً كبيرةً في أن يقدما نموذجاً لا يقتصر على الصمود فحسب، وإنما يشمل بذور النجاح في جميع مناحي الحياة، وتقديم حالةٍ ناصعة البياض لا يشوبها لُبس لتطبيق العدالة الاجتماعية والقدرة على مواجهة التحديات، وتجربة حماس أثبتت نجاحها في كثير من الملفات وأن باستطاعتها أن تعطي دوراً رائداً ومفاجئاً يؤهلها للاستمرار والتمدد.

أما عن الخروقات المتواصلة من الاحتلال فهي تأتي بنيَّة فرض معادلةٍ جديدةٍ ستكون قاسيةً إن تهاونت المقاومة، وعلى فصائلنا الوطنية الفاعلة القسام والألوية والسرايا وأبو علي مصطفى وكتائب الأقصى أن تتوحد لبلورة إستراتيجية مواجهة لكسر معادلة النزف المتقطع، وكنت في السابق قد استبشرت خيراً بعملية القنص الوحيدة على السياج الفاصل، وأتمنى أن تتكرر، ولن تعجز المقاومة عن الإبداع بوسائل جديدة تناسب واللحظة والوقت المعقد.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية