الثورة المصرية بين الاستكمال والإفشال
د. حسن أبو حشيش
قبل عامين من الآن فجر الشعب المصري ثورة 25 يناير في إطار الثورة العربية الجديدة, فيما أُطلق عليه الربيع العربي. بدأ الشباب بعفوية وإرادة في التعبير عن أنفسهم, ولم يُطلق أحد على التحرك يوم 25 يناير أنه ثورة, ولم يكن لون سياسي له, حيث وجدنا عشرات آلاف الشباب من كل التيارات نزلت الشارع من (6إبريل، وكفاية، والإخوان المسلمين، والقوميين واليساريين... ) بعد النجاح بدأت تتبلور فكرة الثورة وبالتحديد 28 يناير...وبدأ المشوار.
ومن يومها تعيش الثورة المصرية صراعا حادا بين من يُريد استكمالها وإرساء سفينتها لينطلق قطار التغيير، ومن يريد إحباطها وإفشالها. والإفشال يعود لأسباب عديدة منها: نشر الفوضى الخلاقة، والحفاظ على المصالح المكتسبة من النظام السابق، وإغلاق ملفات فساد لجهات متنفذة، والرضوخ لأوامر خارجية لا تُريد لمصر الاستقرار، والحقد السياسي والتنافس الحزبي غير الشريف. ومن خلال المتابعة الدقيقة لمجريات الأمور نجد أن أدوات الإفشال اعتمدت على كل وسيلة تخريب وتدمير من: الخطف والقتل والحرق والترويع والإشاعة والاعتصامات المُشلة لحركة البلد، وخلق أزمات اقتصادية وأمنية وسياسية واجتماعية...والتشكيك في كل عملية انتخابية تجري للبقاء على حالة الفراغ الدستوري. وكل هذه المظاهر التي نراها يوميا تم تحصينها بحملات إعلامية من عشرات وسائل الإعلام، وبإجراءات قضائية وأحكام قانونية مُفصلة ومُحددة، وبمبدأ حرية الاعتصام والتظاهر والمعارضة.
والأخطر من كل ذلك أننا وجدنا تحالفا غريبا عن قاموس العمل السياسي, مُكونا من شخصيات بالفعل شاركت في الثورة، وشخصيات من النظام القديم، وشخصيات مدفوعة من الخارج...الجميع من هؤلاء يتوحدون في معارضة بعيدة عن روح الثورة، وطعم الحرية، ومناخ العزة والكرامة...فهم غير متجانسين على الإطلاق.لكن جمعهم شيء واحد هو كرههم للإخوان المسلمين.
نقولها بوضوح : إن ملامح إعادة مصر لريادة الأمة، ونجاح القيادة المصرية الجديدة في إنهاء ملفات عالقة لها سنوات، والتعامل المختلف مع الاحتلال الصهيوني، والندية التي أظهرتها القيادة الثورية المصرية مع المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية...كل ذلك أزعج الخصوم والأعداء في الداخل والخارج ، فكان لابد من خلط الأوراق وقلب الطاولة بأساليب براقة وجذابة وبأدوات معهودة. كل القراءات تُشير إلى أن الوضع سيبقى بين الشد والرخو حتى انتهاء الانتخابات التشريعية. وقتها قد يسير قطار التغيير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية