الثعلب بلير في غزة ... بقلم : إياد القرا

الجمعة 20 فبراير 2015

الثعلب بلير في غزة


إياد القرا

غلّف بلير بضاعته وجاء إلى غزة هذا الأسبوع، وأخرج من جيبه حية سياسية تسعى، وتحمل السموم بعد أن غلّفها بآلام أهل غزة، ولحوم أطفالها المحترقة في مقرات الأمم المتحدة في بيت حانون، وارتدى ثوب الإنسانية ليقدّم لعبة سياسية يعمل على إخضاع غزة بها.

لِمَن ينسى ، بلير هو رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، وشارك في الحرب على العراق إلى جانب بوش الابن عام 2003، ورئيس اللجنة الرباعية التي حاصرت غزة، ووضعت شروطاً لحصارها، ووفر الغطاء لحصارها، وشن ثلاث حروب عليها منذ قرار اللجنة الرباعية ضد الحكومة العاشرة، ومحاولة إقصاء حماس عن الحكم بعد فوزها في الانتخابات التشريعية.

بلير اليوم يريد أن يقصي حركة حماس بطريقة أخرى، ويريد أن يعيد برمجة حصار غزة بطريقة إنسانية من خلال وضع شروط جديدة هي نفسها شروط الرباعية لكن هذه المرة باستخدام الجزرة بعد أن استخدم العصا، وهي أن تعترف حماس بتسوية قيام الدولتين، وتقديم ضمانات بابتعادها عن الإسلام السياسي في المنطقة وتوفير تطمينات لمصر بمساعدتها بتوفير الأمن في سيناء.

يعتقد بلير أن مرونة حماس في هذه المرحلة ونتيجة شعورها بالمسؤولية تجاه معاناة المواطنين في غزة بسبب استمرار الحصار، وما خلفته الحرب الأخيرة من دمار وتشريد، يمكن أن تجبر حركة حماس على قبول شروط الرباعية بثوب جديد، للتخفيف من معاناة المواطنين.

جاءت هذه الشروط في ظرف بالغ التعقيد محلياً وإقليمياً، ومحاولة من الرباعية الدولية لفرض شروطها، وإنقاذ الاحتلال والمنطقة من انفجار تلوح أفقه بغزة نتيجة استمرار الحصار وعدم إعادة الإعمار، خاصة أن المقاومة الفلسطينية تعيد بناء نفسها لمواجهة أي عدوان إسرائيلي جديد و وضع حد للحصار المفروض على غزة.
الاحتلال في الواقع يعي أن أي انفجار في غزة سيكون على الحدود الجنوبية لها، وسيترك تأثيراً على الأمن في الكيان، لذلك يتحرك سريعاً من خلال تسهيل عبور بعض المستلزمات، وبعض المواد الغذائية والاحتياجات، لإدراكه أنه وحده سيدفع ثمن استمرار الحصار، وأن بلير لن يفيده شيئاً.

المسؤولية الأولى تقع على الاحتلال فيما حدث وهو المسؤول عن إيجاد حل لاستمرار الأزمة، وفي الدرجة الثانية الأمم المتحدة لتقاعسها عن دورها في الإسراع بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال وحل مشكلات عشرات آلاف المشردين عن بيوتهم، وضمان حرية التحرك، وفتح المعابر؛ لذلك فإن جهود بلير ولعب دور الثعلب في المنطقة لن يجدي نفعاً، خاصة أنه من الواضح أن حماس تتعاطى بإيجابية مع كل ما تتقدم به الأطراف الأوروبية والدولية والتي كان آخرها المبادرة السويسرية فيما يتعلق بقيام حكومة التوافق بدورها وخاصة حل أزمة الموظفين و رواتبهم ، ما يدلل على أن هناك تعاملاً إيجابياً مع المبادرات التي تحمل رؤية إنسانية ، في حين سيتم رفض أي مبادرة ذات بعد احتلالي ترسخ الحصار وتعيق الإعمار.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية