الجيش الذي لا يقهر! ... بقلم : إياد القرا

الثلاثاء 16 ديسمبر 2014

الجيش الذي لا يقهر!

إياد القرا

مجموعة من المقاتلين يتسللون خلف صفوف العدو ويشتبكون مع الجنود من مسافة الصفر، ويقتلون الجنود داخل الأبراج المحصنة وداخل دباباتهم، ويستشهد بعض المقاومين أثناء العودة من القتال, وبعضهم الآخر يعود حاملًا سلاحه في وضع الاسترخاء.

هذا المشهد سجلته كاميرات جيش الاحتلال خلال الحرب الأخيرة على غزة, وظهر في موقعين فقط, ولا يعرف كم سجلت الكاميرات من مشاهد نقلت أحداثا مشابهة عن بعض المقاومين, لكن جاءت الكاميرات لتكشف الحقائق بشكل واضح وقاطع والعديد من القضايا والأحداث، وقد نشهد مزيدا منها.

التسريبات التي نشرت وجهت ضربة قاصمة للرواية الرسمية الإسرائيلية حول مجمل أحداث الحرب سواء صلابة المقاومة وشراسة المواجهة أو عدد القتلى من الجنود والإصابات أو مصير الجنود المفقودين في غزة.
وتضيف التسريبات مزيدا من الغموض على قدرة الاحتلال على حماية الجبهة الداخلية في أي مواجهة قادمة, وما هو الضامن لعدم سيطرة المقاومين على مواقع عسكرية مهمة أو منشآت حيوية, ولمَ امتنعت المقاومة عن استهدافها في هذه المواجهة؟.

الذهول الذي أصاب قادة الاحتلال وشل تفكيرهم متوقع لأن الرواية التي بنى عليها انتهاء الحرب كانت كاذبة وخادعة لجمهوره، مقابل رواية صادقة للمقاومة الفلسطينية، بل دقيقة في نقل الأحداث بتفاصيلها وأرقامها.

فالأسطورة الصهيونية بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر تستند إلى هالة من الروايات والأحداث التي سوقها العرب والإعلام الغربي أيضاً, خلال حرب عام 1948 وهزيمة 7 جيوش عربية, وكذلك حرب الست ساعات, واجتياح بيروت إحدى العواصم العربية، والكوماندوز الذي يغتال في بيروت وتونس ودبي وأثينا ولندن وعنتيبي، مما جعل الأجيال العربية تعيش على أسطورة الجيش الذي لا يقهر.

هذه الأجيال تعيش حالة من الذهول المتأخر أمام جيل من أطفال الحجارة يقودون العمليات الفدائية ويتقدمون صفوف المقاتلين، إلى جانبهم جيل ما بين الانتفاضتين, وهو يمتلك عقيدة عسكرية قتالية, تتدرب وتتمرس على فنون القتال.

القتال مستند إلى حماية أمنية قوية تخترق صفوف الاحتلال, واتصالاته وكاميراته ,وتصل إلى قادة الجيش في بيوتهم وفي مواقعهم، ومقاتلوهم يقاتلون الجنود في مواقعهم وداخل دباباتهم، ويعودون لمشاهدة ما تبثه وسائل الإعلام عن تحركاتهم وشجاعتهم، بل عفويتهم وهم عائدون يحملون العتاد وفي حالة من الاسترخاء، جعلت الشباب الفلسطيني يفتخر بهم ويصل إلى مرحلة الاستهزاء بجيش الاحتلال، وتجاوز نظرة الجيش الذي لا يقهر إلى الجيش الذي يستهزأ به.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية